أثارت دعوات المؤتمر الوطني للشباب، الذي تنظمه رئاسة الجمهورية بمدينة شرم الشيخ على مدى 3 أيام بدءًا من غد الثلاثاء، جدلًا كبيرًا على الساحة السياسية؛ بسبب غياب معايير اختيار الشباب المشارك في المؤتمر وعدم تمثيل جميع الفئات، حيث اقتصرت الدعوات على شباب الصحفيين وعدد من ممثلي الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني، وسط إعلان قطاع كبير من شباب الجامعات عن مقاطعة المؤتمر. وطرحت بعض القوى السياسية تساؤلات حول جدوى المشاركة في هذا المؤتمر، في ظل تكرارها دون أن تكون هناك نتائج ملوسة، وكان آخرها المؤتمر الذي دعت إليه وزارة الشباب والرياضة في أبريل الماضي تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء، وخرج المؤتمر بسلسلة من التوصيات لم تنفذ حتى الآن، من بينها تمكين الشباب، وفتح المجال العام للمشاركة السياسية والتعبير عن الرأي، لكن ذلك لم يحدث. وأعلن 150 شابًّا من مختلف التوجهات والانتماءات السياسية المهنية، معارضتهم ل«المؤتمر الوطني الأول للشباب»، في بيان وقعوا عليه وقرروا إطلاق حملة توقيعات موسعة على البيان خلال الفترة القليلة المقبلة. وقال البيان: «المؤتمر يأتي استكمالًا لسلسلة عبثية من الحوارات الشكلية التي لم تسفر عن شيء، ولا تشهد اختلافًا من حيث الشكل ولا المضمون عن دعوات سابقة لما سمى بالحوارات المجتمعية». وتابع: «ممارسات السلطة تؤكد أنها لا تؤمن بالأساس بالحوار الديمقراطي الجاد، ولا تسمح بالاختلاف والتنوع، ولا تستجيب لأي مقترحات أو حلول بديلة»، معتبرين أن «المؤتمر محاولة لتزيين عروة هذه السلطة بالشباب؛ لأنه لا يوجد حد أدنى من الثقة في أن ما يخرج به هذا الحوار سيكون محل اعتبار أو نظر من السلطة». وكانت أحزاب التيار الديمقراطي التي تضم «التيار الشعبي والكرامة والتحالف الشعبي والدستور والعدل ومصر الحرية» قد أعلنت خلال اليومين الماضيين عن رفضها لدعوة المشاركة في المؤتمر. في السياق ذاته قال محمد سالم، القيادي بالحزب المصري الديمقراطي: لا يوجد حوار جاد في ظل حالات القبض العشوائي على الشباب والتنكيل بهم رغم أنه «عام الشباب» حسبما ادعى رئيس الجمهورية، مضيفًا: «لن أقبل أبدًا المشاركة في مؤتمر لمدة 3 أيام على حساب الدولة، خاصة أنه سيتواجد به أكثر من ألف شخص، بإقامة كاملة في فنادق كبيرة ستتكلف ملايين الجنيهات، وهو إهدار للمال العام من أجل صورة تضاف إلى رصيد السلطة ليس أكثر. وأضاف ل«البديل»: «لن أشارك في الحوار؛ لأني لا أقبل أن أكون ديكورًا ولا أستطيع أن أخيب أمل كثيرين من الشباب الذين أحاول أن أكون معبرًا عنهم، ذلك هو موقفي الشخصي وأظن أن موقف حزبي لن يكون مختلفًا، وسنشارك في الحوار حينما تكون هناك إرادة جادة من السلطة.