صوت غالبية أعضاء مجلس النواب أمس، على اختيار اللواء محمد علي مصيلحي، رئيس جهاز الخدمات العامة السابق ورئيس هيئة الإمداد والتموين التابعة للقوات المسلحة الذي خرج على المعاش منذ عام ونصف لتولي حقيبة "التموين"، خلفا للدكتور خالد حنفي الذي خرج من الوزارة خروجًا آمنا دون تحقيق أو مساءلة عمّ حققته مافيا الفساد داخل "صوامع القمح" بسبب سياساته الخاطئة التي أهدرت 13 مليار جنيه من أموال الدعم، بحسب ما توصلت لجنة تقصي حقائق القمح البرلمانية. أزمات عديدة متلاحقة واجهت وزارة التموين خلال الأسابيع والشهور الماضية، وملفات أخرى متلاحقة، تهم المواطن، بداية من استيراد قمح فرنسي مسرطن يحتوي على فطر "الإرجوت"، المسبب للإجهاض والسرطان، مرورًا بأزمة ارتفاع أسعار السلع الغذائية بصورة خرجت عن سيطرة الوزارة التي فشلت في تطوير قطاع إنتاج السلع الغذائية التابع لها بهيئاته وشركاته، وصولًا إلى القضية الأبرز حتى الآن التي أطاحت بالوزير السابق والخاصة بالتوريدات الوهمية للأقماح المحلية وخلطها بالأقماح المستوردة والتلاعب في توريده من قبل أصحاب شون وصوامع القمح. مافيا القمح في مواجهة الوزير الجديد ملفات عديدة مطروحة أمام وزير التموين الجديد، أخطرها كيفية التعامل مع قضايا الفساد في عمليات توريد القمح ومافيا تهريبه، التي تصالح الوزير السابق معها وتسببت في تقديمه استقالته من منصبه، خاصة بعد إثارة موضوع إقامته داخل فندق سميراميس منذ أكثر من عامين بعد كشف التلاعب في منظومة القمح، بداية من توريد وإدارة المخزون، مرورا بالطحن، وصولًا إلى إنتاج رغيف الخبز التي تسببت فيها سياساته الخاطئة. منظومة الخبز والقضاء على مافيا التهريب ومن أهم الملفات التي تُطرح على مكتب الوزير الجديد، تعميم منظومة الخبز في مختلف المحافظات خلال الفترة المقبلة، للقضاء على تهريب الدقيق المدعم إلى السوق السوداء، واستكمال تطبيق نظام الكروت الذكية الخاصة بالخبز المدعم، وحصول كل مواطن على 5 أرغفة يوميا، وصرف سلع مجانية مقابل ترشيد الاستهلاك. الوزير الجديد مطالب أيضا بإجراء حوار مع أصحاب المخابز بعد شكواهم من عدم حصولهم على مستحقاتهم المالية، بالإضافة إلى تطوير المجمعات الاستهلاكية وطرح سلع غذائية ولحوم ودواجن بأسعار منخفضة، تصل إلى 60%، إضافة إلى تطوير الشركات التابعة للشركة القابضة للصناعات الغذائية، وتحويل الشركات الخاسرة منها إلى رابحة من أجل مواجهة جشع التجار وخفض الأسعار في السوق المحلي. تطهير الوزارة من رؤوس الفساد "الخراب كله حدث في وزارة التموين بسبب تعيين غير متخصص لا في الغذاء ولا البورصات العالمية ولا الدعم والأسواق قادم من أكاديمية خاصة".. كلمات وصف بها الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية والري، ما حدث في وزارة التموين خلال الفترة الماضية، مؤكدا على ضرورة أن تُدار مؤسسات الدولة بالعلم والفكر والرؤية وليس بسياسة العصا الغليظة التي لاترهب الفاسدين، والموظفين سيضعون غير المتخصص في أصغر جيب لديهم، بحسب تعبيره. وطالب نور الدين الوزير الجديد بإقالة رئيس هيئة السلع التموينية الذي طرح مناقصة القمح الأخيرة لشراء قمح أمريكي يحتوي على فطر "الإرجوت"، ومحاولته إقناع الشعب بالفطر المُسرطن، ومن ثم تحويله للمحاكمة العاجلة؛ لأنها محاولة ساذجة للضغط على الدولة وهو يعلم الموقف الأمريكي جيدًا، بحسب تعبيره، مختتما: "اطردوا كل اتباع الوزير الفاسد حتى تستقيم الأمور بالوزارة لأن أرباح الفاسدين بالملايين".