تباينت ردود أفعال الدول الغربية على قرار موسكو الخاص بقصف مواقع داعش في سوريا بين الترحيب من جهة والتحذير والدعوة إلى التعاون مع التحالف الدولي والتخلي عن دعم الرئيس السوري "بشار الأسد" من جهة أخرى. وفي أول تعليق للبنتاجون على نبأ بدء الغارات الروسية على مواقع "داعش" في سوريا صرح وزير الدفاع الأمريكي" أشتون كارتر" بأن هذه الضربات بمثابة "صب الزيت على النار" مؤكدا أن أي عمليات عسكرية في سوريا لا تدعمها تدابير لنقل السلطة ستكون لها نتائج عكسية تهدد بتنامي الحرب الأهلية في سوريا. وفي هذا السياق، قال موقع "جلوبال ريسيرش" إن يوم الأربعاء الماضي بدأت القوات الروسية معركتها النشطة ضد تنظيم داعش الإرهابي والقاعدة، في سوريا، بناء على طلب من الحكومة السورية، فقد بدأت موسكو نشر المعدات والمدربين العسكريين، فضلا عن تقديم المساعدات الإنسانية، وقد وافق البرلمان الروسي على استخدام القوة. ويوضح الموقع أن إدراة الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" غير راضية عن التدخل الروسي، رغم أن واشنطن بدأت ضرباتها الجوية ضد سوريا، في العام الماضي، دون الحصول على إذن الحكومة السورية، أو قرار من مجلس الأمن الدولي يجيز شن هجوم على دولة ذات سيادة، وهذا يعني أن الضربات الجوية الأمريكية على الأراضي السورية غير قانونية، وفقا للقانون الدولي، ومع ذلك كان رد الفعل الأمريكي ضد الضربات الجوية الروسية ضد داعش، بالإدانة. ويشير الموقع إلى أن موقف الإعلام الأمريكي لم يكن مثيرا للدهشة، فقد هرعت لنقل المياه إلى الإدارة الأمريكية، وألقت اللوم على موسكو، واتهمتها بارتكاب جرائم حرب بسوريا، ولم تفكر بأن واشنطن قصفت دولة ذات سيادة دون إذن دولي. ويلفت الموقع الكندي إلى أنه بدلا من الترحيب بالجهود الروسية ضد تنظيم داعش الإرهابي والقاعدة، زعمت أن روسيا تشن ضرباتها لمساعدة الرئيس السوري "بشار الأسد"، وهي جهود محكوم عليها بالفشل، وهنا تشعر الولاياتالمتحدة بالقلق لأستهداف موسكو ما يسمى بالمعارضة المعتدلة التي تدعمها الولاياتالمتحدة ضد الدولة السورية. ويرى الموقع أن المثير للدهشة هو أن التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة أسقط القنابل على سوريا في العام الماضي، وعدد القتلى المدنيين في تزايد بسبب هذه الهجمات، ومع ذلك لا تكترث واشنطن للقتلى المدنيين، ولكنها اتهمت موسكو بقتل المدنيين. ويضيف الموقع أن خلاصة القول، هي أن الولاياتالمتحدة تعارض الهجمات الروسية ضد داعش والقاعدة، اللتان أوجدتهما واشنطن، لزعزعة استقرار المنطقة، وترى أن الهجمات الروسية تهدد الأمن القومي الأمريكي، وبالتالي سيستمر الهوس الأمريكي ب"الأسد".