عاجل - سعر الدولار مباشر الآن The Dollar Price    حماية المستهلك يشن حملات مكبرة على الأسواق والمحال التجارية والمخابز السياحية    خالد أبو بكر: مصر ترفض أي هيمنة غير فلسطينية على الجانب الفلسطيني من معبر رفح    تفاصيل قصف إسرائيلي غير عادي على مخيم جنين: شهيد و8 مصابين    أكسيوس: محاثات أمريكية إيرانية غير مباشرة لتجنب التصعيد بالمنطقة    نجم الزمالك السابق: نهائي الكونفدرالية يحتاج 11 مقاتلًا في الملعب    ننشر التشكيل الجديد لمجلس إدارة نادي قضاة مجلس الدولة    تدخل لفض مشاجرة داخل «بلايستيشن».. مصرع طالب طعنًا ب«مطواه» في قنا    رقص أحمد السقا مع العروس ريم سامي على غناء عمرو دياب «يا أنا يا لاء» (فيديو)    مفتي الجمهورية: يمكن دفع أموال الزكاة لمشروع حياة كريمة.. وبند الاستحقاق متوفر    مصطفى الفقي يفتح النار على «تكوين»: «العناصر الموجودة ليس عليها إجماع» (فيديو)    عيار 21 يعود لسابق عهده.. أسعار الذهب اليوم السبت 18 مايو بالصاغة بعد الارتفاع الكبير    بعد 94 دقيقة.. نوران جوهر تحسم الكلاسيكو وتتأهل لنهائي العالم للإسكواش 2024    قبل مواجهة الترجي.. سيف زاهر يوجه رسالة إلى الأهلي    «مش عيب تقعد لشوبير».. رسائل نارية من إكرامي ل الشناوي قبل مواجهة الترجي    سعر العنب والموز والفاكهة بالأسواق في مطلع الأسبوع السبت 18 مايو 2024    عاجل.. رقم غير مسبوق لدرجات الحرارة اليوم السبت.. وتحذير من 3 ظواهر جوية    مذكرة مراجعة كلمات اللغة الفرنسية للصف الثالث الثانوي نظام جديد 2024    بعد عرض الصلح من عصام صاصا.. أزهري يوضح رأي الدين في «الدية» وقيمتها (فيديو)    موعد إعلان نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 في محافظة البحيرة.. بدء التصحيح    حلاق الإسماعيلية يفجر مفاجأة بشأن كاميرات المراقبة (فيديو)    شهداء جراء قصف إسرائيلي استهدف منزل عائلة "اصليح" بخان يونس جنوب قطاع غزة    عمرو أديب عن الزعيم: «مجاش ولا هيجي زي عادل إمام»    لبنان: غارة إسرائيلية تستهدف بلدة الخيام جنوبي البلاد    قبل عيد الأضحى 2024.. تعرف على الشروط التي تصح بها الأضحية ووقتها الشرعي    هل مريضة الرفرفة الأذينية تستطيع الزواج؟ حسام موافي يجيب    مؤسس طب الحالات الحرجة: هجرة الأطباء للخارج أمر مقلق (فيديو)    تعرف على موعد اجازة عيد الاضحى المبارك 2024 وكم باقى على اول ايام العيد    نحو دوري أبطال أوروبا؟ فوت ميركاتو: موناكو وجالاتا سراي يستهدفان محمد عبد المنعم    تعادل لا يفيد البارتينوبي للتأهل الأوروبي.. نابولي يحصل على نقطة من فيورنتينا    حضور مخالف ومياه غائبة وطائرة.. اعتراضات بيبو خلال مران الأهلي في رادس    منها سم النحل.. أفكار طلاب زراعة جامعة عين شمس في الملتقى التوظيفي    طرق التخفيف من آلام الظهر الشديدة أثناء الحمل    محكمة الاستئناف في تونس تقر حكمًا بسجن الغنوشي وصهره 3 سنوات    وسط حصار جباليا.. أوضاع مأساوية في مدينة بيت حانون شمال غزة    سعر اليورو اليوم مقابل الجنيه المصري في مختلف البنوك    أكثر من 1300 جنيه تراجعا في سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم السبت 18 مايو 2024    خبير اقتصادي: إعادة هيكلة الاقتصاد في 2016 لضمان وصول الدعم لمستحقيه    ماسك يزيل اسم نطاق تويتر دوت كوم من ملفات تعريف تطبيق إكس ويحوله إلى إكس دوت كوم    أستاذ علم الاجتماع تطالب بغلق تطبيقات الألعاب المفتوحة    حظك اليوم برج العقرب السبت 18-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    هاني شاكر يستعد لطرح أغنية "يا ويل حالي"    «اللي مفطرش عند الجحش ميبقاش وحش».. حكاية أقدم محل فول وطعمية في السيدة زينب    "الدنيا دمها تقيل من غيرك".. لبلبة تهنئ الزعيم في عيد ميلاده ال 84    عايدة رياض تسترجع ذكرياتها باللعب مع الكبار وهذه رسالتها لعادل إمام    ب الأسماء.. التشكيل الجديد لمجلس إدارة نادي مجلس الدولة بعد إعلان نتيجة الانتخابات    البابا تواضروس يلتقي عددًا من طلبة وخريجي الجامعة الألمانية    دار الإفتاء توضح حكم الرقية بالقرأن الكريم    «البوابة» تكشف قائمة العلماء الفلسطينيين الذين اغتالتهم إسرائيل مؤخرًا    إبراشية إرموبوليس بطنطا تحتفل بعيد القديس جيورجيوس    «الغرب وفلسطين والعالم».. مؤتمر دولي في إسطنبول    دراسة: استخدامك للهاتف أثناء القيادة يُشير إلى أنك قد تكون مريضًا نفسيًا (تفاصيل)    انطلاق قوافل دعوية للواعظات بمساجد الإسماعيلية    حدث بالفن| طلاق جوري بكر وحفل زفاف ريم سامي وفنانة تتعرض للتحرش    الأرصاد تكشف عن موعد انتهاء الموجة الحارة التي تضرب البلاد    هل يمكن لفتاة مصابة ب"الذبذبة الأذينية" أن تتزوج؟.. حسام موافي يُجيب    فيديو.. المفتي: حب الوطن متأصل عن النبي وأمر ثابت في النفس بالفطرة    دعاء آخر ساعة من يوم الجمعة للرزق.. «اللهم ارزقنا حلالا طيبا»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«أبو عمار» شعرا.. ظل عالٍ وسيد للبشرى
نشر في البديل يوم 11 - 11 - 2015

الظل العالي، الصديق، حامل الراية، سيد البشرى، رمز الصمود، الشهيد القائد ياسر عرفات، الذي تمر ذكرى وفاته ال11 اليوم، اتخذ لنفسه صورة الأب الحامل على كاهله مسؤولية القضية الفلسطينية وهمومها، لذلك كان عرفات يعامل أبناء الشعب الفلسطيني معاملة أبوية، من هنا اكتسب أبو عمار -وهو اللقب الذي اختاره لنفسه بعد تأسيس حركة فتح- رمزية القائد سيما أنه، كان يتمتع بكاريزما وجاذبية شخصية وكان يواظب على ارتداء الزي العسكري والتمنطق بمسدس مع اعتمار الكوفية الفلسطينية بشكل شبه دائم، لذلك حاز عرفات على شعبية جارفة، في أوساط الأطفال والشباب الفلسطينين.
الشعراء كتبوا عن أبو عمار، حيا وميتا، كبار الشعراء كانوا في حضرته ونظموا أبياتهم عنه، و«البديل» في ذكرى وفاته ال11، تنشر أشهر القصائد الذي كتبت عنه، من بينها مديح الظل العالي لمحمود درويش، لن أسلم رايتي لفاروق جويدة، وداعا صديقي لمانع سعيد العتيبة، سيد البشرى لأبو نزار، وموت ذاك أم خدر لسميح القاسم…
المقطع الذي كتبه محمود درويش عن ياسر عرفات في قصيدة مديح الظل العالي
لستَ آدمَ كي أقول خرجتَ من بيروت منتصراً على الدنيا
ومنهزماً أمام الله.
أنت المسألهْ
الأرضُ إعلانٌ على جدران هذا الكون
حَبَّةُ سُمْسُم, قتلاكَ
والباقي سدى
فاعط المدى
إسم العيون المهملَهْ
لك أن تكون – ولا تكونْ
لك أن تُكَوِّنْ
أو لا تُكَوِّنْ..
كل أسئلة الوجودِ وراء ظِلَّكَ مهزلهْ.
والكونُ دفترك الصغيرُ,
وأنت خالقُهُ,
فدوِّنْ فيه فردوس البداية, يا أبي..
أو لا تُدَوِّنْ
أنت.. أنت المسأله.
ماذا تريدُ؟
وأنت من أُسطورة تمشي إلى أُسطورة
عَلماً؟
وماذا تنفع الأعلام..
هل حَمَتِ المدينَة من شظايا قنبُلَة؟
ماذا تريدُ؟
جريدةً؟
أتفقِّسُ الأوراقُ دُوريّاً
وتغزل سنبُله؟
ماذا تريدُ؟
أَشُرطَةً؟
هل يعرف البوليسُ أين ستحبل الأرضُ الصغيرة بالرياح
المُقْبلَهْ؟
ماذا تريدُ؟
سيادة فوق الرمادِ؟
وأنت سَيِّدُ رُوحِنَا يا سَيِّد الكينونَةِ المتحوِّلَهْ.
فاذهب..
فليسَ لك المكانُ ولا العروش/ المزبلة.
حُرّيَّة التكوين أنتَ
وخالقُ الطرقاتِ أنتَ
وأنت عكسُ المرحلهْ.
واذهب فقيرا كالصلاةِ
وحافيا كالنهر في درب الحصى
ومُؤَجَّلاً كقرنفله.
لا, لست آدم كي أقول خرجتَ من بيروت أو عَمَّانَ أو
يافا, وأنت المسألهْ.
فأذهب إليكَ, فأنتَ أوسعُ من بلاد الناس, أوسعُ من فضاء
المقصلة
مستسلما لصواب قلبكَ
تخلع المدنَ الكبيرة والسماءَ المسدلَهْ
وتمدُّ أرضاً تحت راحتك الصغيرة,
خيمة
أو فكرة
أو سنبلهْ.
كمْ من نبي فيك جَرَّبَ
كم تعذَّب كي يُرَتَّبَ هيكلهْ.
عبثاً تحاول يا أبي مُلْكَاً ومَمْلَكَة
فَسِرْ للجُلْجُلَهْ
واصعدْ معي
لنعيدَ للروح المشرَّد أوَّلَهْ
ماذا تريد, وأنت سَيِّدُ روحنا
يا سَيِّدَ الكينونة المتحوِّلَهْ؟
يا سَيِّدَ الجمرهْ
يا سَيِّدَ الشعلهْ
ما أوسع الثورهْ
ما أضيقَ الرحلهْ
ما أكبرَ الفكرهْ
ما أصغرَ الدولهْ!
لن أسلم رايتي صرخة من ياسرعرفات – للمبدع فاروق جويدة
(قصيدة على لسان الشهيد القائد ياسر عرفات)
لن تسمعوا صوتي.. ولا صرخاتي
ما عاد يجدي النصح في الأموات
من أنتظر في الحرب.. سيف عاجز
أم أمة ركعت لقهر غزاة
من أنتظر في الأسر.. ليل حالك
أم أمة سكرت علي مأساتي
من أنتظر في الموت.. عهد خائن
أم موكب للشجب والصيحات
من أنتظر والعار يسكن أمة
كفنتها في القلب من سنوات
من انتظر والدم بين عروقنا
يغلي بنار الحقد واللعنات
إني سئمت النصح من كهانها
ما بين عهد كاذب..وعظات
كانت هنا يوما بلاد هاجرت
لمواكب الطغيان والظلمات
هي أمة سكبت رحيق شبابها
وتشردت شيعا بكل شتات
هي أمة باعت صهيل جيادها
للراكعين علي حذاء طغاة
هي أمة حكمت زمام شعوبها
بالموت.. والنيران والصفقات
عار علي الوطن العريق تساقطت
فرسانه كمدا بلا غزوات
وغدا قبيح الوجه يحمل سيفه
متعثر الأحلام والخطوات
أين الطريق وقد تساقط عزمنا
واسود وجه الكون في نظراتي
إني كرهت الركض خلف هواجسي
وأضعت في الزمن البغيض حياتي
****
خمسون عاما عشت أصرخ.. أمتي
ومواكب الشهداء بالعشرات
خمسون عاما والطغاة أمامنا
يترنحون علي ربي الحانات
خمسون عاما في الدروب قضيتها
أجري وراء الوهم والنكبات
يا ضيعة العمر الطويل وخيبتي
في أمة تختال بالنكسات
هذا تراب القدس يحمل جثتي
وتكفن الجسد النحيل صلاتي
هذا المدي قبري.. وتلك نهايتي
فالمجد بيتي.. والعلا شرفاتي
أنا صيحة الحق الجسور تفجرت
في ظلمة اليأس الطويل العاتي
أناصرخة الأمل الوليد تحجرت
في عين طفل زائغ النظرات
أنا فرحة بين الصغار وبسمة
تسري كضوء الصبح في الطرقات
أنا نظرة القدس الحزينة كلما
نزفت علي يدها عيون فتاة
قل ما أردت عن البطولة والفدا
واكتب جميل الشعر والأبيات
لاشئ أغلي من دماء شهيدة
بالدم تكتب أروع الصفحات
والآن نرسم بالدماء طريقنا
هل بعد هذا الدم من كلمات
الآن أسمع صوت كل شهيدة
قد زينت بدمائها راياتي
الآن أرقب وجه كل شهيدة
رفعت جبين القدس في الساحات
قل ما أردت عن البطولة والفدا
وأصرخ أمام الناس بالدعوات
لا شئ غير الموت يحيي أرضنا
وشهادة عندي بألف صلاة
****
أنا في حصاري الآن أجمع أنجمي
وأعيد رسم الكون في لحظات
أنا في حصاري الآن أرصد رحلتي
فأري دمانا أروع الرحلات
أنا لست مسجونا لأن ملامحي
سكنت قلوب الناس كالنبضات
أناصامد في الأرض بين ترابها
وسط النخيل.. وفي شذي الزهرات
عند الخليل وخلف غزة كلما
لاحت وفي يدها الصباح الآتي
أنا صامد في القدس حين تعيدني
طفلا أحلق في شواطئ ذاتي
أنا صامد في ليل يافا كلما
ذابت مآقيها من العبرات
في الأسر أرسم كل يوم صورة
وطنا عنيدا شامخ الرايات
هذا صلاح الدين يسمع صرختي
ويطل من بين الظلام العاتي
أنا يا صلاح الدين خلفك لا تخف
فلديك شعب واثق الخطوات
قم ياصلاح الدين وأنظر إننا
نرمي حمي الشيطان بالجمرات
قم يا صلاح الدين وأسمع أمة
تبكي علي أمجادك العطرات
****
صافحت جلادي وقلت لعلني
يوما سأطوي غربتي وشتاتي
وحلمت بالزمن الجميل وحوله
وطن يلملم أخوتي.. وبناتي
ورضيت أن أمضي حزينا ساخطا
وهواجس السوداء في خفقاتي
شاهدت خنزيرا يضاجع قدسنا
ويطوف سكرانا علي البارات
كانت مآذنها تئن وتشتكي
وتهيم بين اليأس والحسرات
وأفقت من حلمي رأيت مدينتي
صارت كنهر الدم في لحظات
يا خيبة الأحلام حين يصيبنا
سهم الخداع وخسة الغايات
يا أيها الخنزير إني صامد
جبل أمام القهر والأزمات
أفعل بنا ما شئت بين قبورنا
طفل سيولد فوق كل رفات
****
يا أيها الوحش الكبير تناثرت
في راحتيك جماجم الأموات
تلقي علينا الموت كل دقيقة
مابين جوعي عندنا وعراة
مازلت تسكر من دماء صغارنا
وتدورمنتشيا علي الشاشات
بغداد مازالت تلم جراحها
ودماء قتلاها علي الطرقات
كابول تزأر في أنين صلاتها
وتطارد الشيطان في الحانات
يا دولة البغي الطويل تمهلي
هذي الشعوب تفور بالثورات
****
أما أنا.. سأظل وحدي صامدا
وسط الخراب ولن تلين قناتي
وطني الذي يوما جننت بحبه
مازال حلمي.. قصتي.. مأساتي
قد عشت أحلم أن أموت بأرضه
ويكون آخر ما طوت صفحاتي
إني أراه يطل من عليائه
مثل الجبال الشم في النكبات
فإذا تواري الوجه عودوا واسمعوا
في كل فاجعة صدي كلماتي
ولتذكروني كلما لاحت لكم
في ظلمة الوطن الحزين حياتي
سيطل طفل من رماد بيوتنا
ويطوف فوق القدس بالرايات
يارب هل تقبل شهيدا يرتجي
منك الشهادة عند كل صلاة
إجمع بعين القدس يوما أمتي
وأنثر علي أرض الصمود رفاتي
ولتنثروا جسدي علي أرض الهدي
في القدس. في سيناء.. في عرفات
صلوا علي الجسد النحيل وأغلقوا
عيني علي الوطن الحبيب الآتي
ولتدفنوني يا رفاقي واقفا
لن ينحني رأسي لقهر طغاة
فأنا الصمود.. أنا الشموخ.. أنا الردي
أنا لن أسلم رايتي.. لغزاة
وداعاً صديقي- شعر الدكتور مانع سعيد العتيبة
أخيراً رَحَلْتَ وَرَانَ السُّكونُ
فهَلْ عَرَفَ الكَوْنُ مَاذَا تكونُ؟
وَهَلْ أَدْرَكَ النَّاسُ أَنَّكَ مِنْهُمْ
وَيُمْكِنُ أَنّ تَنْتَقيكَ المَنونُ
أَيا يَاسِرٌ إنَّ سِرَّكَ بَاقٍ
وَلَمْ تَرَ فَحْواهُ بَعْدُ العُيونُ
فَمُنْذُ ابْتَدَأتَ حَسَمْتَ الجِدالَ
وَعَادَ لِمَنْ جَادَلوكَ اليَقينُ
بِأَنَّ الفِداءَ طَريقُ الخَلاصِ
وَمَا حَرّرَ الأَرّضَ مَنْ يَسْتكينُ
وَأَطْلَقتَ أَوَّلَ فِعْلٍ جَميلٍ
لِيُزْهِرَ فَوْقَ الثَّرى الزَّيْزَفونُ
وَكانَ لأُولى الرَّصَاصَاتِ شَأنٌ
وَبِالفعْلِ لا القَوْلِ تُرعَى الشؤونُ
وَأَعْلَنْتَ زَحْفاً وَفَتحْاَ مُبيناً
لِتَبْدَأَ ثورَةُ مَنْ لَمْ يَهونوا
سَرَيْتَ إلى عَيْلبُونَ وَكَانَتْ
بِدايَةَ فَتْحِ الرَّجَا عَيْلبُونُ
وَقدْتَ المَسيَرةَ مِنْ بَعْدِ هذا
وَكُنْتَ الوَفي الذَّي لا يَخُونُ
فِلسطين كانَتْ غَرامَكَ دَوْماً
وَمَسْكنُ هذا الغَرامِ الجُفونُ
أخيراً رَحَلْتَ وَرُوحُكَ عَادَتْ
إلى اللَّهِ وارتَدَّ لِلأرْضِ طينُ
لِيُكْمِلَ رِحْلَتَكَ الأَوْفِياءُ
وَبالأَوْفياءِ سَتوُفى الدُّيونُ
لقَدْ جَمَعَتْنا صَداقَةُ عُمْرٍ
وَكُنْتَ لِعَهْدِ الصَّديقِ تَصونُ
عَرَفْتُكَ شَهْماً كَريماً وَفِيَّاً
وَبَيْنَ ضُلوُعِكَ قَلْبٌ حَنونُ
وَدَاعاً صَديقي وَنَمْ مُسْتَريحاً
فَفي القَبْرِ لا تَسْتَبِدُّ الشجُونُ
لأَرْضِ فِلسطينَ عُدْتَ أَخيراً
وَقَدّ أَدْرَكَ الكونُ مَاذا تكونُ
سيّدُ البشرى- صخر حبش "أبو نزار"
ولَهُمْ طريقُ الفتحِ عنوانُ الوصولِ إلى السّعادةْ
تأبى المواسِم أنْ تُطِلًّ وأنْ تّغيبَ بِلا وفادةْ
لا بُدَّ من زادِ الكرامَةِ ان تُباركَهُ الزيادةْ
لا بُدَّ من بطلٍ يحولُُه النَّشيدُ إلى شهادةْ
لا بُدَّ من أسطورةٍ للمجد رمزاً للرٍّفادةْ
لا بُدَّ من جبلِ الشُّموخِ وقد تميَّز بالفرادةْ
جبلٌ تعانقهُ الرِّياحُ ولا تهزُّ له إرادةْ
قادَ المسيرةَ بالكفاحِ وَصَدًّ عُدوانَ الإِبادةْ
وبنى سَلامَ الحُبِّ للشُجعان في زمنِ الوِلادةْ
وأضاءَ نُور الشَّمس في الأقصى وكرًّسه عبادةْ
والقدسُ بابُ الله نحو العرش حوَّلها وسادةْ
أعطى الهويَّة بُعْد الاستقلال في ظلٍّ السيادةْ
يا سيَّد البُشرى الذي شقَّ الطَّريق بلا هوادةْ
حطّمت أصنام الرُّكوع وكُنت عنوانَ الرِّيادةْ
وتركت فينا وحدةً حولَ الثّوابت والقيادةْ
وجمعت بين أصابعِ التَاريخِ صُورتَه المُعادةْ
شعبُ الجبابرةِ الأُباةِ لهم زمامُ النًصرِ عَادةْ
موت ذاك ؟ ام خدر – سميح القاسم
المقدمة:
يا أيها الراحل العظيم، في شهر التنزيل الكريم، وعلى ضفاف ليلة القدر، إنها كلمات عنك وليست لك، كلما عن الجسد الآدمي الذي أتقن الصراع بين الحياة والموت.
والوطن الذي أتقن الكفاح بين الحرية والاحتلال، والأمة المكلفة بإتقان المواجهة بين السقوط والصعود …
ومهما يكن من شأن الجسد والوطن والأمة ، فبسم الله الرحمن الرحيم " قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا ".. ويقول الدم النازف والحلم الراعف، وتقول البيوت المدمرة والأسر المشردة والسواعد الثائرة والحقول الجرفة :" من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً.."
إذن تنام، ويخبو الشمع والشرر وكان دأبك لفح النار والسهر
إذن تنام، وكم من يقظة يسرت بما رغبت إلى أن أعسر القدر
فلا سرير سوى نعش هزئت به والآن يهزأ: عندي تنتهي السرر
أخي .. ورب أخ .. عشنا لوالدة أزواجها الحزن والحرمان والخطر
وداهمتنا على أحضانها أمم وزاحمتنا إلى ميراثها زمر
وبعثرت شملنا المغدور زوبعة ليجمع الشمل بيت النار والحجر
وأنت تسأل والأفواه فاغرة على الوجوم .. وصمت الصمت مبتسر
وبين جنبيك برق رعده صمم وغيثه حرم والزرع يحتضر
تجبُّك الريح عن بيت ومدرسة ويستميحك موتاً قاتل قذر
وأنت تعدو على دنيا مصدعة تذيع أسرارها الألغام والحفر
من آمنوا بدعاوى عدلها خسروا وفاز وهماً بعدل الأرض من كفروا
حملت يتمك من قدس لقاهرة وقلب غزة فيك السمع والبصر
ومن مرابعنا في بؤبؤ صور ومن مواجعنا في مهجة سور
وأرجحتك على الأوجاع غاشية وزلزلتك رؤى تذرو وتعتصر
وأرهصت ثورة في نكبة وعلت من الركام يد … فالرعد والمطر
وللحطام يد تعلو .. وألف يد وراية .. ونشيد نبضه بشر
لا لاجئون هنا، والثائرون هنا والعائدون هنا، يا الأهل فانتظروا
وحزننا رئة للجمر شهقتها وللزفير شذى .. والورد مستعر
وطفلة الفجر هزت باب غربتها ويفتح الباب . أو يأبى ، فينكسر
ويغفر الله ذنب العبد منتفضاً وكل ذنب سوى الإذعان مغتفر
أخي ورب أخ.. " لا الدمع يشفع لي ولا التفجع والويلات تنهمر
تعلو مسدسك الفضي غبرتنا وفي العواصم يذوي غصنك الخضر
وفي صعودك من لم يغرهم تعب بأن يخوروا. فما ضجوا وما ضجروا
وفي هبوطك من أغوت نوازعهم غنائم كبرت. لكنهم صغروا
توسموا فيك خير الذات فانتهزوا ليلاً وفروا نهاراً كيفما انتهزوا
وانه الغاب أفعاه وثعلبه والسبع والضبع والحرذون والنمر
وأنت من أنت . حلم لم يعد دمثاً فلا خيار سوى ما استوجب الظفر
وهيئة الأمم الشقراء لاهية والسمر والصفر ما غابوا ولا حضروا
ومجلس الأمن في أمن محاضره عزت فهان لديها البدو والحضر
وعدل لاهاي سفر حبره دمنا وفي صحائفه عن موتنا خبر
وللرماد هبوب الريح ذات غد وجمرة التين والزيتون تنتظر
وطور سينين لا سلوى ولا سنة والدرب لحب. فلا طول. ولا قصر
وخلف نعشك من هانوا ومن وهنوا وحول قبرك من صانوا ومن صبروا
وزهرة الشبل صوب القدس شاخصة والشبل يحصي الخطا وثباً ويختصر
وفتية القمح والجلنار يرفعهم ضوء التراب سماء ثم ينحدر
وللملائك أن تشتد أجنحة كيد الشياطين طاغ والمدى خطر
وفي رحيلك أغراسً مؤمّلةٌ ومن مكوثك فينا يرتجى الثمر
وانت باق إلى ما شاء هاجسنا وفي بقائنا ما يبقي وما يذر
ومسلك ناعم بثت مصائره أعز منه لدينا المسلك الوعر
هل هزت الريح في ضوضائها جبلاً؟ وهل تصعد حتى ربه شجر؟
وشانئوك إلى الأوهام رجعتهم وللحصار حصار خلفه انحسروا
وخلف نفجتهم ضاقت مشاربهم "فليشربوا البحر" .. ذلك المورد العكر
أخي. "ورب أخ.." أعمارنا غدنا وأمسنا الموت. ما حرص؟ وما حذر؟
إذن تنام . وعين الله ساهرة وحلمنا ساهر. والشمس والقمر
وحبنا ساهر. والأرض ساهرة وزهوة الروح. والمستقبل النضر
ويا ضريح أخي. أزمعت أغنية والعود أنت . وشرياني لك الوتر
ويا ضريح أخي.. قلبي على شفتي وإنني بنواهي القلب مؤتمر
أضمرته جسداً والروح ماثلة ويضمر الشك . موت ذاك؟ ام خدر؟!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.