«الولايات المتحدة لن تقبل بالاختيار ما بين الأسد وداعش فى سوريا»، هكذا أعلن الرئيس الأمريكى باراك أوباما بوضوح فى أكثر من مناسبة، كان آخرها خلال كلمته الأسبوع الماضى التى بلور فيها خطته لمواجهة تنظيم داعش الإرهابى، والتى أعلن خلالها عن سعيها لبناء تحالف عالمى لمكافحة هذا التنظيم. ويبدو واضحًا أن واشنطن ستكون حريصة إلى حد بعيد على ألا يحقق نظام الرئيس بشار الأسد ميزة سياسية أو عسكرية من أى حرب قد تشنها الولاياتالمتحدة ضد داعش، التى بات مقاتلوها يسيطرون على ما يقرب من ثلث سوريا. الحكومة السورية ترحب بشن غارات على مواقع «داعش» بشرط التنسيق معها
تنظر سوريا وحلفاؤها فى روسيا والصين وإيران، بتوجس إلى التحالف الدولى، الذى ما زال يتشكل بداعى محاربة داعش، وقالت الحكومة السورية إنها ترحب بشن غارات جوية على تنظيم داعش داخل سوريا، لكن على أن يتم ذلك من خلال التنسيق مع الحكومة السورية، وهو ما ترفضه الولاياتالمتحدة إلى الآن. واتهم أمين المجلس الأعلى للأمن القومى الإيرانى على شمخانى الولاياتالمتحدة بالسعى إلى انتهاك سيادة الدول بذريعة مكافحة الإرهاب، وقال إن واشنطن تريد مواصلة سياستها الأحادية فى انتهاك سيادة الدول. موسكو: شن هجمات جوية على سوريا والعراق دون تفويض من مجلس الأمن عمل عدواني
موسكو أيضًا دخلت على خط العرقلة، فقد أكد بيان لوزارة الخارجية الروسية أن شن هجمات جوية على سوريا والعراق من دون تفويض مجلس الأمن سيكون عملاً عدوانيًا ويشكل انتهاكًا للقانون الدولى. وتلقت سوريا موقف حليفيها بارتياح، فقد اعتبرت مستشارة بشار الأسد السياسية والإعلامية بثينة شعبان أن استراتيجية أوباما لمحاربة داعش مليئة بالثغرات وغير واقعية، لكنها مع هذا أبدت استعداد النظام لأن يكون جزءا من أى تحالف لمحاربة داعش فيما لوح نظام الأسد بإسقاط المقاتلات الأمريكية فى حال مهاجمتها مواقع داعش من دون موافقته. وردا على تصريحات شعبان، حذر مسؤول أمريكى كبير من أن الجيش الأمريكى سوف يرد فى حال استهدف الجيش السورى إحدى طائراته التى ستشن غارات على مقاتلى «الدولة الإسلامية». وحسب هذا المسؤول الذى فضل عدم الكشف عن هويته، فإن لواشنطن فكرة محددة عن مكان تواجد المنشآت السورية المضادة للطائرات، مشيرًا إلى أن الطيران الأميركى سوف يرد حال كان هدفًا لإطلاق النار عليه. ولم يشن الطيران الأمريكى أى ضربة على الأراضى السورية حتى الآن. أوباما: نظام الأسد فقد كل شرعية
وأعلن الرئيس باراك أوباما الأربعاء أنه مستعد لشن ضربات جوية على «الدولة الإسلامية» فى سوريا مع الإشارة إلى استبعاده أى تعاون مع نظام دمشق الذى كما قال «فقد كل شرعية». لكنه فى بريطانيا، الحليف التقليدى للولايات المتحدة، بدأت أصوات تتعالى بالتحذير لرئيس الوزراء البريطانى من أن شن غارات جوية ضد «داعش» فى سوريا سيكون غير قانونى. وقال مسؤولون فى مكتبة مجلس العموم البريطانى إن «أى تحرك فى سوريا سيكون من الصعب تبريره قانونيا دون طلب مساعدة من حكومة الأسد»، بحسب ما ذكرته الصحيفة. وحسب صحيفة الإندبندنت فقد شكك المسؤولون فى رأى كاميرون بأنه يمكن قصف أهداف تابعة ل«داعش» فى سوريا على أساس أن «نظام الأسد غير شرعي». من ناحية أخرى، بدأ مجلس النواب الأمريكى، أمس الثلاثاء، مناقشة مشروع قرار يخول لأوباما تسليح وتدريب المعارضين السوريين الذين يواجهون متشددى الدولة الإسلامية والحكومة السورية. ويضع هذا الإجراء شروطا تتضمن منع استخدام القوات البرية الأمريكية ويستلزم أن تقدم الإدارة الأمريكية تقارير منتظمة بآخر المستجدات بشأن الخطة وتصنيفها للمعارضين الذين يتلقون تدريبا ومعدات.