تفتقر «الجزيرة المستجدة» التي تقع وسط مياه النيل بسوهاج، وتتبع إداريا الوحدة المحلية لمركز ومدينة المنشاة جنوب المحافظة، لأبسط الخدمات، فلا توجد بها مدارس ولا مستشفيات أو وحدات صحية ولا مكتب بريد ولا محطة مياه شرب نقية ولا عبارة نهرية تنقل السكان للبر الغربي لقضاء مصالحهم ومتطلبات حياتهم اليومية، رغم استغاثاتهم المتكررة بالمسؤولين وبأعضاء مجلس النواب عن الدائرة. ويفرض الموقع الجغرافي للجزيرة، والتي تكونت نتيجة ترسبات نهر النيل، ويطلق عليها "طرح النهر" العزلة التامة عن باقي أرجاء المحافظة، فلا يقصدها أحد سوى سكانها الذين تم نسيانهم في وسط النيل وباتوا يشعرون أنهم ليسوا على خريطة المحافظة رغم تعدادهم الذي يبلغ حوالي 15 ألف نسمة. وبسبب عدم وجود معدية نهرية أو أتوبيس نهري يربط الجزيرة بمركز المنشاة يتعرض المئات من الطلاب لحوادث غرق يومية بسبب استقلالهم مراكب صيد ومراكب شراعية أثناء ذهابهم وإيابهم من مدارسهم، خاصة وأن تلك المراكب تقوم بتحميل أعداد كبيرة ومضاعفة من الطلاب والأهالي دون وجود رقابة أو إشراف من شرطة المسطحات المائية والبيئة. الزراعة هي النشاط الرئيسي لأغلب سكان الجزيرة الذين يفتقدون لكافة المقومات الأساسية للحياة، وليست لديهم حرفة أخرى تساعدهم على تحمل مشقات الحياة التي يصارعها الغرق من كل ناحية. وبسبب قلة الإمكانيات وانعدام الخدمات الحكومية بالجزيرة، لم يكمل كثيرون من أبناء القرية تعليمهم، كما أن العديد منهم لم يلتحق بالمدارس من الأساس خوفا من عبور النيل والتوجه للبر الغربي حيث الخدمات والمدارس. وبسبب عدم وجود مستشفى تكاملي أو حتى وحدة صحية صغيرة، يواجه أهالي الجزيرة المرض دون تحرك مسؤول واحد، ومع فشل الأهالي في الحصول على العلاج في الجزيرة فإنهم يذهبون بالمريض لمركز المنشاة، في ظل عدم وجود وسيلة نقل خاصة في وقت الليل، ويصبح على المريض أن يواجه قَدره، وكثيرا ما يكون الموت هو النتيجة الحتمية. كثرة استغاثات أهالي القرية بمجلس مدينة المنشاة لتوفير عبارة نهرية آمنة تنقلهم للبر الغربي دفعت محافظ سوهاج لإمداد الجزيرة بأتوبيس نهري متهالك كان يعمل في مركز المراغة لخدمة أهالي جزيرة الشورانية دون عمل مرسى له يساعد الأهالي على الصعود والنزول، ويتم ذلك من خلال "سقالة" خشبية ضيقة يتم وضعها علي حافة الأتوبيس بعد رسوه بجوار الشاطئ، وهو ما ينذر بمزيد من حالات الغرق خاصة بين الأطفال وكبار السن، الأمر الذي أغضب الأهالي واعتبروه إهانة لهم تزيد من معاناتهم. محمد السيد، من أهالي الجزيرة، قال أنهم مستعدون للتبرع بمساحات أرض من أملاكهم الحرة التي يزرعونها لإقامة منشآت عليها سواء مدارس أو مستشفيات أو بريد حتى تصبح مثل غيرها من الجزر النيلية، موضحا أنهم خاطبوا الوحدة المحلية بذلك فكان الرد أن إقامة منشآت بالجزيرة يحتاج لمبالغ كبيرة غير متوفرة حاليا. وقال موظف بالوحدة المحلية في مركز المنشاة ل"البديل" إن قلة الاعتمادات المالية هي السبب في حرمان الجزيرة من الخدمات الحكومية، خاصة وأنها تحتاج لمبالغ كبيرة. بينما قال المقدم محمد سعد، رئيس وحدة مباحث المسطحات المائية بسوهاج، إنه سوف يتم التأكد من تراخيص المراكب الأهلية التي تنقل أهالي الجزيرة، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة تجاه أصحاب المراكب غير المرخصة والمخالفة. من جانبه، قال على أحمد محمود، رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة المنشاة، إنه سوف يتم توفير كافة الخدمات التي تحتاجها الجزيرة تباعا، مضيفا أنه تم تخصيص قطعة أرض بمساحة 1400 متر مربع لإنشاء مدرسة للتعليم الأساسي لخدمة أهالي الجزيرة تضم فصول رياض أطفال وابتدائي وإعدادي. كما أوضح أنه ستتم مخاطبة الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي وهيئة المشروعات والتنمية لدق 3 آبار لمشروع المياه والصرف الصحي بالجزيرة بتكلفة 11 مليون جنيه.