* الصراعات السياسية تهدد باستمرار الاحزاب الناصرية * - انسحاب عبد الحكيم عبد الناصر من التيار الشعبى يشعل أوساط الناصريين * - أحزاب تتهم الناصريين ب"العيش" على فتات الماضي وزعامة عبد الناصر دون تجديد * - التيار الشعبى يؤسس حزبا سياسيا بعيدا عن الكرامة.. و"صباحى" ليس عضوا به * - الحزب الناصرى يبحث عن تحالف انتخابى.. والكيانات الصغيرة تنضم ل"العدالة الاجتماعية" تعيش الأحزاب الناصرية الآن حالة من التفككك والتشرذم السياسى رغم ان الواقع كان يحتم تواجدهم السياسى فى الشارع لارتباط إسم الحزب العربى الناصرى بالزعيم الراحل جمال عبد الناصر. ويبدو ان الأحزاب الناصرية لم تستطع الخروج عن قيودها التى فرضت عليها طيلة ال 30 عاما الماضية فى ظل عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك بعد حصار نظامه للأحزاب داخل مقراتها وعدم السماح لهم بالنزول إلى الشارع والإحتكاك مع الجماهير. ويسعى حمدين صباحى، مؤسس التيار الشعبى ومرشح الرئاسة السابق للبحث عن دور له لقيادة الناصريين وتجسيد شخصية الزعيم الراحل جمال عبد الناصر.. ولكن ب"نيو لوك" جديد وظهر ذلك من خلال سعيه للزعامة بعد ترشحه مرتين فى الإنتخابات الرئاسية الماضية وسعيه الان لتوحيد القوى المدنية من خلال قيادته لتحالف "التيار الديمقراطى" لتشكيل اكبر قوى معارضة للرئيس عبد الفتاح السيسى. ومن اللافت للنظر ان التيار الشعبى الذى اسسه حمدين صباحى يسعى لانهاء إجراءات تأسيسه كحزب سياسى بعيدا عن حزب الكرامة دون رئاسة صباحى للحزب أو عضويته فيها. ويمتد التفكك والتشرذم السياسى الذى تعانى منه الأحزاب الناصرية خلال الفترة الحالية على أكثر من بعد أولهما البعد السياسى وظهر ذلك بشكل رئيسى مؤخرا بعد إستقالة المهندس عبد الحكيم عبد الناصر، نجل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، من التيار الشعبى المصرى الذى يقوده حمدين صباحى، مرشح الرئاسة السابق. وظهر خلاف عبد الحكيم عبد الناصر بعد قيام بعض شباب حزب الكرامة والتيار الشعبى، باعمال شغب وهمجية داخل ضريح الزعيم جمال عبد الناصر، خلال الإحتفالية الأخيرة لإحياء ذكرى ثورة 23 يوليو، وتعمدهم مهاجمة القوات المسلحة المصرية، والهتاف بإسقاط الجيش والدولة، وتعدّيهم على المواطنين المشاركين فى إحياء ذكرى الثورة، ومنعهم السفير الفلسطينى من دخول الضريح. وقد أعلن عبد الحكيم عبد الناصر فى وقت سابق فى نص استقالته من التيار الشعبى بشكل نهائى، أنه قرر تجميد عضويته بمجلس أمناء التيار الشعبى، منذ فترة، وقال: "لقد كان للتيار الشعبى وحزب الكرامة مواقف صادمة بعد ثورة 30 يونيو وما قبلها من انضمام حمدين صباحى، ومحمد سامى رئيس حزب الكرامة، لجبهة الإنقاذ التى وافقت على استفتاء دستور الإخوان، وكانت فى طريقها للمشاركة فى برلمان "مرسى"، ما جعلنا نطلق عليها "جبهة إنقاذ مرسى". واتهم عبد الحكيم قيادات حزب الكرامة وعلى رأسهم حمدين صباحى، باتخاذ مواقف واضحة فى شقّ الصف الناصرى، وتعطيل جميع محاولات إعادة توحيده مرة أخرى. وزادت حدة الخلاف بين الأحزاب الناصرية وغيرها من الأحزاب الأخرى على الساحة السياسية، بعد أن شن الدكتور عفت السادات، رئيس حزب "السادات الديمقراطي"، هجومًا حادًا على الأحزاب الناصرية، متهمًا إياها بالعيش على فتات الماضي دون التجديد ودون تقديم أي رؤية لمستقبل الوضع الراهن في مصر. وقال السادات، في تصريحات صحفية أمس، إن "القائمين على تلك الأحزاب اكتفوا طوال العقود الماضية بترديد شعارات باتت لا تصلح لوقتنا الراهن"، وأكد أنهم "لم يكتفوا بهذا الموقف السلبي فقط بل زادوه بنداءاتهم للعودة إلى الوراء واتباع سياسات الانغلاق مرة أخرى". وأضاف أن "الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لو كان على قيد الحياة لشعر بالاستياء جراء الواقع الذي تعيشه الأحزاب الناصرية"، مدللا على حديثه بحجمهم فى الشارع وفشلهم فى تحقيق أى إنجاز يذكر، على حد قوله. وقال نجل شقيق الرئيس الراحل أنور السادات، إن "غالبية الأحزاب التى تعتنق الفكر الناصري وتدور في فلكه هى عبارة عن "كرسي وصالة"، في إشارة إلى عدم اعتداد الجيل الحالي من الشباب بما أسماه "أفكار عصر ما قبل التكنولوجيا والعولمة. وفي أول رد فعل من جانبه على تصريحات الدكتور عفت السادات رئيس حزب "السادات الديمقراطي" والتى هاجم فيها الأحزاب الناصرية، قال المهندس محمد سامي رئيس حزب الكرامة إن عفت السادات لا يرقى أن يكون قطبا سياسيا. وأشار سامي في تصريحات صحفية أمس إلى أن حديث السادات حول الأحزاب الناصرية لا يستحق التعليق، خاصة وأنه لا يعرف شيئا عن النضال ولا الحركة الوطنية ولا الاعتقال في سبيل حرية الرأي. وشدد رئيس حزب الكرامة على أن مواقف الأحزاب الناصرية مشهودة ولا يمكن إنكارها ولا إغفالها، مشيرا إلى أن شعبيتهم في الشارع تفوق شعبية 100 حزب من نوعية حزب "السادات الديمقراطى. وبالنسبة للبعد الثانى وهو البعد الإنتخابى فأنه تجلى بشكل واضح فى عدم إتفاق الأحزاب الناصرية حتى الان على تحالف إنتخابى موحد لخوض الإنتخابات البرلمانية المقبلة على قوائمه. وبرزت حالة التشرذم السياسى بشكل واضح بعد وجود حالة من الإنقسام بين قيادات الحزب الناصر حول موقفهم من التحالفات الإنتخابية، حيث أكد البعض منهم على دخول الحزب فى مشاورات مكثفة مع عدد من الأحزاب للدخول فى تحالف انتخابى معها فى الانتخابات البرلمانية المقبلة منها حزبا الوفد والتجمع، فيما يسعى تيار داخل الحزب الناصرى للتشاور مع الأحزاب القومية لقيادى تحالف انتخابى ناصرى خلال الانتخابات البرلمانية المقبلة. وقال احمد حسن، الأمين العام للحزب الناصرى، إن الحزب يجرى اتصالات مكثفة مع عدد من الأحزاب لبحث الدخول معهم فى تحالف انتخابى فى الإنتخابات البرلمانية المقبلة. وكشف حسن، فى تصريحات ل"صدى البلد"، "أن الحزب يجرى اتصالات مكثفة مع حزبى الوفد والتجمع من أجل بحث الترشح على قوائمهم فى الانتخابات البرلمانية المقبلة, إلا اننا لم نحدد موقفنا النهائى حتى الان. وأشار الأمين العام للحزب الناصرى إلى أن الحزب يبحث فى الوقت نفسه مسألة خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة من خلال تحالف ناصرى. ومن جانبه قال أحمد عبد الحفيظ – أمين عام مساعد الحزب الناصرى إن الحزب يجرى مشاورات مكثفة مع عدد من الأحزاب الناصرية واليسارية من اجل بحث الدخول فى تحالف انتخابى فى الانتخابات البرلمانية المقبلة, مشيرا إلى ان الحزب بابه مفتوح للتحالف مع كافة الأحزاب المدنية. واكد عبد الحفيظ فى تصريحات ل"صدى البلد" أننا ننتظر الان ما ستسفر عنه مشاورات الحزب مع هذه الأحزاب، مشيرا إلى أن الحزب يفتح قنوات اتصال مع عدد من الأحزاب القومية الناصرية وهى حزب الوفاق القومي والمؤتمر الشعبى الناصرى، بالإضافة إلى عدد من الأحزاب الناصرية. وأشار القيادى بالحزب الناصرى إلى أن الحزب لم يحدد حتى الان عدد المرشحين الذى سيخوض بهم الحزب فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، وذلك انتظارا لتحديد تقسيم الدوائر الإنتخابات فى قانون الانتخابات البرلمانية. وقد أعلن حزب الوفاق القومى المحسوب على التيار الناصرى خوض الإنتخابات البرلمانية المقبلة على قوائم تحالف "العدالة الإجتماعية" والذى يضم الجمعية الوطنية للتغيير، حزب المؤتمر الشعبي الناصري، حزب الوفاق القومي الناصري، حزب التحرير المصري، الحزب الشيوعي المصري، حزب فرسان مصر، المجلس الوطني المصري، المؤتمر الناصري العام، حركة الكنانة، حزب السلام الأخضر(تحت التأسيس)، تحالف المصريين في الخارج، تجمع متحدي الإعاقة وذوي الاحتياجات الخاصة، والمجلس الوطني للشباب"، وبمشاركة عدد من الشخصيات العامة والرموز الوطنية. وقال محمد رفعت، رئيس حزب الوفاق القومى إن تحالف "العدالة الاجتماعية" لخوض الانتخابات البرلمانية الذى أعلن عنه مؤخرا ويشارك فيه حزب الوفاق القومى جاء من منطلق أن عددًا من الأحزاب والقوى السياسية اجتمعت معا من أجل تحقيق أهداف ثورتى 25 يناير و30 يونيو. وأكد رفعت فى تصريحات ل"صدى البلد" أن هذه الأحزاب المشاركة فى تحالف "العدالة الاجتماعية" اجتمعت على أرضية مشتركة لتحقيق مفهوم العدالة الاجتماعية من خلال المشاركة فى الانتخابات البرلمانية المقبلة للتعبير عن قوى الثورة. يأتى هذا فى الوقت الذى خلا فيه تحالف "العدالة الإجتماعية" من اسم الحزب الناصرى الذى لايزال يبحث عن مصيره وسط التحالفات الإنتخابية المتعددة على الساحة السياسية، وذلك بعد ان مثل التيار الناصرى فى تحالف "العدالة الإجتماعية" كلا من حزب الوفاق القومى الناصرى والمؤتمر الشعبى الناصرى والمؤتمر الناصرى العام.