في ظل تمدد الاشتباكات والمواجهات واتساع رقعتها بين الفلسطينيين من جانب والقوات الإسرائيلية والمستوطنين من جانب آخر، وفي الوقت الذي تتصاعد فيه حدة التوترات في الضفة والقدس، وتتزايد عمليات المقاومة الفردية وما يعرف ب"حرب السكاكين"، تظل القيادة الإسرائيلية واستخباراتها عاجزة عن مواجهه نار المقاومة المشتعلة. على الرغم من اتخاذ القيادة الإسرائيلية اجراءات امنية مشددة لتضييق الخناق على الفلسطينيين، وحملات الاعتقال المستمرة يوميًا بحق أبناء الشعب الفلسطيني، إلا أن الحكومة الإسرائيلية تقف عاجزة حتى الأن عن منع الهجمات الفلسطينية التي تستهدف جنود أو مستوطنين إسرائيليين، أو على الأقل الحد من موجة هذه الهجمات. أقر رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو"، بفشل الإجراءات الأمنية الإسرائيلية، في توفير حلول سحرية فورية لوقف الهجمات التي ينفذها فلسطينيون، مطالبًا الإسرائيليين ب"مراعاة اليقظة التامة"، وزعم "نتنياهو"، أن ثمة موجة عنف فيها سكاكين وحجارة وسلاح، معتبرًا أنها "نتاج تحريض حركة حماس والسلطة الفلسطينية والحركة الإسلامية". لم ينسى "نتنياهو" كعادته اتهام رئيس السلطة الفلسطينية "محمود عباس"، وقيادات فلسطينية أخرى، بإطلاق "تصريحات ألهبت المشاعر"، وهدد "نتنياهو" الفلسطينيين بالقول إن "الجيش الإسرائيلي والشرطة، سيقومان بالعمل في كافة الاتجاهات، إضافة إلى الدخول للمدن في الضفة والقدس، كما سيقوم بهدم بيوت منفذي العمليات"، كما هدد بإتخاذ "خطوات جوهرية ضد الجناح الشمالي للحركة الإسلامية، بقيادة الشيخ رائد صلاح، في إسرائيل". وفي محاولة من المسئولين الإسرائيليين لتهدئة المجتمع الإسرائيلي والانتقادات من قبل المعارضة، قال وزير الدفاع الإسرائيلي "موشيه يعالون"، إن "قوات الأمن تتعامل مع موجة الهجمات بحزم ومسئولية، مضيفاً أن "الغالبية العظمى من الهجمات يتم كشفها وإحباطها قبل تنفيذها، لكن الاعتداءات الفردية تستدعي يقظة المواطنين"، ودعا يعالون إلى "تجنب إطلاق الشعارات الرنانة، التي تؤجج النار، وإبداء نهج رباطة الجأش"، من جانبه، أفاد وزير الأمن الداخلي "إردان"، أن "هناك تعاوناً كاملاً بين جميع القوات والدوائر الأمنية في التعامل مع الهجمات". على خلفية الهجمات الفلسطينية المستمرة منذ اسابيع في القدس والضفة الغربية، عقد رئيس الحكومة الإسرائيلية "بنيامين نتنياهو" جلسة لتقدير الأوضاع منذ أيام، أوعز في نهايتها إلى الشرطة بمنع زيارات الوزراء وأعضاء الكنيست اليهود الحرم القدسي الشريف حتى إشعار آخر، منعاً لاشتعال الأوضاع، حيث قال "نتنياهو"، "لا نزال في ذروة موجة إرهاب، نحن نعمل بحزم ضد المتظاهرين وضد المحرضين، سنعزز القوات وسنستخدم كل الوسائل والأساليب المطلوبة من أجل محاربة هذا الإرهاب". من جانبه قال مراسل الشئون العسكرية في القناة العاشرة الإسرائيلية "ألون بن دافيد"، "يجب القول إنه ليس لدى إسرائيل رد جيد على عمليات كهذه، حيث كل عملية ناجحة تشجع أشخاصًا على تقليدها وتقدم شواهد لمخربين محتملين"، فيما قال مراسل الشئون السياسية في القناة الثانية الإسرائيلية "أودي سيغل"، "هناك تباين في التقديرات، فعلى عكس تقديرات شعبة الاستخبارات العسكرية، يتهم نتنياهو أبو مازن بالتحريض". فشل الإجراءات العقابية التي فرضتها الحكومة الإسرائيلية وتصاعد العمليات أرجعه اليسار الصهيوني إلى فشل "نتنياهو" في إدارة الأزمة، حيث وجهت كتلة "المعسكر الصهيوني" التي تضم قوى اليسار الإسرائيلية الرئيسة المعارضة، انتقادات لاذعة لرئيس الحكومة "نتنياهو"، الذي اتّهمته ب"العجز عن ضمان أمن القدس والمستوطنين اليهود فيها"، وقالت الكتلة "إن مستوطني القدس يحتاجون خلال فترة تولي نتنياهو إلى ركوب المصفحات من أجل الوصول إلى بيوتهم بسلام، تحت حماية آلاف أفراد الشرطة وحرس الحدود"، وأضافت "خلافا لرئيس الحكومة لا يملك سكان عاصمة إسرائيل سيارات مصفحة وبيتا في قيسارية، ويحق لهم ولأولادهم الأمن الآن وفورًا"، وأضاف "المعسكر الصهيوني" أن نتنياهو "فشل في الدفاع عن عاصمة إسرائيل وسكانها".