الأهالي محرومون من مياه الشرب منذ 3 أشهر.. وعودة السقا والطلمبات الحبشية المتحدث باسم المحافظة: تلقينا 13ألف شكوى خلال الصيف وتم التعامل معها الطب الوقائي: نقص مياه الشرب يتسبب فى الإصابة بالإجهاد مع تصاعد موجة الحر الشديدة على مصر غابت عن محافظة البحيرة أبسط حقوق المواطن، ولم يعد بإمكان أهالي قرى المحافظة أن يحصلوا على كوب مياه للشرب. وانتقلت عدوى انقطاع المياه من قرية إلى أخرى في غياب تام لمسؤولى شركة مياه الشرب والصرف الصحي، الذين تفرغوا خلال الأعوام الماضية للاحتجاج على تراجع نسبتهم في الأرباح رغم تردى الخدمات لدرجة مخجلة، مما جعل مئات الآلاف من سكان المحافظة لا يجدون ماء الشرب منذ عدة أشهر. وعادت السيدات والأطفال لحمل الجراكن بحثا عن كوب ماء لمقاومة حرارة الشمس وما بين الوقفات الاحتجاجية وطوابير المياه انتفضت قرى البحيرة ضد العطش الذى يحاصرها. عودة "السقا" وتبدو قرى مركز كفر الدوار الأسوأ من حيث الخدمة، وأكد ناصر عبد العزيز، أحد سكان قرية مرتانا التابعة لسيدى غازي أن مياه الشرب لم تزرهم منذ شهرين تقريبا، على الرغم من وجود مرافق عامة ومن بينها مدرسة ابتدائية تعمل بدون مياه للشرب وكذلك المسجد والكارثة كما يقول هى أوضاع الوحدة الصحية التى تخلو من المياه تماما. ويشير ناصر إلى أن المشكلة تمتد إلى عدد كبير من قرى وعزب مركز كفر الدوار منها قرى الشفافية و400 البحرية والقبلية ومنشية وتفتيش بركات والحمرا بركات وعزبة أبو حسين ودرويش، وهى قرى تقع بين مركزى أبو المطامير وكفر الدوار، ويضطر الرجال إلى الحصول على المياه بواسطة الجراكن، مضيفا أن الأزمة ساهمت فى ارتفاع أسعار الجراكن فى الأسواق إلى الضعف، واستغل التجار حاجتنا إليها لرفع الأسعار. ويقول علاء عبد الهادى، من سكان قرية عداه أن القرية التى يقع بها مشروع الدولة للثروة الحيوانية تعانى من انقطاع مياه الشرب منذ أواخر شهر رمضان حتى الآن، مشيرا إلى أن عددا من أهالى القرية كانوا قد التقوا مسؤولى شركة مياه الشرب بكفر الدوار ووعدوا بحل الأزمة خلال أيام ومر أكثر من شهر دون أن تصل المياه. يعاني أكثر من 6 آلاف مواطن بقرية "الشعيرة الكبرى"، بكفر الدوار، من انقطاع المياه منذ عيد الفطر إلى الآن، وزادت الأزمة مع ارتفاع درجات الحرارة هذه الأيام، فقد زاد معدل الاستهلاك، في الوقت الذي ترسل فيه الشركة سيارة مياه واحدة في الأسبوع كما يؤكد محمد العطار أحد أهالى القرية. ويضيف أن مهنة السقا عادت من جديد داخل قريتنا، بسبب انقطاع مياه الشرب رغم تقدمنا بعشرات المذكرات إلى محافظ البحيرة، ورئيس الوحدة المحلية، ورئيس شركة المياه، محذرا من انتشار الأمراض بين الأطفال والكبار، بسبب استخدام مياه الترع "الطلمبة الحبشية" في تحضير الطعام. الشرطة هى الحل! وفى مركز دمنهور لا يختلف الأمر، عشرات القرى تعانى العطش وانتشار أمراض الصيف بين سكانها، ويبدو المشهد شديد القسوة فى قرية "النوام" كما يقول "عبد البارى النوامى" فالقرية التي يسكنها 12ألف مواطن لم تصلها مياه الشرب منذ 5 أشهر كاملة ما دفع الأهالى إلى استخدام عربات الكارو "لنقل جراكن المياه من القرى المجاورة. وفى قرية نفرا، إحدى أكبر قرى مركز دمنهور يعانى 15 ألف مواطن من انعدام المياه، وكذلك الحال في قرى راغب والعزب التابعة لها. ويقول رأفت السقا، مدرس: أنشئ خط مياه الشرب الذى يمتد من شبراخيت مرورا بشرنوب ويصل إلى الرحمانية عام 1952، ولم تتم صيانته طوال تلك المدة. ويقول محمد عبد العاطى: توجهنا إلى رئيس مجلس إدارة مياه الشرب فكان حله السريع استدعاء الشرطة لنا بسبب قولنا "عايزين نشرب مياه"، ويضيف: الشركة اكتفت بإرسال عربة مياه كل يومين. المحمودية.. احتجاجات وقطع للطرق وقد لجأ المئات من أهالى قرى مركز المحمودية إلى قطع الطرق احتجاجا على الانقطاع الدائم لمياه الشرب، وقال محمد ناصر، من قرية زرقون: إن أكثر من 10 آلاف نسمة يعانون من انقطاع المياه من نحو شهر، تقدمنا خلالها بمذكرة لمسؤولي الوحدة المحلية، وقيادات شركة مياه الشرب والصرف الصحي، دون أي تقدم، وتسبب ارتفاع درجات الحرارة في تفاقم الأزمة، مما دفع السيدات إلى استخدام مياه الترع والمصارف في غسيل الملابس والأواني وتخزينها للاستحمام بالمنازل. ويؤكد سمير محمد، أن أزمة المياه وصلت للمواشي والأغنام والطيور، وبات الفلاحين بالقريتين يحملون عبء توفير المياه لأبنائهم وللمواشي التي تحتاج إلى مياه غزيرة بسبب حرارة الجو، مشيرا إلى رحلة العذاب التي يقطعها الأهالي في ظل ارتفاع درجة الحرارة، للحصول على "جركن" مياه من القرى المجاورة. وقال صابر مبروك: نعاني من انقطاع المياه منذ أكثر من شهر، ووقفت مواتير ضخ المياه عاجزة أمام الأزمة، التي تفاقمت منذ 10 أيام، حيث كانت تنقطع المياه خلال فترة النهار فقط، قبل أن تنقطع تماما وهو ما زاد من معاناة أهالي العزبة بالكامل. الصحة تحذر ومن جانبه أكد الدكتور عبد الناصر حميدة مدير إدارة الطب الوقائى بمديرية الصحة بدمنهور أن غياب المياه بشكل كاف يمثل خطرا شديدا على صحة المواطن فى ظل ارتفاع درجات الحرارة الذى تشهده مصر. وأضاف حميدة أن المواطن يجب أن يتناول كميات كبيرة من المياه، وكذلك يستحم أكثر من مرة حتى يتجنب الإصابة بالإجهاد الحراري وهو مرض يشبه ضربات الشمس ولكنه أخف إلى حد ما. وحول تأثير غياب مياه الشرب على ارتفاع معدلات التلوث أكد حميدة أن هذا المناخ الحار يساعد على انتشار أنواع من الميكروبات تحتاج إلى النظافة الدائمة لمواجهتها وفى حالة نقص المياه فإنها تجد بيئة حاضنة لنموها. وفى المقابل يؤكد وهدان السيد، المتحدث الرسمى لمحافظة البحيرة، أن عربات مياه الشرب التى تنقلها الشركة إلى القرى المحرومة ليست حلا ولكنها مجرد مسكن حتى يتم حل الأزمة جذريا، ويضيف أن الأزمة بدأت في التراجع عن بداية فصل الصيف، خاصة بعد تشغيل محطة أبو حمص التى تغذى مراكز أبو حمص وقرى مركزى دمنهوروكفر الدوار. وكشف وهدان عن أنه تلقى 13 ألف شكوى بشأن انقطاع مياه الشرب منذ بداية الصيف حتى الآن وتم التعامل معها جميعا، وجار التنسيق مع مسؤولي شركة مياه الشرب والصرف الصحي لحل ما تبقى من مشكلات.