أيام قليلة تفصلنا عن عيد الأضحى المبارك بما يحمله من بهجة وسعادة ينتظرها المصري صغيرًا كان أو كبيرًا، تتلخص في كلمة" عيد"، ولارتباطه بالأضحيات أطلق عليه الفقراء عيد "اللحمة" لأنها ربما لا تأتيهم إلا في عيد الأضحى؛ بسبب الإرتفاع المتواصل للأسعار على مدار السنوات السابقة، وزيادة نسبة الفقر وبالتالي اختفاء تلك العبارة من ألسنة الشارع السكندري تدريجيًا وأضحى الأضحى لدى البعض بلا لحمة. تقول مي سمير، حاصلة على بكالوريوس تربية، انها اعتادت شراء اللحمة من أحد الجزارين المعروفين لدى الأسرة، فيتوجه أحد أفرادها من العجمي إلى الورديان خصيصًا لضمان جودة اللحوم التي يبيعها، مشيرة إلى أنها اكتفت بشراء 4 كيلو جرام من اللحم الشمبري بسعر 87 جنيه للكيلو. وأضافت ان أسعار اللحوم ارتفعت عن العام الماضي، حيث كان سعر الكيلو لا يتعدى 67 جنيه للشمبري و95 جنيه للضأن، موضحة ان تباين الأسعار يختلف بحسب المناطق، فزملائها في منطقة كليوباترا يشكون من أن الأسعار وصلت إلى 100 و120 جنيه، فيما بلغت 55 جنيه لدى منافذ البيع الخاصة بوزارة الزراعة ولكنها فضلت عدم الشراء منها لأن" الجزار اللي بنجيب منه مضمون"- على حد قولها. وفيما يتعلق بدعوات مقاطعة اللحوم التي أطلقت الشهر الماضي تحت شعار" بلاها لحمة" للتصدي لجشع التجار، قالت سمير انها لم تشارك في المقاطعة لعلمها المسبق بأن المشاركة لن تؤثر على خطة الأسعار وهو ما أثبتته الأيام بالفعل، فالأسعار لم تنخفض بل على العكس من ذلك تمامًا ارتفعت خلال فترة عيد الأضحى المبارك. وقالت ندى عبد المولى، موظفة، انها لاحظت شكاوى المواطنين من غلاء أسعار اللحوم التي قفزت إلى 120 جنيه للكيلو مرة واحدة، معتبرة أن ذلك" حرام" مضيفة ان الأسرة متوسطة الدخل كحالها من الممكن أن تشتري اللحمة مرة واحدة في الإسبوع ولكن هناك من هم لا يدخلونها بيوتهم من الأساس وكان ينبغي أن تتاح لهم في تلك الأيام القليلة. وتابعت:" الناس عارفة نقطة ضعف الناس، والناس بتقول هتقاطع ويقاطعوا شوية ويرجعوا يشتروها تاني بنفس السعر، أما فيما يتعلق بالرواتب فإن الحكومة لم تستجيب لمطالب الشعب بوضع حد أدنى للأجور، بل رفعت الأسعار في المقابل، مضيفة:" زوجي لو بيعتمد على شغله بس كان زماننا شحتنا لكن هو بيشتغل شغل تاني جنب شغله". إيمان جاد الله، حاصلة على ليسانس حقوق، قالت ان الأسعار تختلف نسبيًا بحسب المنطقة، ففي الأحياء الشعبية تقل الأسعار عن غيرها من المناطق المتوسطة والراقية والأكثر رقيًا، مؤكدة أنها مرتفعة جدًا في الثانية ومعقولة في الأولى. وأضافت سلمى محمد، ربة منزل، انها تعتمد في الحصول على لحمة العيد على أضحيات الأقارب كمكملات للكيلوات القليلة التي لا تكفي أسرتها في أيام العيد، ولكن منذ سنوات أصبحت المساعدات أقل كثيرًا عما كانت عليه من ذي قبل، فيمر عليهم العيد كغيره من أيام العام.