أثار تصريح عنصري لأبرز المرشحين الجمهوريين للسباق الرئاسي الأمريكي، مخاوف المسلمين واللاجئين بأمريكا من أن يكونوا مادة للدعاية والتنافس في الانتخابات القادمة، وأن يتم تأسيس الحملات الانتخابية على أساس العداء للمسلمين، كما حركت التصريحات المثيرة للجدل والمعادية للإسلام والمسلمين بعض المؤسسات الدولية الكبيرة وأشعلت الإدانات الشعبية. تصريحات "ترامب" إلى الواجهة في خطاب حاد استغرق 50 دقيقة على متن السفينة الحربية "يو إس إس يوركتاون"، ألقى المرشح الجمهوري البارز "دونالد ترامب" بتصريحات تعتبر الأكثر استفزازًا في حملته الانتخابية المثيرة للجدل، حيث دعا "ترامب" إلى "منع المسلمين من دخول الولاياتالمتحدة بشكل كامل، إلى أن يضع نواب البلاد تصورًا لما يحصل"، مبررًا ذلك بواقعة هجوم "سان برناردينو" بولاية كاليفورنيا الأمريكية التي أودت بحياة 14 شخصًا وجرح عشرات آخرين، وأضاف ترامب "ليس لدينا خيار"، مؤكدًا أن "المتطرفين الإسلاميين يريدون قتل الأمريكيين"، وأوضح ترامب "سيزداد الأمر سوءًا، سنشهد المزيد من حوادث برجي مركز التجارة العالمي"، ولم يحدد مساعدو "ترامب" ما إذا كان اقتراحه يشمل السياح والمهاجرين على حد سواء أو ما إذا كان يستهدف الأمريكيين المسلمين المتواجدين حاليًا في الخارج. زعم "ترامب" أن استطلاعات للرأي تظهر "كراهية" من جانب المسلمين تجاه الأمريكيين قد تسفر عن المزيد من الهجمات، حسب تعبيره، مضيفا أن هذه النتائج لا بد أن تحسم وتفهم من أين تأتي هذه الكراهية وتحديد دوافعها"، وأضاف "في انتظار هذا التقييم لأبعاد هذه المشكلة والأخطار التي تمثلها، بات من الضروري النأي بالولاياتالمتحدة من أن تكون ضحية لهجمات مروعة على أيدي أشخاص لا يؤمنون سوى بالتطرف وليس لديهم إدراك أو احترام للحياة البشرية". تضامن "بن كارسون" تلت دعوة "ترامب" تصريحات للمرشح الجمهوري "بن كارسون" تدعم ضمنيًا ما جاء به "ترامب"، خاصة وأن "كارسون" سبق أن أطلق تصريحات مماثلة قال فيها إن الإسلام لا يتوافق مع الدستور الأمريكي، معربًا عن أنه "لا ينبغي لأي مسلم أن يكون رئيسًا للولايات المتحدةالأمريكية، مخافة أن يخضع الناس لمعتقداته"، بحسب رأيه. غضب رسمي التصريحات العنصرية للمرشح الجمهوري أثارت العديد من ردات الفعل المنددة والمستنكرة، حيث قال نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي "بن رودس"، إن دعوة المرشح الرئاسي الجمهوري المحتمل إلى فرض حظر على دخول المسلمين إلى الولاياتالمتحدة، "يتعارض مع قيم الأمريكيين، ومن شأنه أن يلحق ضررًا بأمن الولاياتالمتحدة"، وأضاف "رودس"، "ترامب على النقيض تمامًا من قيمنا كأمريكيين، نحن لدينا في قانون حقوق الأفراد احترام لحرية الأديان"، وتابع أن "بيان ترامب يتعارض أيضًا مع أمننا"، موضحًا أن متشددي تنظيم "داعش" يحاولون تصوير الولاياتالمتحدة على أنها في حرب مع الإسلام. بدوره، اعتبر الناطق باسم البيت الأبيض "جوش أرنست"، أن "ترامب يسعى للاستفادة من الجوانب المظلمة، واستغلال مواقف الناس من أجل شحذ التأييد لحملته الانتخابية". من جانبه عبر السناتور الأمريكي "برني ساندرز" المرشح الديمقراطي للانتخابات، عن رفضه لدعوة "ترامب"، وكتب على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أن "الولاياتالمتحدة أمة قوية بسبب تكاتف الجميع لكننا سنضعف وننهار إذا سمحنا للتمييز العنصري والإرهاب من تقسيم المجتمع الأمريكي". المرشحة الأمريكية "هيلاري كلينتون" لم تختلف كثيرًا عن المرشح السابق، حيث استهجنت دعوة "ترامب" منع دخول المسلمين إلى الولاياتالأمريكية، وكتبت على حسابها بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أن ذلك "انحياز وتقسيم ولن نسمح به". في ذات الإطار قال المفوض السامي للأمم المتحدة لشئون اللاجئين "أنطونيو غوتيريس"، إن رفض الدول لدخول اللاجئين السوريين لأنهم مسلمون يوفر دعمًا لتنظيم الدولة وجماعات متطرفة أخرى، وأضاف "عندما يقول الناس إنهم لا يستطيعون استقبال اللاجئين السوريين لأنهم مسلمون، فإن من يقولون ذلك يدعمون المنظمات الإرهابية ويتيحون لها أن تكون أكثر فاعلية في تجنيد الناس". غضب شعبي التمييز العنصري الذي أصبح مادة للمرشحين الأمريكيين يتم استخدامه لجذب أصوات الناخب الأمريكي، رفضه كثيرون من الشعب الأمريكي على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اشتعلت المواقع بهاشتاج "هوية مسلم"، وكان أول المغردين بهذا الهاشتاج على "تويتر"، جندي مسلم عمل سابقًا في قوات "المارينز" يدعى "طيب رشيد"، حيث أرفق صورة هويته العسكرية مخاطبًا ترامب "هذه هويتي الخاصة، فأين هويتك؟". انطلقت التفاعلات من مسلمين أمريكيين واضعين صور هوياتهم وبطاقات وظائفهم، بعضهم أرسل تعليقات حادة والبعض الآخر علق بسخرية على تصريحات "ترامب"، حتى وصلت التعليقات إلى حد تداول صورة ل"ترامب" على شكل "أدولف هتلر" رمزًا للنازية.