انقطع الحديث عن ارتفاع سعر تذكرة مترو الأنفاق منذ شهر مايو الماضي، بعد أن قوبل بالرفض، تجنبًا للغضب المحتمل من قِبَل المواطنين، كونه الوسيلة الأفضل والأرخص، حيث يعد ثمن التذكرة أحد الوسائل القليلة لوصول الدعم لمستحقيه، لكن الحديث عن الزيادة عاد مرة أخرى عبر تصريحات بعض المسئولين، بعد اجتماع مجلس الوزراء بوجود هاني ضاحي وزير النقل. ووردت بوادر الحديث عن الزيادة هذه المرة في خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ أيام، وتحديدًا في 18 أغسطس الجاري، الذي أكد فيه أن المترو يخسر 150 مليون جنيه، وأنه أحد المرافق المهمة التي يجب الاهتمام بها. واستغلت كافة الجهات الخطاب للترويج لزيادة أسعار تذكرة المترو، حيث أكد هاني ضاحي وزير النقل، أن تكلفة تذكرة مترو الأنفاق الحقيقية تترواح ما بين 25 إلى 30 جنيهًا، وأن سعرها المتداول لدى المواطن يكلف الدولة خسائر كبيرة. وأوضح ضاحي أن هيئة مترو الأنفاق تصرف سنويًّا 300 مليون جنيه لإصلاح المترو، مؤكدًا أن مترو الأنفاق لا يوفر ربحًا للدولة بسبب الدعم. وعن رفع سعر تذكرة المترو قال ضاحي: يوجد اتجاه لربط سعر التذكرة بعدد المحطات أو رفع السعر إلى 2 جنيه، والوزارة ستراعي الطلبة وذوي الاحتياجات الخاصة وأصحاب المعاشات. فيما أعلن مجلس الوزارء مناقشته لزيادة تذكرة المترو خلال الأيام المقبلة. وكانت تصريحات رئيس الوزارء المهندس إبراهيم محلب سابقًا بأن زيادة أسعار تذاكر مترو الأنفاق لن تكون مطلقة، وأنه لا بد من الحفاظ على هذا المرفق الحيوي، قائلًا: "اللي بيركب 6 محطات مش زى اللي بيركب محطتين". من جانبه قال أحمد عبد الهادي، المتحدث باسم مترو الأنفاق: لا صحة حتى الآن فيما يتردد عن زيادة سعر تذكرة مترو الأنفاق، وأن ارتفاع الأسعار من عدمه قرار سيادي، مضيفًا أن اتخاذ مثل هذا القرار ليس بيد شركة مترو الأنفاق، وإنما بيد مجلس الوزراء، وشركة المترو تعمل على إحلال وتجديد القطارات بالخطوط الجديدة والقديمة أيضًا. وعن ذلك يقول المهندس الاستشاري عمرو رءوف إن السيسي خلال خطابه أكد أن مترو الأنفاق أحد أهم المرافق الحيوية التي تتعرض للإهمال، ولا بد من الاهتمام به ورفع كفاءته، ولم يذكر زيادة لسعر التذكرة، لكن مجلس الوزارء استغل الأمر لصالحه، مشيرًا إلى أن 150 مليون جنيه خسائر مترو الأنفاق لا تقدر بشيء بالنسبة لمليارات الجنيهات التي يخسرها المترو في خطوط الإنشاء الجديدة المطعون عليها، موضحًا أن هيئة الأنفاق تهدر مليارات الجنيهات بإلغاء خطوط المترو السطحية وإقامة أنفاق بدلاً منها، لافتًا إلى أن زيادة سعر تذكرة المترو ستؤثر على المواطن محدود الدخل في مصر. فيما أكد الدكتور هيثم عاكف، أستاذ النقل بكلية الهندسة جامعة القاهرة، أن هناك مئات المقترحات من أجل إنشاء إعلانات في مترو الأنفاق، وتوفير المساحات الفارغة كمقاهٍ لشباب أو إيجارها بسعر عالٍ، مما سيجعل خسائر المترو أقل بكثير، لكن شركة الأنفاق لم تشر إلى أي تطويرات، موضحًا أن الملايين تهدر في مترو الأنفاق بسبب سوء الاستغلال، مشددًا على أن النهوض بالمترو واقتراحات زيادة التذكرة لن تتغير طالما أن وزير النقل مستمر في عمله رغم ما يسببه من كوراث في هذا المجال على الأصعدة كافة.