رغم تزامنه مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، يجدد مهرجان سماع الدولي للإنشاد والموسيقى الروحية، موعده السنوي الثابت مع جمهوره من عشاق الموسيقى السماوية، لتنطلق فعاليات دورته الثامنة بمشاركة فرق من 14 دولة، الأحد 20 سبتمبر الجاري، على مسرح بئر يوسف بقلعة صلاح الديني الأيوبي التاريخية. وقال المخرج انتصارعبد الفتاح، مؤسس ورئيس المهرجان، في مؤتمر صحفي عقده بقبة الغوري، أمس الأحد، بحضور الدكتورة كاميليا صبحي، رئيسة قطاع العلاقات الثقافية الخارجية، والمهندس محمد أبوسعده رئيس صندوق التنمية الثقافية، إن "المهرجان التزم بموعده رغم تزامنه مع عيد الأضحى لأنه صار جزءًا من خريطة السياحة الدولية، وهو ما يتطلب تثبيت موعده"، وأضاف أنه أعد لحفل الافتتاح برنامجًا يحتفل بعيد الأضحى، إذ تنشد جميع الفرق المشاركة بالمهرجان، أنشودة "طلع البدر علينا" معا، كما يشهد الحفل أولى ورش المهرجان في عرض مشترك يمثل حوار موسيقي غنائي بين جميع الفرق المشاركة. وأضاف أن المهرجان سيكرم في حفل ختامه الأنبا أرميا، الأسقف العام ورئيس المركز الثقافة القبطي الأرثوذكسي، وأسماء الراحلين شيخ المقرئين الراحل محمود خليل الحصري (1917-1980) والموسيقار عطيه شرارة (1923-2014)، ومن باكستان البروفيسور محمد زافار إقبال، أحد أعلام الإنشاد الباكستاني، ومغنية الأوبرا الفرنسية كارولين دوما، التي تشتهر بالغناء للمحبة والسلام والتسامح. عبد الفتاح قال إن "المهرجان اختار الجزائر لتكون ضيف شرف هذه الدورة؛ احتفاءً بكنزها الحضاري من فرق الإنشاد التي تحفظ التراث الروحي العظيم، ويعد الوفد الجزائري أكبر وفد في المهرجان هذا العام، ويضم 30 فنانًا من 3 فرق هي الفرقة العيساوية الموسيقية الصوفية من مدينة قسطنطينية عاصمة الثقافة العربية لهذا العام، وفرقة أنغام الزيبان للاغنية الدينية ومجموعة "أشواق" الصوتية للفنون التراثية. وأوضح أن المهرجان يشهد أيضًا مشاركة فرق: تواشيح للمنشد السوري المقيم حاليًا في مصر عدنان الساسة، كورال الموسيقى التقليدية من اليونان، منتخب زامبيا الصوتي، فرقة وشي المسرحية من الصين، فرقة أحمد جامام من تونس، فرقة الفنانة مهرة أسد الله من أذربيجان، فرقة كبر خميسوخان من باكستان، فرقة معيوف مجلي من الكويت، فرقة الدكتور جرندرهارنام سينج من الهند، فرقة داعي الندا الأندونيسية للإنشاد الديني. ومن مصر فرق: سماع للإنشاد الصوفي والموسيقي الروحية، وفرقة سماع للتراتيل والألحان القبطية، وتضم مجموعتان يقدمان تنويعة مختلفة من التراث القبطي، كما يشهد المهرجان تقديم مجموعة من المنشدين الأطفال من براعم سماع، إضافة إلى فرقة راشي للألحان القبطية، وفرقة السباعية للإنشاد الديني التي تقدم تراث الإنشاد بالصعيد. وقال انتصارل«البديل» إن تحديد وزارة الثقافة لعدد الفرق التي يتم استقدامها بعشر فرق فقط -فيما كانت تصل إلى 20 فرقة في دوراته الأولى- وضع المهرجان في مأزق لتقليل عدد الفرق المشاركة به رغم تزايد طلبات الفرق سنويًا للمشاركة، مشيرًا إلى أن المهرجان يتسع سنويًا ويكتسب سمعة دولية هامة بسبب الفرق الأجنبية المشاركة به، إذ يقدم رسالة سلام للعالم، وسط حالة من حوار الثقافات في اسمى الفنون "الموسيقي الروحية"، وهو دور هام خاصة في ظل الأوضاع العربية الحالية، يتطلب تكاتف مؤسسات عدة بالدولة لتقديم صورة مشرفة ورسالة للعالم. وتابع أنه حريص على مشاركة منشدين سوريين سنويًا، وما تزال الاتصالات تجرى مع المستشارة الثقافية اليمنية بالقاهرة، لمشاركة فرقة يمنية بهذه الدورة، ما لم يتم تأكيده بعد، كذلك كان من المفروض أن تشارك روسيا هذه الدورة لكن تأخر الاتصالات بهم أعاق إمكانية مشاركتهم، كما أنه يسعى لتشكيل لجنة عليا للمهرجان من محبي مهرجان سماع، ومجموعة من رموز المثقفين الحقيقيين. وتتواصل فعاليات المهرجان من 20 إلى 27 سبتمبر الجاري بقلعة صلاح الدين، وقبة الغوري، وشارع المعز بالحسين، وساحة مركز الهناجر بالأوبرا، ولأول مره بمركز طلعت حرب الثقافي بزينهم. ويشهد شارع المعز الذي يضم أكبر مجموعة للآثار الإسلامية بالقاهرة في ثاني أيام المهرجان كرنفالًا فنيًا وديفلييه تشارك به كل فرق المهرجان ينطلق من امام بوابة الفتوح حتي الغورية، كما سيُقام على هامش المهرجان سوق للمنتجات الشعبية المصرية بقلعة صلاح الدين , وسيتم تقديم ثلاثة عروض يومياً لفرق مختلفة بكل موقع من مواقع عروض المهرجان, بإجمالى 15 عرض يومياً. يقام المهرجان بالتعاون بين وزارات الثقافة، السياحة، الآثار، ووزارة الشباب والرياضة.