وسط حالة من الذهول والارتباك عمت ركاب مترو الأنفاق أقدم رجل أربعيني يدعى محمد محمد عبدالمقصود من زهراء عين شمس على الانتحار تحت عجلات المترو للتخلص من حياته اليائسة، والتى رأى ألا سبيل من الخلاص إلا عبر إلقاء نفسه أمام عجلات المترو. إلا أن هذه الحالة ليست الأولى من نوعها، إذ بات معتادًا تكرار حوادث المترو، والتي كانت أغلبها إقدام اليائسين من الحياة على الخلاص منها عبر إلقاء أنفسهم أمام المترو القادم لتوصيلهم إلى الحياة الأخرى بحسب تصورهم، وكأن المترو أصبح حلاً للراغبين في الانتحار. وفي عام 2008؛ حيث فوجئ سائق المترو أثناء دخوله محطة رمسيس نحو الساعة الثالثة عصرًا بشاب يلقي بنفسه تحت عجلات القطار، مما أدي إلى مصرعه في الحال، ومن ثم تعطلت حركة المترو لمدة نصف ساعة ثم عادت إلى طبيعتها. وفى عام 2009 حاول شاب في محطة الدمرداش عبور السكة للوصول إلى رصيف حلوان إلا أن قطارًا دهسه وسط حالة من الذهول بين الركاب الذين ظلوا يصرخون، محاولين إنقاذه وأصيب بتهشم في الجمجمة، لفظ أنفاسه على إثرها. بينما في عام 2010، ألقى شاب مصرعه أمام عجلات مترو الأنفاق، وذلك بعد أن فقد توازنه بمحطة الخلفاوي عند قدوم القطار من شبرا متجهًا إلى ضواحي الجيزة سقط أسفل عجلاته. ولا يختلف عام 2011 عن قبله فقد لقي شاب مصرعه أثناء محاولته ركوب المترو من محطة البحوث؛ حيث تم إغلاق الأبواب فجأة، مما أدى إلى سحل الشاب تحت العجلات، وتسبب الحادث في عطل جميع قطارات المترو المتجهة إلى جامعة القاهرة لمدة نصف ساعة حتى تمت إزالة آثار أشلاء جثة الشاب بالجهود الذاتية. في عام 2012 بينما تبحث فتاة عن هاتفها على قضبان مترو محطة طره بعد أن سقط منها بمشاركة زميلها وعندما اقترب القطار نزل الشرطي لمساعدتهما في الخروج، إلا أن القطار كان أسرع من حركتهم في الصعود، وتم نقل جثث الضحايا إلى المشرحة. وتسير حوادث المترو بشكل متسلسل لتصل إلى عام 2013 حين لقي مهندس مصرعه تحت عجلات قطار مترو الأنفاق بمحطة "طرة البلد" بعد أن صدمه القطار القادم من حلوان بخط "حلوان- المرج". ويعتبر عام 2014 بحق هو عام "حوادث المترو"؛ حيث تكررت فيه أكثر من حادثة ففي يوم 2 يناير 2014 لقي شاب مصرعه أسفل عجلات مترو الأنفاق، عند محطة دار السلام فى اتجاه المرج– حلوان. وكان الشاب يستقل المترو بين العربات أي لم يكن داخل العربات المخصصة للركوب، وعند دخول القطار المحطة فقد اتزانه وسقط تحت عجلات المترو، فلقي مصرعه على الفور، مما أدى إلى تعطل القطارات المتجه إلى محطات. وتكررت الحادثة يوم 28 نوفمبر 2014 حين أقدم شاب على الانتحار تحت عجلات مترو الأنفاق؛ حيث يقول شهود العيان إنهم كانوا واقفين بمحطة محمد نجيب على رصيف شبرا وفجأة وجدوا شابًا مقبلاً على النزول أسفل الرصيف فقاموا بتحذيره إلا أنه لم يستجب وقام بإلقاء نفسه تحت عجلات مترو الأنفاق وتم دهسه ولقي مصرعه في الحال. ومع تكرر حالات الانتحار والحوادث التى تنتهي بمشاهد مؤلمة وبشعة والتي تكررت على مدار أعوام وسط حالة من الاستهتار والإهمال المشترك بين الركاب من جانب والمسئولين من جانب آخر والذين أصبحوا يتحملون مسئولية المحافظة على حياة الركاب بعد تكرار مشاهد الإهمال التى أدت إلى الموت بفضل عدم اهتمام المسئولين بحياة الركاب. "المصريون" سألت أحمد عبد الهادى، المتحدث الإعلامى للشركة المصرية لتشغيل مترو الأنفاق، عن كيفية الحد من هذه المشاهد البشعة فكان رده: "احنا مالنا ولسنا المسئولين عن ناس عايزه تنتحر".