مأساة حقيقية يشهدها أهالي "نجع العرب" بمنطقة "الورديان"، الواقعة بين "المتراس" غرب المدينة وطريق محور التعمير بمحافظة الإسكندرية، والغارقة في مياه بحيرة مريوط على مدى 24 يومًا، مما تسبب في انقطاع الكهرباء منذ الرابع من الشهر الجاري وشربهم المياه مخلوطة بالصرف الصحي بجانب افتقادهم جميع الخدمات، ورغم أن القوات المسلحة دفعت بفرق إنقاذ سريع، إلَّا أن مصدر المياه مازال مستمرًّا لارتفا ع منسوب بحيرة مريوط عن القرية، مما يزيد من تفاقم المشكلة، حيث تقوم بعض المصارف "الصحية الزراعية" بإلقاء المياه بها؛ تمهيدًا للتخلص منها في مياه البحر المتوسط. فيما قال الدكتور هيثم ممدوح عوض، رئيس قسم الري والهيدروليكا بهندسة الإسكندرية: المشكلة الرئيسة وراء غرق منطقة "نجع العرب" زيادة منسوب بحيرة مريوط؛ نتيجة إزالة التعديات على المصارف المؤدية إليها فور حدوث "النوة"، لافتًا إلى أن البحيرة تتخلص من مياهها من خلال محطتي الرفع "المكس مرغم" ذات التصرف المحدود، والتي تأتيها المياه عبر المصارف والرشح، من خلال المقننات المائية المنصرفة لترعتي النوبارية والمحمودية. وأوضح عوض أن ارتفاع المياه لحدود متر واحد في بحيرة مريوط يعني ورود 120 مليون متر مكعب من المياه إليها تقريبًا، علمًا بأن مساحة البحيرة 35 ألف فدان، مما يعد عبثًا بالموازنة المائية للبحيرة، ويعتبر مثالًا غير جيد على إدارة الموارد المائية، وتابع: كان من الأفضل التريث قليلًا في عمليات الإزالة، وأن تكون محسوبة لعدم ترحيل المشكلة من محافظة البحيرة إلى المناطق الصناعية والقرى والنجوع الفقيرة بغرب الإسكندرية التي تعاني حاليًا من الغرق التام لمئات المنازل، وتشريد آلاف المواطنين وانقطاع التيار الكهربائي منذ 20 يومًا، مما يعد مأساة بكل معاني الكلمة ورغم جهود القوات المسلحة الضخمة في إزالة مياه الرشح عدة مرات إلَّا أنها تعود مرة أخرى. واقترح رئيس قسم الري والهيدروليكا حلًّا لتلك المشكلة وهو إقامة جسور حجز سريعة وغلق ترعة النوبارية لمدة 10 أيام ومنع الملاحة بها تمامًا؛ حتى تعود مناسيب البحيرة لمنسوب البحيرة قبل النوة التي أدت إلى هذه المشكلة، والتي من المتوقع أن تصل إليها في غضون 8 أيام من بدء هذا السيناريو، وهذا الحل على المدى القصير أو المتوسط والطويل، فيجب زيادة قدرات محطات الرفع وتعلية الجسور وأهمها جسري" ميدور سوميد" وإعادة تخطيط المناطق العشوائية المتضررة؛ مثل نجع العرب وحوض المتراس وقرى ابيس. من جانبه نفى المهندس إبراهيم سليمان، رئيس الإدارة المركزية لإقليم صرف غرب الدلتا بوزارة الموارد المائية والري، أن تكون الوزارة السبب وراء تلك الكارثة؛ لأنها مسؤولة فقط عن مياه الري والصرف الزراعي، ومشكلة المنطقة تكمن في إنشاء محطة للصرف الصحي وراء منطقة "نجع العرب" على الطريق الدولي الساحلي، التي أغلقت محطة الصرف "محطة التنقية الغربية". وأوضح سليمان أن أجهزة الوزارة لم تتخاذل عن المشاركة في رفع المعاناة عن أهالي المنطقة ودفعت بمعداتها "2 لودر 2 قلاب" لرفع المياه من الشوارع والمنازل، إلَّا أن الأهالي رفضوا تدخلنا وطالبوا بوضع حلول جذرية للمشكلة، مشيرًا إلى أن الدكتور سعاد الخولي، محافظ الإسكندرية بالإنابة، بالفعل شكلت لجنة طوارئ لمواجهة الأزمة تضم مندوب من وزارة الري لوضع السيناريوهات الممكنة لحل المشكلة.