في تجربة جديدة يعرض الفنان عبد العال حسن 50 لوحة مختارة من أعماله الصغيرة، جميعها يعرض لأول مرة، خلال معرضه الجديد الذي يُفتتح بجاليري قرطبة، يوم الأربعاء المقبل. أنجز الفنان الأعمال خلال مسيرته الفنية التي بدأت منذ ستينيات القرن الماضي وامتدت حتى عام 2013 عندما تعرض لأزمة صحية فقد خلال البصر إلا أن بصيرته كانت دائماً هي المحرك لكل تجاربه الفنية، والأعمال متنوعة الخامات كالزيت والباستيل والفحم والألوان المائية ومجموعة من الاسكتشات النادرة بالقلم الرصاص وتوضح جميعها مدى تمكن واقتدار وأستاذيته في استخدام خامات مختلفة ومهارته الفائقة في الرسم والتلوين. والفنان عبد العال حسن فضلا عن كونه مصورا من طراز فريد هو رسام صحفي كبير كانت رسومه تزين مجلة صباح الخير لزمن طويل وهو أيضا رسام للأطفال لديه أعمال وأصول لرسوم نشرت في العديد من مجلات الأطفال في مصر والعالم العربي ويلقي المعرض الضوء على كل هذه الجوانب في شخصية الفنان القدير. وتتنوع موضوعات الأعمال بين البورتريه والمنظر والأسكتش والرسوم التحضيرية، ويأتي المعرض امتداداً لمعرض الفنان السابق الذي أقامه منذ عدة شهور بجاليري قرطبة أيضاً وعرض فيه الأعمال الكبيرة، وللتكامل بين المعرضين لتتضح الرؤية الكاملة لتجربة فنية عمرها أكثر من نصف قرن من الفن والإبداع والحب والعطاء. يستمر المعرض حتى 12 نوفمبر المقبل، وللاقتراب أكثر من مسيرته الثقافية، وعبد العال حسن أحد كبار فناني الصحافة، ومن بين قلة قليلة في فن الصالون، إذ تتألق أعماله من الوجه الإنساني أو فن البورترية إلى المراكب الشراعية ومناظر الطبيعة، وإذا كان فن البورترية قد تألق بلمسة رواده الأوائل بدءا من الرائد أحمد صبرى وتلميذة حسين بيكار وصبرى راغب وعز الدين حمودة وحسن سليمان، إلا أن عبد العال قد أضاف إلى هذا الفن مساحة أخرى تألقت بالسحر والجمال تمثل تراكماً إلى تلك المساحة المتسعة لهؤلاء الفرسان الكبار، لكن وفى نفس الوقت تعد بمثابة حالة شديدة الخصوصية، فهو يطربنا ويدهشنا ويشجينا بتلك اللمسة التى تفيض بالشاعرية والتألق والتأنق، تتماس وتتلامس مع المعنى الحقيقى لفقه التصوير، والعجيب أن فناننا الكبير انجذب لبنات البلد، ليس بنات بحرى فقط مثل الرائد محمود سعيد، ولكن بنت الريف والحضر، وبنت الواحة والصحراء وقدم لهن ملاحم تصويرية بلمسة السحر والجمال.