تصاعد الانتهاكات فى حق الصحفيين يثير حالة من القلق داخل الوسط الصحفي بعد تكرار ظاهرة القبض على عدد كبير من الزملاء النقابيين وغير النقابيين خلال الفترة الأخيرة، وإحالتهم للنيابة بتهم لا تمس المهنة، وكان آخرها القبض على ثلاثة من الزملاء في صحيفة المصريون، والقبص أيضا على أحمد رمضان، المصور الصحفى بجريدة التحرير، بعد وشاية لأمن المحكمة من إحدى زميلاته تتهمه بالانتماء لجماعة الإخوان. وأعلن صحفيو جريدة التحرير، رفضهم لممارسات الداخلية المستمرة فى التضييق على الصحفيين، مستنكرين وجود بعض الدخلاء على المهنة ممن ليس لديهم أبسط مبادئ ومواثيق شرف المهنة وحقوق الزمالة، الأمر الذى بدا واضحا فى وشاية إحدى الزميلات ضد مصور جريدة التحرير أحمد رمضان، أثناء تغطيته جلسة محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي فى قضية "التخابر مع قطر"، بزعمها علنا وفى بلاغ شفهي بأنه ينتمى إلى جماعة الإخوان، ما تسبب فى إلقاء القبض عليه على الفور، وإحالته للتحقيق، حيث تم احتجازه فى جهاز الأمن الوطني لأكثر من 24 ساعة، ثم استكمال التحقيقات معه فى قسم ثان القاهرة الجديدة وعرضه على النيابة. قال أبو المعاطي السندوبي، عضو الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين، إن الصحفي "الأمنجي" تحول من كتابة تقارير سرية عن زملائه في العمل إلي الوشاية علنياً، وهو ما رسخه النظام الحالي ببث روح الولاء للسلطة، وأن كل من يخالفها غير وطني وخائن وعميل، والإبلاغ عنه عمل وطني، مطالبا نقابة الصحفيين بفتح تحقيق سريع في واقعة الوشاية التي حدثت من أماني الأخرس، صحفية اليوم السابع، ضد الزميل أحمد رمضان، مصور جريدة التحرير، وفصلها من عضوية النقابة إذا كانت من الأعضاء أو وضعها في القائمة السوداء الممنوعة من دخول النقابة إذا كانت غير نقابية. من جانبه، أوضح الكاتب الصحفي والروائي خالد إسماعيل، أن الصحافة المصرية خاضعة لأجهزة الأمن، فكل من تولى منصب رئيس تحرير أو رئيس مجلس إدارة كان من رجال أجهزة الأمن، متابعا: "رجال الأعمال الذين يملكون الصحف المسماة مستقلة، يهمهم رضا أجهزة الأمن، فدائما يختارون رؤساء التحرير المرضى عنهم لدى الأجهزة الأمنية، ما ولّد جيلاً جديداً من الصحفيين، علموه أن العمالة للأمن طريق وحيد للصعود". وأضاف "إسماعيل" أن أجهزة الأمن تحتفظ بملفات تحتوى على سقطات أخلاقية للعناصر العميلة لها، مستطردا: "وصلنا لمرحلة من الانحطاط السياسى غير مسبوقة، وبالتالى من الطبيعى فى ظل هذا المناخ أن تصبح العمالة للأمن وطنية وشرف، وتصبح الخيانة وجهة نظر". كان مجلس نقابة الصحفيين طالب الجهات المختصة بضرورة توفير المناخ المناسب لأداء العمل الصحفى، والتحقيق في الاعتداءات التي تعرض لها الزملاء، كما طالب جميع الصحف بتفعيل الاتفاق السابق والملزم لها بإخطار النقابة بكشوف تضم أسماء الصحفيين المكلفين بالتغطيات الميدانية؛ لإخطار الجهات الرسمية بها لتسهيل مهمتهم وحمايتهم أثناء تأدية واجبهم المهنى.