قالت دائرة الأرصاد الجوية الفلسطينية أنَّ الجو سيكون حاراً نسبياً مطلع هذا الأسبوع، وسيطرأ ارتفاع طفيف آخر على درجات الحرارة لتصبح أعلى من معدلها السنوي العام بحدود 3-4 درجات مئوية. وتحذر دائرة الأرصاد الجوية المواطنين من التعرض لأشعة الشمس المباشرة لفترة طويلة خاصة أثناء ساعات الذروة ما بين الساعة الحادية عشرة والساعة الرابعة عصراً. وارتفعت درجة الحرارة، بحسب دائرة الأرصاد الجوية الفلسطينية، بشكل غير مسبوق هذا العام ووصلت إلى أكثر من 49 درجة مئوية في بعض المناطق. هذا وقد حذّر الدفاع المدني المواطنين والمزارعين من ضربات الشمس وحرائق الأشجار والأعشاب في ظل موجة الحر الشديدة التي تشهدها البلاد. وقال بيان صادر عن الدفاع المدني، إنه بالتزامن مع موجة الحر وتحذيرات دائرة الأرصاد الجوية الفلسطينية من ارتفاع درجات الحرارة خلال الأيام المقبلة، فإن حرائق الأعشاب والمحاصيل الزراعية والأشجار تكبد المواطنين وخاصة المزارعين خسائر فادحة، وتستنزف وقت وجهد رجل الإطفاء من خلال التعامل معها. هذا الارتفاع الكبير في درجات الحرارة تسبب بخسائر كبيرة في قطاعات الزراعة والتجارة حيث تكبد عدد من التجار خسائر مختلفة في المحتويات والمعدات، وخصوصاً تجار الدواجن الذين خسروا أعداد كبيرة من الطيور في مزارعتهم. يقول حسن منصور، والذي يمتلك مزرعة لتربية الدواجن وسط قطاع غزة، إنه يشعر بالحزن الشديد؛ بعد نفوق عدد كبير من دجاج اللحم في مزارعته. وأضاف منصور في حديثه للبديل: "موجة الحر الشديد في غزة كبدتني خسائر فادحة، خاصة وأنها تتزامن مع انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة، الأمر الذي أحدث عجزاً هائلاً لدينا". اضطر أبو منسي للتبريد على الدجاج من خلال استخدام الأسلوب البدائي "لتنقيط" في رش الماء على الدجاج للتخفيف من درجات الحرارة اللاهبة في المكان. وقال إن التبريد على الدجاج باستخدام المراوح الهوائية يحتاج إلى تيار كهربائي مستمر وهو ما لا يتوفر في قطاع غزة التي تعاني من أزمة مستمرة في الكهرباء، منذ عام 2007. وبينما يقوم أبو منسي، برفع الدجاج النافق لرميه ودفنه خارج مزرعته، يضيف: "بيع الدواجن مصدر رزق ولا يوجد مصدر آخر أوفر قوت يوم عائلتي المكونة من عشرة أفراد. ويتابع: "الوضع الاقتصادي في القطاع سيء للغاية وهذه الخسائر في الدواجن تزيد الأمر سوءً". أما المزارع ناصر عبد الكريم، فيؤكد هو الآخر خسارته جراء موجة الحرب، ويقول لفريق البديل في غزة: "موجة الحر كبدتني خسائر تقارب 30 ألف دولار أميركي، وذلك لعدم قدرتي على توفير أجواء مناسبة للدواجن وذلك بسبب الانقطاع الدائم للكهرباء والارتفاع المربك في درجة الحرارة وهذا الأمر لم يكن متوقعاً لدينا قبل مجيء هذه الموجة. ويجد ناصر صعوبة بالغة في توفير الوقود اللازم لتوليد الكهرباء من خلال المولدات التي تعمل على البنزين والسولار الصناعي، الأمر الذي زاد من أعداد الدواجن النافقة. ووفق حصيلة أولية لوزارة الزارعة في قطاع غزة، فقد أسفرت موجة الحر التي تضرب الأراضي الفلسطينية إلى نفوق أكثر من 50 ألف طير من أنواع مختلفة إضافة إلى تلف المحاصيل الزراعية وصولاً إلى التراجع الكبير في إنتاج كميات البيض والحليب. يجدر الإشارة إلى أنَّ سلطة الطاقة الفلسطينية تمد منازل سكان قطاع غزة بتيار كهربائي وفق جدول يعمل على وصل التيار لمدة 8 ساعات، ثم قطعه لمدة 8 ساعة متواصلة، معتمدة في ذلك على الخطوط المصرية والإسرائيلية، وفي حال نفاد الوقود تزداد ساعات القطع ما يشير إلى وضعٍ إنساني غير مسبوق تشهده المدينة ويُنذر بالمزيد من التطورات التي سيصبح التعامل معها على المدى القريب.. أكثر تعقيداً وصعوبة.