منصب "أصدقاء سوزان"! هل صارت من الشروط "الملزِمة" للمرشح المصري لمنصب أمين عام منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، أن يكون قريبًا من قرينة الرئيس المخلوع سوزان مبارك؟. المرشحة المصرية للمنصب هذه المرة في الوزيرة السابقة لشؤون الإسكان، والأمين العام السابق للمجلس القومي للأمومة والطفولة، مشيرة خطاب، كانت من المقربين إلى زوجة المخلوع، مثلها في ذلك مثل وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني في 2009، ورئيس مكتبة الإسكندرية الدكتور إسماعيل سراج الدين عام 1999. تنافس عربي عربي: ورغم أن "مشيرة" حصلت على دعم إفريقي لترشحها خلال القمة الإفريقية الأخيرة، إلا أنها مازالت تواجه حتى الآن ثلاثة مرشحين عرب لنفس المنصب، وهم الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري، القطري الذي أعلنت قطر عن دعمها له منذ العام الماضي، ومن حينها وهي تتخذ كل الإجراءات وتدعمه لوجستيًا ومعنويًا وماديًا ليظفر بالمنصب، فيما تقدم لبنان مرشحين: أحدهما رسمي باعتباره مرشح الحكومة اللبنانية وهي السيدة فيرا خوري، والتي تشغل حاليًا منصب نائبة مندوب سانتا لوسيا لدى المنظمة في باريس منذ 21 سنة، والثاني هو وزير التعليم اللبناني السابق، الذي لم تدعمه الحكومة رسميًا، وهو ما أثار سجالات كثير وغضب في أوساط النخب اللبنانية، خاصة وأن الأخير من الشخصيات الثقافية الكبيرة في لبنان. الحديث الدائر حول منصب الأمين العام، يصب في معظمه إلى اتجاه لاختيار مرشح عربي لهذا المنصب هذه المرة، ما سيجعل التنافسية بين الأسماء الأربعة كبيرًا. من هي مشيرة خطاب؟ السفيرة والوزيرة والأمين العام السيدة مشيرة خطاب، خريجة كلية اقتصاد وعلوم سياسية لعام 1967، بدأت عملها في وزارة الخارجية المصرية منذ عام 1968، وتدرجت في المناصب حتى وصلت إلى منصب مساعد وزير الخارجية. شغلت خطاب منصب سفير مصر في تشيكوسلوفاكيا من عام 1990 إلى 1995، ثم مثلت مصر في جنوب إفريقيا من 1995 إلى 1999. شغلت منصب مساعد وزير الخارجية المصري لمدة عام، تولت بعده منصب الأمين العام للمجلس القومي للأمومة والطفولة، ثم منصب رئيس لجنة برامج الطفل بمجلس اتحاد الإذاعة والتلفزيون، ثم اختيرت وزيرة للدولة للأسرة والسكان عام 2011، كما تولت منصب الأمين العام للمجلس القومي للأمومة والطفولة، ومنصب رئيس لجنة برامج الطفل بمجلس اتحاد الإذاعة والتليفزيون. مرشحا لبنان.. الجدال حولهما: رشحت لبنان رسميًا السيدة فيرا خوري للمنصب أخيرًا، بعد أخذ ورد عن أحقية الدكتور غسان سلامة بالترشح الرسمي وما له من تاريخ ثقافي كبير في لبنان وخارجها. تشغل السيدة خوري حاليًا منصب نائبة مندوب سانتا لوسيا لدى المنظمة في باريس منذ 21 سنة، ونسبت صحيفة "النهار" إلى مصدر وزاري أن الترشيح يحظى بتأييد رئيس الحكومة تمام سلام، وتأييد وزير الثقافة روني عريجي، وأن وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل هو الذي رشحها. وأثار تجاهل الحكومة اللبنانية لطلب سلامة تبني ترشيحه استياء واسعًا في لبنان، وخصوصًا في الأوساط الأكاديمية والثقافية نظرًا إلى الثقافة العالية التي يتمتع بها سلامة، وهو بروفسور في "معهد الدراسات العليا للعلوم السياسية"، في باريس منذ ما يزيد على 35 سنة، ونظّم مؤتمري القمة العربية والفرانكوفونية اللتين عقدتا في بيروت في العام 2001 وقد اثنى القادة المشاركون في كلتيهما على التنظيم. وكان الأمين العام السابق للامم المتحدة كوفي عنان عينه مستشارًا، وأرسله إلى بغداد بعد الاجتياح الاميركي لها، كما شارك سلامة في الاجتماعات الأولى لمؤتمر مدريد للسلام في العام 1989 كمستشار في العاصمة الإسبانية. المرشح القطري، أقوى المرشحين وأقربهم: تقول وكالة الأنباء القطرية في سيرة المرشح القطري حمد الكواري، إنه تولى العديد من المناصب الديبلوماسية في باريس وواطنشون وعدد من الدول اللاتينية، بالإضافة إلى عمله كمندوب دولة قطر لدى الأممالمتحدة، ومندوب الدولة لدى اليونسكو. هو حاصل على بكالوريوس الدراسات العربية والإسلامية من جامعة القاهرة، كلية دار العلوم عام 1970 وعلى ماجستير من جامعة سان جوزيف في بيروت (1974-1977). درس الفلسفة السياسية في جامعة السربون في باريس (1980) ثم حصل على الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة ستوني بروك في ولاية نيويورك (1990). بدأ الكوّاري مسيرته المهنية ما بين 1972 و1974 في المجال الدبلوماسي في لبنان في منصب القائم بالأعمال. وعُيّن سفيرًا لقطر في سوريا (1974-1979) ثم في فرنسا (1979-1984). وقد شغل خلال هذه الفترة منصب السفير غير المقيم لدى اليونان، وإيطاليا، وإسبانيا، وسويسرا. ثم أصبح من 1984 إلى حدود 1990 مندوب دولة قطر لدى منظمة الأممالمتحدة، وكان في الفترة نفسها سفيرًا غير مقيم لدى الأرجنتين، والبرازيل، وكندا. في سنة 1990 عيّنته دولة قطر سفيرًا لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى حدود سنة 1992 وسفيرًا غير مقيم لدى المكسيك وفنزويلا. الحديث عن ترشيح قطر للكواري، بدأ منذ عام 2015، وتبدو المجموعة الخليجية أكثر تنظيما في دعمها لمرشحها، من خطاب التي -رغم ذلك تحظى بتأييد إفريقي واسع، أما التخبط اللبناني فيكفي لمعرفة أن لبنان ربما تصير غائبة تماما عن الصورة. التخبط المصري والتنظيم القطري والخليجي يرمي بثقل كبير للمرشح القطري على حساب بقية المرشحين العرب.