اعتبرت مجلة "تايم" الأمريكية زيارة الرئيس الصيني شي جين بينج إلى العاصمة الكورية الجنوبية سول بمثابة مؤشر على تغير التحالفات بين بلدان شمال شرق آسيا. وذكرت المجلة – في سياق تقرير نشرته اليوم الخميس على موقعها الإلكتروني – أن الزيارة التي تستغرق يومين تمثل أول مرة يختار فيها زعيم صيني زيارة كوريا الجنوبية قبل الاجتماع أولا مع عائلة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج اون، مما يدل على تجاهل بكين لبيونج يانج. وقالت المجلة إن كوريا الجنوبيةوالصين لا تعدان حليفتين بالفطرة فالصين دعمت كوريا الشمالية في الحرب التي دارت في الفترة من 1950 وحتى 1953 وقسمت شبه الجزيرة الكورية. كما أنه ومنذ ذلك الوقت أصبحت بكين الحليف والراعي والحامي الأكبر لكوريا الشمالية، لدرجة أن الزعيم الصيني الراحل ماو زيدونج شبه العلاقة الوثيقة بين الدولتين ب"الشفاه والأسنان". بيد أن روابط الأخوة السلطوية تعرضت لتوترات مؤخرا حيث ملت بكين من التصرفات الكورية الشمالية المبالغ بها وتنامي عدم الاستعداد لدعم اقتصادها الضعيف، وبذلك أصبح لدى بكين وسول مصلحة مشتركة نتيجة الإحباط من أفعال بيونج يانج. واكتشفت الصينوكوريا الجنوبية حينئذ أنه توجد نقاط للالتقاء بينهما بما في ذلك شراكة تجارية مزدهرة وخصم قديم ألا وهو اليابان التي أصبح سجلها في الحروب نقطة محورية بالنسبة لشرق آسيا. وأشارت المجلة إلى أن قرارا مثل الذي أعلنه رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي برفع بعض العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية في مقابل تعهدها بالتحقيق في اختطاف رعايا يابانيين بواسطة عملاء كوريين شماليين في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي يأتي كخطوة احترازية من طوكيو لكي لا تجد نفسها خاسرة في ظل هذه المناورات السياسية.