لُقبت بجميلة الوجه، وعظيمة المحبة، وسيدة المرح، وسيدة الأرضيين، ابنه الضابط "آي"، وزوجة الملك "إخناتون" وساعده الأيمن في نشر مبادئه، ورفيقته في الكفاح من أجل تثبيت دعائم ديانته الجديدة، وأم الملكة "مريت آتون"، زوجة الملك "سمنخ كا رع" والملكة "عنخ اس إن با آتون" زوجه الملكة "توت عنخ آمون". إنها الملكة "نفرتيتي" من أشهر شخصيات مصر القديمة، وقد أحاط بحياتها وسيرتها ودورها الكثير من الغموض، ويعني اسمها "الجميلة آتية أو مقبلة"، واشتهرت "نفرتيتي" بجمالها. كشف عالم المصريات البريطاني "نيكولاس ريفز" أن الملكة نفرتيتي مدفونة داخل مقبرة الملك توت عنخ آمون بوادي الملوك، ما أثار جدلا كبيرا، مما أدي إلي إعلان الدكتور ممدوح الدماطي، وزير الآثار، أنه سيتواصل مع عالم المصريات لمعرفة الحقائق والأدلة العلمية التي استند إليها للإعلان عن لغز الملكة، وأنه لابد من إجراء العديد من الأبحاث والدراسات للتأكد من صحة ما أثاره ريفز. وللملكة نفرتيتي تمثال نصفي مدهون من الحجر الجيري، عمره أكثر من 3300 عام، نحته الفنان المصري تحتمس، وتم تهريبه خارج البلد عند اكتشافه فى السادس من ديسمبر عام 1912 في تل العمارنة بواسطة الألمانى "أن بورشارت"، ووضع التمثال في عدة مواقع في ألمانيا منذ عثر عليه، بما في ذلك منجم ملح في "ميركس – كيسلنباخ"، ومتحف "داهليم" في برلينالغربية، والمتحف المصري في "شارلوتنبورغ"، والمتحف القديم في برلين، ومنذ 2009 استقر التمثال في متحف برلين الجديد إلى الآن، وأصبح رمزًا ثقافيًّا لبرلين وكذلك لمصر القديمة. يقول أحمد عامر، الباحث الأثري، إن الملكة "نفرتيتي" من أشهر شخصيات مصر القديمة، وقد أحاط بحياتها وسيرتها ودورها الكثير من الغموض، ويعني اسمها "الجميلة آتية أو مقبلة"، واشتهرت "نفرتيتي" بجمالها، وإن جنسيتها موضع نقاش بين الآثريين، إذ لم يذكر أي نص اسم والديها، منهم من يعتقد أنها مصرية، ومنهم من يعتقد أنها ميتانية، وإن الرأي المقبول أن "نفرتيتي" ابنة الضابط "آي"، ولُقبت "نفرتيتي" ب"جميلة الوجة، وعظيمة المحبة، وسيدة المرح، وسيدة الأرضيين". وأضاف "عامر" أن نفرتيتي هي زوجة الملك "إخناتون" وساعده الأيمن في نشر مبادئه، ورفيقته في الكفاح من أجل تثبيت دعائم ديانته الجديدة، وأم للملكة "مريت آتون" زوجة الملك "سمنخ كا رع" والملكة "عنخ اس إن با آتون" زوجه الملكة "توت عنخ آمون"، وليس هناك تاريخ مؤكد لزاوج "نفرتيتي" من "إخناتون"، لكن يُحتمل أن يكون قد تم زواجهما في نهاية العام الأول لاعتلاء "إخناتون" العرش أو بداية عامه الثاني، ولعل الدليل علي ذلك وجود بعض المناظر علي أحجار التلاتات المتبقية من المعبد الذي أقامه "إخناتون" للإله "آتون" شرق معابد الكرنك بعد توليه عرش مصر مباشرةً، فقد ذكر علي أحجار هذه التلاتات بالنص والصورة كل من "مريت آتون" و"مكت آتون" و"عنخ اس إن با آتون" وهن البنات الثلاثة الأوائل من بنات الملكة "نفرتيتي" اللائي ولدن في طيبة. وأوضح "عامر" أنه في العام الخامس أو السادس من حكم الملك "إخناتون" أضيف إلي اسم "نفرتيتي" اسماً آخر وضع داخل الخرطوش هو "نفر نفرو آتون" أي "جميلة جمال آتون"، ونقش هذا الاسم بطريقة معينة، بحيث اتجه الإله "آتون" دائما إلي الملكة "نفرتيتي" التي صورت في نهاية الخرطوش، سواء علي جدران "آتون" بالكرنك أو علي جدران مقابر الأشراف في تل العمارنة نادراً بمفردها وغالباً في صحبة زوجها وخلفها أو بجانبها واحدة أو أكثر من بناتها، وكانت تلبس غالباً ثوبا رقيقا طويلا يغطي كتفيها وأعلي ذراعيها. وتابع الباحث الأثرى أن "نفرتيتي" لم تكن مصرية، بل تمتعت بمركز ديني رفيع أوصلها إلي مصاف الآله، كذلك حلت "نفرتيتي" محل الآلهات الحاميات الأربع وهن "إيزيس"، "نفتيس"، "نيت"، "سلكت" اللائي ظهرن علي الجوانب الأربعة لبعض توابيت ملوك الدولة الحديثة؛ لحماية مومياء المتوفي. وأكد "عامر" أن "نفرتيتي" استقرت مع زوجها في تل العمارنة، وهناك أنجبت له أيضاً ثلاث بنات هن "نفر نفرو آتون تاشري" و"نفر نفرو رع" والأخيرة "ستب ان رع"، واتسمت الحياة الزوجية ل"إخناتون" و"نفرتيتي" بالسعادة، كما لازمت الأخيرة زوجها في جميع المناسبات الرسمية والطقوس الدينية، مما حدا بالعديد من العلماء إلي تأكيد مشاركتها له في الحكم، وعلي ما يبدو أنه حدثت مؤامرة قُتل على إثرها "إخناتون" ومرت "نفرتيتي" بتجربة شديدة الحزن والأسي بعد وفاة زوجها، وكان عليها أن تتحمل أحزانها الخاصة وأن تواجه المسئوليات الجسيمة التي ترتبت علي وفاة الملك "إخناتون". واستطرد أن السنوات الأخيرة من حكم "نفرتيتي" جاءت غامضة، لا ندري كيف ماتت، وكم عمرها، وأين دُفنت؟، فتلك أمور لازالت مجهولة حتي الآن، أما عن التهشيم والتشويه الذي حدث لأغلب مناظرها، خاصةً وجهها، فتم أغلب الظن بناء علي رغبة كهنة آمون؛ لخروجها عن التقاليد المصرية واعتناقها الآتونية ووصولها إلي مصاف الآلهات، كما يعتبر التمثال النصفي المحفوظ بمتحف "شالوتنبرج" ببرلين للملكة "نفرتيتي" من أهم الروائع التي يتميز بها الفن الآتوني، كذلك هناك رأس ل"نفرتيتي" محفوظة بالمتحف المصري وهي أقل شهرة من الأولي، كذلك تُلقي مقابر تل العمارنة الضوء علي العديد من المناظر والنقوش الخاصة بالملكة وصورها مع زوجها وبناتها، وهي صور إنسانية رائعة تُمثل الواقع البشري وتبتعد عن قدسية الملوك.