بدأ رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بينامين نتنياهو، أمس، جولة إفريقية تشمل 4 دول في حوض النيل، هي أوغندا وكينيا ورواندا وإثيوبيا، في وقت تشهد هذه الدول حراكا منذ فترة للاستفادة من مياه نهر النيل، وسط تخوفات مصرية من أن تدفع الزيارة إلى مزيد من التشدد إزاء الدعوات المطالبة بالحفاظ على حصة مصر المائية وحقوقها التاريخية في مياه النيل. وبدا واضحا من زيارة نتنياهو إلى دول حوض النيل أنها تأتي وفقًا للمساعي الاٍسرائيلية الدؤوبه لتعزيز نفوذها مع دول القارة السمراء؛ من خلال تكثيف تعاونها في عدة مجالات، على رأسها المجالات العسكرية والأمنية والزراعية والمائية والاقتصادية، فيري مراقبون أن الزيارة من الممكن أن تسفر عن تعاون تل أبيب مع هذه الدول الافريقية لتنفيذ مشروعات مشتركة تقلل من كمية المياه لمصر والسودان، فى وقت يتزايد فيه حجم الاستهلاك. أوروبا فقدت مركزيتها.. وإفريقيا أصبحت عامل جذب صحيفة معاريف الصهيونية في معرض حديثها عن زيارة نتنياهو، أوضحت أن الهدف الأساسي من الزيارة، عدم الاعتماد على أوروبا كلاعب مركزي ووحيد في الحلبة الدولية، حيث أرتأت الصحيفة بحسب تقرير لها أن هناك لاعبا آخر وهو إفريقيا قد يكون أربح في فترات كثيرة، من الممكن تعزيز أواصر العلاقات معه للدفاع عن الكيان الصهيوني في المحافل الدولية، خاصة إنه في فترة من الزمن كانت القارة الإفريقية عامل مساعد للقضية الفلسطينية. وتناولت الصحيفة الصهيونية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وتأثير ذلك على مستقبل أوروبا وتفككها وإضعاف الاقتصاد في ظل تدفق المهاجرين، بينما أكدت أن إفريقيا أصبحت لاعبًا مهمًا في السياسة الدولية خلال الفترة الراهنة، ويدعم هذا الاتجاه رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو بقوة؛ فخلال زيارة وزير خارجية غانا في مارس الماضي قال إنه يتوقع الآن من الأفارقة "تغييرات إضافية في أسلوب التصويت داخل الأممالمتحدة على ضوء القرارات المناهضة لإسرائيل في اللجان الدولية". إفريقيا أصبحت ساحة للصراع الإقليمي أكدت تقارير عدة أن هناك مساعٍ للدخول إلى معترك النفوذ، خاصة الاقتصادي بالقارة الإفريقية، التي أصبحت ساحة للصراع الإقليمي، وشهدت في الفترة الأخيرة صراعًا محتدمًا بين أمريكا والصين على التوغل الاقتصادي في القارة، بينما كانت إيران وتركيا والسعودية أيضًا يوطدون علاقتهم بالدول الإفريقية، في نفس الوقت اعتمدت القاهرة على الدبلوماسية الناعمة مع دول القارة السمراء. وتقول معاريف إنه في الوقت الراهن، أصبحت الفرصة سانحة للكيان الصهيوني، بل وذهبية لتعميق التعاون مع القارة الإفريقية، وبررت الصحيفة ذلك باحتياج الدول الإفريقية للتكنولوجيا الإسرائيلية، موضحة أنه في ظل نمو اقتصادي يبلغ 6 % سنويا بالقارة، فإن السوق الإفريقي تشكل قناة جيدة للشركات الصهيونية في عدد من المجالات. ورقة الانضمام للاتحاد الإفريقي في الشهور الماضية، تحركت إسرائيل على جميع المحاور للانضمام إلى الاتحاد الإفريقي بصفة مراقب، مستغله احتياجات بعض الدول الإفريقية لإقامة علاقتها متشعبة معهم، ويقود هذا التحرك الدبلوماسي الرئيس الإسرائيلي «رؤوفين ريفلين» طالبًا في كل مقابلة ولقاء مع زعيم إفريقي مساعدة بلاده لانضمام حكومة الاحتلال إلى الاتحاد الافريقي، الأمر الذي يرفضه عدد من الدول الإقليمية بالقارة على رأسها مصر والمغرب والجزائر. كان آخر اللقاءات التي طالب الرئيس الإسرائيلي فيها بالانضمام للاتحاد الإفريقي، خلال لقائه برئيسة ليبيريا قبل ثلاثة أسابيع، التي تعهدت الأخيرة من خلال علاقتها بمساعدته في هذا الأمر، كما توجه ريفلين إلى ساحل العاج ليؤكد رغبة إسرائيل مجددًا في الحصول على مكانة مراقب بالاتحاد الإفريقي. ولم تبتعد كثيرا جولة نتنياهو الإفريقية عن هذه الحملة، فمن الواضح أن الجولة الصهيونية ستشمل زيارة إثيوبيا، التي تحتضن مقر الاتحاد الإفريقي، وكان من بين الإغراءات الإسرائيلية للحكومة الإثيوبية اصطحاب رئيس الاحتلال 40 شركة إسرائيلية خلال زيارته لكسب مزيد من الدعم الإثيوبي في التوسع الإسرائيلي بإفريقيا مقابل مشاركة عدد من الشركات الإسرائيلية في مشاريع استثمارية ضخمة في إديس ابابا. وقال نتنياهو في إطار رغبته انضمام الكيان الصهيوني للاتحاد الافريقي خلال الزيارة في اجتماع الحكومة الإسرائيلية: "أسافر في زيارة تاريخية إلى إفريقيا، بعد غياب دام عشرات السنين منذ آخر زيارة لرئيس وزراء إسرائيلي، وسوف ألتقي رؤساء دول فى قمة خاصة، فنحن أمام دخول إسرائيلي متجدد إلى 54 دولة فى إفريقيا، وهدفنا العودة إلى القارة، وسوف تكون لذلك تداعيات خاصة على علاقات إسرائيل". وستكون العاصمة الإثيوبية أديس أبابا المحطة الثالثة لنتنياهو، حيث سيمكث بها يومى الجمعة والسبت المقبلين، ومن المقرر أن يُلقى نتنياهو خطاباً في مقر الاتحاد الإفريقى بأديس أبابا، وسيدعو من خلاله إلى تأسيس شراكة وتعاون بين بلاده والاتحاد الذى سبق أن اتهمه قادة إسرائيل بأنه «معاد للسامية»، وسجلت المجموعة العربية داخل الاتحاد الإفريقي، التى تضم 9 دول، تحفظها على استقبال نتنياهو فى مقر الاتحاد. ورغم التحفظ، تشير تسريبات إلى أن نتنياهو سيلتقي فى أديس أبابا رئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي، نكوسازانا دلامينى زوما، ورئيس الوزراء الإثيوبي، هايلى مريام ديسالين، ورئيس الدولة، مولاتو تشومى ورتو؛ لتجديد طلب الكيان الصهيوني إسرائيل بالحصول على عضوية «مراقب» فى الاتحاد الإفريقي، الذي رفض الطلب مرة سابقة عام 1976.