ربما لم تتوقع دار الشروق، وهي تتعاقد مع موقع «كتبي»، التابع لشركة الاتصالات «فودافون»، لطرح رواية «أرض الإله» للروائي أحمد مراد، بصيغة «pdf» لتكون متاحة لهواة القراءة الإلكترونية، أنه سيتم سرقتها بهذه السرعة، حيث استغل البعض، فرصة طرح الرواية إلكترونيًا، وقام بقرصنتها، وتسريبها على مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» بشكل عشوائي، الأمر الذي يشكل ضررًا على نسبة مبيعات الرواية، ويلحق خسائر بدار النشر، وبالروائي أحمد مراد. وأثارت هذه واقعة سرقة الرواية بعد يومين فقط من طرحها، ردود أفعال غاضبة من قبل الأدباء الشباب، بين من اعتبرها، في صالح القراء، نظرًا لسعر الرواية وهو 50 جنيهًا، والتي شاع أنه تخطى ال150 جنيها إلا قليلا، وغيرها من أرقام وهمية، لا علاقة لها بسعر الرواية، فيما اعتبرها البعض الآخر، سرقة وقرصنة غير شرعية، على مهنة النشر، تلحق ضررًا بالكاتب، وبدار النشر ذاتها. وكان من بين المعترضين الروائي أدهم العبودي، الذي كتب على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» قائلا «زعلانين إن الرواية ب50 جنيه..! أمال عاوزينها بكام؟ اشمعنى بتروحوا تاكلوا وجبة واحدة بضعف السعر ده»، وأضاف «كلنا كُتاب في نفس المجال، ودي ساقية وبتدور على الكل.. كلنا حنخسر بشكل جزئي.. بطيء.. كلنا بعدين مش حنلاقي دار النشر اللي تتحمس وتفتح حضنها..علشان حتخسر..دور النشر حتخاف..وحتقفل.. وبتوع المضروب والبي دي إف عظماء..بيكسبوا على قفانا ودي حقيقة"… وكان الناشر محمد رشاد، رئيس اتحاد الناشرين العرب، أكد في تصريحات صحفية سابقة، أن قضية تزوير الكتب، وقرصنتها إلكترونيًا، تعتبر أحد أهم أسباب صناعة النشر، موضحًا أنه عندما يتعرض المؤلف لسرقة كِتابه، أكثر من مرة، فهذا سيجعله يتوقف عن الكتابة، أو أنه لن يجد دار نشر تنشر له أعماله، وأكد أيضًا، أن قوانين حماية الملكية الفكرية ضعيفة، ولا يتم تنفيذها بشكل حقيقي، وهذا أحد أسباب قوة المزور، حيث يعلم أنه لن يطبق عليه القانون.