كتب: مصطفى عبدالفتاح – ريهام عبدالوهاب يستحق عبد الحليم حافظ، وعن جدارة، لقب وزير إعلام ثورة يوليو، فقد أرخت أغانية لواحدة من أعظم ثورات العصر الحديث، فضلًا عن أن فترة الثورة شهدت رواجًا فنيًا كبيرًا للأغاني الوطنية، الأمر الذي صب في مصلحة "حليم" وظهرت نتائجه في تقديمه للعديد من الأغاني التي يصعب تكرارها، وعنه قال الأبنودي إنه القوة الناعمة التي اعتمد عليها عبدالناصر في توصيل أفكاره إلى الأمة العربية. حليم وعبد الناصر بلغ إنتاج عبد الحليم من الأغاني الوطنية 61 أغنية منها 12 خصصها لعبد الناصر، وتعتبر أغنية "إحنا الشعب" التي قدمت عام 1956 أولى أغاني العندليب للرئيس، فضلًا عن عدة أغاني أخرى منها "ناصر يا حرية، بلدي يابلدي، ياجمال يا حبيب الملايين". كما حرص على المشاركة دائمًا في كل حفل يحضره عبد الناصر، وتحدث عن أول لقاء جمعه به قائلًا: "عندما صافحته شعرت أنني أمام شخصية جذابة بسيطة خفيفة الدم يعرف ما يقول وما يفعل". والناظر لعلاقة الثنائي "حليم" و"ناصر" يظهر له مدى الانسجام الذي شكله الثنائي والنتائج الإيجابية التي تعود على السلطة الموظفة للفن بطريقة تخدم أهدافها وتسهم في تحقيق تنمية وتقدم المجتمع. مؤرخ الثورة حليم كان دائما ما يؤرخ لأي إنجاز يحققه عبد الناصر أو أي حدث تمر به مصر، ففي تلك الفترة كانت له دائمًا أغنية تسجل ما يحدث، بداية من الثورة، مرورًا بخروج الإنجليز، ثم العدوان الثلاثي، فبناء السد العالي، تعاون فيها مع عدد من كبار الشعراء منهم صلاح جاهين، مأمون الشناوي، حسين السيد، عبدالوهاب محمد، محمد حمزة، وعدة ملحنين منهم محمد عبد الوهاب، محمد الموجي، كمال الطويل، بليغ حمدي، ومن أشهر الأغاني التي قدمها: "يا أهلًا بالمعارك، حكاية شعب، بالأحضان، أحلف بسماها وبترابها، خلي السلاح صاحي، البندقية اتكلمت". في عام 1963وعقب تقديم حليم لأغنية "المسؤولية" التي كتبها صلاح جاهين ولحنها كمال الطويل خلال الاحتفالات بعيد الثورة تعرض عبد الحليم لنزيف حاد أجبره على البقاء في منزله فبادر الرئيس عبد الناصر بزيارته للاطمئنان على صحته، وطلب منه السفر للخارج بحثا عن علاج، كما طلب منه أن يتعاون مع صلاح جاهين وكمال الطويل لإنتاج مجموعة من الأغاني تحث الناس على التعلم ومحو الأمية. فيما غنى للموسيقار محمد عبد الوهاب، أغنية "ناصر كلنا بنحبك" احتفالاً بثورة 23 يوليو وبالضباط الأحرار الذين حرروا البلاد من الظلم والعبودية والطغيان، الأغنية كلمات حسين السيد وألحان محمد عبد الوهاب. وتعد أغنية "بستان الاشتراكية" إحدى الأغنيات الوطنية التى التى تعكس الثورة والتقدم الاقتصادي والسياسي الذى شهدته البلاد، وذلك عام 1964، الأغنية من كلمات صلاح جاهين وألحان محمد الموجي. شفت عيون الثوار.. نظرتهم فكرتني.. بالضباط الأحرار شفت اجتماع سياسي.. كلماته نغم حماسي.. ولا فيش على قده كراسي من كتر ما فيه ملايين.. وف لحظة نطل و يهدا الكل.. ونسمع فرحانين عبد الناصر حبيبنا.. قايم بينا يخاطبنا.. نجاوبه ويجاوبنا فيما تعتبر أغنيته "يا أهلا بالمعارك" من أقوى الأغاني الحماسية التى جاءت بعد ثورة 23 يوليو، وكتبها صلاح جاهين، ولحنها كمال الطويل. وشارك فى أوبريت "صوت الجماهير" مع العديد من الفنانين هم محمد عبد الوهاب، فايزة أحمد، شادية، فايدة كامل، نجاة الصغيرة، والأوبريت من كلمات حسين السيد وألحان محمد عبد الوهاب.