تواجه دمياط فى الآونة الأخيرة، كارثة تزايد انتشار مرض الفشل الكلوي، خاصة بين الأطفال من سن أربعة إلى اثنتي عشر عاما، الذين يمثلون حوالي 5% من سكان المحافظة، لتكون النسبة الأكبر بين المصابين، المقدر عددهم بمليون مريض في المحافظة. المتابع لمراكز الفشل الكلوى بالمحافظة يكتشف أنها الأكثر المراكز ازدحامًا وتكدسًا بالمرضى؛ بسبب تفشي المرض بشكل يومي، وتشير أصابع الاتهام فى ذلك إلى تلوث مياه الشرب، التي مصدرها الرئيسى مياه النيل، خاصة أن دمياط تقع في نهايته وتتحمل كل ملوثات المحافظات الموجودة عليه قبلها، بجانب اختراقات أصحاب المزارع السمكية لقرار حظرها فى مياه النيل وإصرار بعضهم على استخدام النيل فى الاستزراع السمكى، رغم ثبوت خطورته على المياه، فضلا عن مصبات الصرف الصحى التى مازال النيل يستقبلها فى مياهه وصرف المصانع ك«موبكو» بالمنطقة الصناعية لميناء دمياط. يقول الدكتور محمد صالح، طبيب مسالك بولية وكلى، إن نسبة الإصابة بالفشل الكلوي مرتفعة فى مصر عموما، لكنها أكثر تزايدا بدمياط، خاصة بين الفئة العمرية من 12 حتى 50 عاما، واصفا الأمر ب«الخطير»؛ لأن الإصابة بالمرض في الدول الأخرى تكون غالبا بعد الخمسين أو الستين. وأضاف صالح: « الكلى تعد المرشحات الخاصة بالمياه فى جسم الإنسان، وغالبا تكون معظم أسباب المشاكل الكلوية ناتجة عن المياه، سواء بسبب التلوث أو لعدم مطابقتها للمواصفات وزيادة نسب الأملاح والمعادن فيها، وربما لأن دمياط تقع فى نهاية نهر النيل، وتتحمل الكثير من الملوثات على طول الخط، وكلها تصب أمام مآخذ شركات تكرير المياه»، مؤكدا أن المحافظة بها أكثر من 30 ألف مصاب بالفشل الكلوي، وهي شريحة كبيرة جدا، وبعضهم يمارس الغسيل ثلاث مرات أسبوعيا. وأوضح الدكتور عادل عفيفى، رئيس لجنة الإحصاء بالجمعية المصرية للكلى، أن الفشل الكلوي من الأمراض المزمنة التي أصابت آلاف المصريين دون تفرقة بين كبير أو صغير، ورغم أن الدولة وفرت العديد من طرق العلاج والرعاية، إلا أن مشاكل المرضى لاتنتهى، خاصة في دمياط التى تتزايد فيها نسب الإصابة بالمرض، مضيفا أن 25% من مرضي الفشل الكلوي في مصر يموتون سنويا، في حين لا تتجاوز النسبة العالمية للوفاة به10%، وفق أحدث إحصائية للجمعية المصرية للكلي.