في تطور غريب على ثقافة الشعب المصري شهدت بعض محافظات الصعيد بخاصة المنيا أسلوب جديد للانتقام الثأري يقتضي سرقة جثث الموتى ممن لهم دورا في ما تسفر عنه الخصومات الثأرية من قتل. وكشفت خصومة ثأرية بين عائلتين بمركز ديرمواس واقعة سرقة الجثث وإلقائها في ترعة الإبراهيمية ونهر النيل، إضافة لإخفاء جثث القتلى وعدم دفنهم، ما دفع ذوي القتلى إلى حراسة المقابر بالأسلحة النارية لتتحول منطقة الجبانات إلى سكن للأموات والأحياء. ففي مركز ديرمواس نشب خلاف بين عائلتين في عام 2014 نتج عنها مقتل 5 أشخاص لإحدى العائلتين نتيجة خلاف علي أرض زراعية فيما بينهما، بعدها قتل أفراد عائلة المجني عليهم شخصيين من العائلة الأخرى، ولم يكتفوا بذلك بل اتجهوا لسرقة جثتي المقتولين وألقوا بإحداهما في نهر النيل والأخرى في ترعة الإبراهيمية، وعليه اتجهت العائلة الأخرى لسرقة جثتين وأخفوهما بشكل كامل، ومحرر بذلك محضر برقم 1339. وتسببت تلك الأحداث في عمل دوريات أهلية من أفراد العائلتين المتشاحنتين أمام مقابر القرية بالأسلحة النارية، كل أمام مقابره، حماية للموتى، وبعد فترة زمنية قليلة من وقائع القتل وحراسة المقابر، اضطر أفراد العائلتين إلى وضع أبواب وأقفال حديدية على مقابرهم لتصعيب عملية سرقة الجثث. وقال مصدر مقرب من إحدى العائلتين رفض ذكر اسمه نظرا لحساسية الموقف إن أفراد العائلتين لم يكتفوا بوضع الأقفال والأبواب الحديدة، بل اضطروا لتعيين خفراء من الأهالي بالأجر لحراسة تلك المقابر.