مع اقتراب موعد انتخابات اختيار مدير جديد لمنظمة اليونسكو، خلفًا للبلغارية "إيرينا بوكوفا" التي سنتهي فترتها الثانية في 2017، سارعت الدول العربية إلى إعلان مرشحيها لهذا المنصب ليصل المرشحين إلى 4 عرب هم المصرية مشيرة خطاب، والقطري حمد بن عبد العزيز الكواري، واللبنانية فيرا خوري، واللبناني غسان سلامة. نفس السيناريو تكرر في 2009، عندما ترشح وزير الثقافة آنذاك، المصري فاروق حسني أمام نظيره الجزائري بجانب 5 مرشحين آخرين كانوا من روسيا، وليتوانيا، وبلغاريا، وتنزاينا، وبنين، لتقتنص بلغاريا المنصب بكل سهولة. وتبدو الأمور أن العرب لا يتعلمون من دروس الماضي؛ فدائمًا ما يتكرر سنياريو الفوضى والتشرذم بدلًا من الاتحاد عند الترشح لأي منصب دولي، فبدلًا من أن يتوحدوا حول مرشح واحد في منطقة عربية يحمل سكانها صفات بشرية وثقافية وتاريخية مشتركة بشكل كبير، إلا أنهم دائمًا ما يتنازعون. مشيرة خطاب تخرجت في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية عام 1967، لتبدأ عملها في وزارة الخارجية عام 1986، تقلدت منصب سفيرة مصر في تشيكوسلوفاكيا خلال الفترة من عام 1990 حتى 1995، فضلًا عن أنها شغلت منصب مساعد وزير الخارجية المصري، والأمين العام للمجلس القومي للأمومة والطفولة، إلى جانب منصب وزير الأسرة والإسكان في حكومة الفريق أحمد شفيق عام 2011. حمد بن عبد العزيز الكواري تخرج في كلية دار العلوم جامعة القاهرة، وسبق أن شغل منصب وزير الإعلام، بجانب تعيينه مندوب قطر لدى اليونسكو خلال الفترة من "1979 – 1984"، كما أنه يشغل منصب المستشار الثقافي في الديوان الأميري حاليا، وأعلنت قطر ترشحه لمنصب مارس الماضي خلال حفل استقبال أقيم في مقر اليونسكو في باريس. فيرا خوري تعتبر الأوفر خظًا في المرشحين السابقين؛ حيث قضت أكثر من 20 عاما في أروقة اليونسكو، كما أنها خاضت خلال هذه السنوات معارك انتخابية عدة، وكانت عضوًا في المجلس التنفيذي لدورتين، وترأست لجانًا لإصلاح المنظمة، بجانب أنها شغلت منصبًا دبلوماسيًا في المجلس الدائم بالفرنكوفونية، لذلك فهي تعرف جيدا كل ما أنتجته المنظمة من نصوص قانونية واتفاقات دولية، وتعرف جيدا مشكلاتها وحاجاتها. غسان سلامة وزير لبناني سابق تولى حقبة الثقافة خلال حكومة رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري في الفترة من 2000 حتى 2003، وهو سياسي وأستاذ للعلوم السياسية في جامعة السوربون. الشاعر حبيب الصايغ الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، دعا الدول العربية إلى وحدة الصف واختيار مرشح واحد حتى لا تضيع الفرصة على العرب من جديد وجاء في البيان الذي أصدرته: "لا بأس فى تعدد الوجوه، إنما البأس فى أن يكون التعدد دليل تصارع، الأصل فى الثقافة هو التعدد المترابط، بمعنى أن لا يطغى وجه على آخر بهدف أن يمحوه، إنما أن تتحاور الوجوه جميعها، حتى لو تصارعت فى مساحات محددة، ويبقى صمام الأمان أنها جميعها جاهزة للاصطفاف معًا فى وجه أى خطر يهدد أحدها أو مجموعها ما أن شاهد الفرقة العربي". وأضاف الصايغ: "لدينا الفرصة لنثبت أن الثقافة بالفعل هى روح هذا الجسد، روح متعددة، فسيفساؤها إبداع وليس تشرذمًا، لنثبت أن الثقافة هي النسخ الذي يسري في عروق هذا الكيان الهائل، نسخ حار متنوع الأصول والمشارب ومتجاوز للحضارات والتصنيفات". ومن جانبه، أثنى الدكتور علاء عبدالهادي، رئيس اتحاد كتاب مصر، على دعوة الاصطفاف ووصفها ب"الطيبة"، لكن اعتبرها "حلم"؛ لأن المرشحين في الحقيقة ليسوا ثقافيين، وإنما سياسيين، مضيفًا: "طبيعة العلاقات السياسية بين الدول هي التي ستحسم الاستجابة لهذه الدعوة". وأكد ل"البديل": "نحن مع الدعوة ونشكر من قام بها، ورغم قيمتها، إلا أننا لسنا متفائلين بنتيجتها في ظل الوضع الحالي"، مختتمًا: "قد لا تجد استجابة مؤثرة".