يبدو أن الموت تحت عجلات القطار أصبح غاية البعض للهروب من متاعب وهموم الدنيا، فتشهد محطات السكة الحديد والمترو حالة انتحار لشخص كل فترة قصيرة، فمنذ يومين، ألقى المواطن فاضل عبد الستار سند من مركز زفتي بمحافظة الغربية، نفسه تحت عجلات المترو بمحطة الشهداء، ومات في الحال. لم تكن حالة «سند» الأولى ولن تكون الأخيرة، فقد شهد مترو الأنفاق خلال الفترة الماضية وتحديدًا فى العام الجارى حالات انتحار لم يشهدها من قبل، ففي شهر فبراير، رمى عامل نفسه أمام قطار مترو الأنفاق بين محطتي دار السلام والزهراء بالخط الأول، ولم يستطع السائق أن يوقف قطاره فدهسه وألقى بجثته بعيدًا بعد أن تحولت لأشلاء. وفي منتصف مارس، أقدمت سيدة على الانتحار بإلقاء نفسها أمام مترو الأنفاق، اتجاه "الجيزة – وشبرا"، وتدعى "رشا.ع.م"، وتبلغ من العمر 39 عامًا، وتعمل في جامعة القاهرة أخصائية شؤون طلاب، بحسب ما أفاد المهندس علي الفضالي، رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية لمترو الأنفاق، وعلى ما يبدو أنها تعرضت لمشكلات مادية جعلتها تقدم على الانتحار. كما شرعت فتاة فى محاولة انتحار فاشلة على قضبان محطة مترو الشهداء، ونجح رجال الأمن المتمركزون بمحطة الشهداء، بالنزول أسفل القضبان، وإنقاذها، وإخراجها من أسفل القضبان، حيث تم فصل التيار الكهربائي وألقي القبض على السيدة وتسليمها للشرطة، وأدى ذلك إلى تعطل حركة القطارات لمدة 5 دقائق فقط. وفي مايو، شهدت محطة مترو غمرة، حادث انتحار جديد عندما ألقى مواطن نفسه أسفل عجلات مترو غمرة، بالخط الأول، وعلى الفور توقفت حركة المترو لمدة تزيد عن الساعة، وسادت حالة من الذعر في صفوف الركاب، إلى أن انتشلت الجثة، ولم يعرف حتى الآن سبب الانتحار. وبرغم أن الحوادث السابقة لم تكن الوحيدة، لكن لم تتحرك الهيئات المسئولة، سوى أمس، حيث نسقت إدارة المترو مع شرطة النقل من أجل محاربة حوادث الانتحار، من خلال توقيع برتوكول بين الطرفين. وأكد المهندس على فضالى، رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق، أن المترو ينسق بشكل يومى مع شرطة النقل لتأمين الركاب بالمترو وعلى الأرصفة وبالمحطات؛ لمنع أي محاولة لتهديدهم، ولمنع حوادث الانتحار داخل المترو. وتقول الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن دوافع الانتحار في مصر كثيرة؛ بسبب الضغوط الاجتماعية والسياسية التي يتعرض لها المواطن المصري، مطالبة بضرورة استغلال طاقات الشباب الذي يعاني من البطالة والفراغ السياسي والاجتماعي؛ من أجل احتوائهم والحد من حالات الانتحار.