أعلن الجيش الوطني الليبي بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر مسئوليته عن قصف أهداف عسكرية لقوات فجر لييبا في العاصمة طرابلس فجر أمس في مؤشر إلى توسيع قوات حفتر نطاق ضرباتها الجوية ما يشكل تحولاً نوعياً في مسار الصراع. وبدد تبني حفتر للقصف الذي طاول مواقع عدة في طرابلس وأوقع 14 قتيلاً و22 جريحاً، غموضاً استمر ساعات حول هوية الطائرتين اللتين نفذتا الضربات، رافقه جدل حول تدخل غربي محتمل ضد قوات فجر ليبيا المحسوبة على الإسلاميين، بعد تحقيقها تقدماً عسكرياً على الأرض في الساعات الأخيرة، ضد تحالف يقوده مقاتلو الزنتان المتحالفون مع حفتر. وسارعت الجزائر وإيطاليا وفرنسا إلى نفي شائعات عن مشاركتها في الضربات. وقال رئيس بعثة الأممالمتحدة إلى ليبيا طارق متري أن باريس وروما أبلغتاه أن لا علاقة لهما بالضربات، كما نفى مسئول في الخارجية الجزائرية، شائعات عن تورط بلاده في الغارات. وقال إن هذا الكلام لا يستحق التفنيد في وجود رفض سياسي مقنن في الدستور، للمشاركة في أي نشاط عسكري خارج البلاد. وسبق تبني حفتر الضربات في طرابلس، إعلان الحكومة الليبية أن طائرتين مجهولتي الهوية، أغارتا على أهداف مسلحة تابعة للأطراف المتناحرة في ضواحي طرابلس؛ وأوردت الحكومة في بيان أنها طلبت من رئاسة الأركان وإدارة الاستخبارات العسكرية، فتح تحقيق في الأمر، كما اتصلت بعدد من الدول الصديقة لهذا الغرض؛ يأتى هذا فى الوقت الذى شككت فيه مصادر عسكرية في سلاح الجو الليبي في صحة تبني حفتر للضربات، وأكدت أن منظومة إنارة المهابط في المطارات العسكرية الليبية معطلة، فضلاً عن توقف الطيران العسكري الليلي منذ التسعينات من القرن الماضي. وقال خبير استراتيجي ليبي إن المطار العسكري في المنطقة بين مدينتي ني ولي ومصراتة، تحت سيطرة ثوار الأخيرة، الأمر الذي يستحيل معه انطلاق طائرات حربية منه لقصف الأهداف التابعة لقوات مصراتة في مناطق مثل وادي الربيع وقصر بن غشير وصلاح الدين في طرابلس وأضاف أن آخر آمر لقاعدة الوطية (قرب الحدود مع تونس) سالم النداب، أمر بحفر مهبط القاعدة بالبلدوزر لدى تيقنه من سقوط نظام معمر القذافي 2011. بينما صرح ضابط في سلاح الجو الليبي بأن الطائرات الحربية التابعة لحفتر ليس في إمكانها قصف طرابلس لاستحالة عودتها إلى قاعدة انطلاقها من شرق ليبيا لأن الوقود لا يكفيها لذلك، إضافة إلى استحالة هبوطها في أي من المطارات غرب ليبيا. وقال مهندس في سلاح الجو الليبي ان هذا الجهاز لا يستطيع رصد تحليق طائرات حربية في أجواء البلاد، بعدما دمر حلف الأطلسي في غاراته على ليبيا عام 2011، البنية التحتية للسلاح وأبطل مفعول الرادارات. وأعلن مركز عمليات فجر ليبيا أن الطائرتين أقلعتا من قاعدة الوطية الجوية التي تقع تحت سيطرة مقاتلي الزنتان. وتخوف مراقبون أن يؤدي هذا التطور إلى رد قوات فجر ليبيا بالاستعانة بسلاح الجو المتمركز في قاعدتي مصراتة ومعيتيقة (طرابلس). واستبعدت مصادر قوات فجر ليبيا أن يكون طيران حربي أجنبي نفذ الغارات، لأن القصف كان عشوائيا وأغلب القذائف أخطأت أهدافها ولم تستبعد المصادر أن تكون طائرة ليبية زودت بمنظومة للعمل الليلي هي التي قصفت طرابلس.