مرت خمسة أشهر على حادث مقتل يارا طارق، الطالبة بالجامعة الألمانية، دهسًا تحت إطار الأتوبيس الخاص بالجامعة، الأمر الذى تسبب فى انطلاق عدد من التظاهرات التى تطالب بردع الإهمال وسلامة الطلاب. وعلى الرغم أن الجانى حتى الآن لم يعاقب على الحادث، إلا أن المجلس التأديبي بالجامعة قرر فصل 6 طلاب في بيان عام أُرسل للأساتذة والمعيدين والموظفين يوم الأربعاء الماضي، ثم أرسلت شئون الطلبة في اليوم التالي "الخميس" إيميلات بالقرار لكل طالب تم فصله. وتضمنت قرارات الفصل: الطالب كريم نجيب، نائب رئيس اتحاد الطلبة "فصل نهائي"، والطالب حازم عبد الخالق، رئيس اتحاد الطلبة "فصل عام دراسي ونصف"، والطالب هشام الأشرم، رئيس اتحاد الطلبة السابق "فصل عام دراسي واحد"، والطالب محمد طايل "فصل عام دراسي واحد"، والطالب عمر مسلم "فصل عام دراسي واحد"، والطالب محمود عصام "فصل نصف عام". حاولت إدارة الجامعة الألمانية بالطرق القانونية معاقبة الطلاب على ما فعلوه من تظاهر للمطالبة بحق زميلتهم يارا طارق، فتقدمت ببلاغ لقسم شرطة القاهرة الجديدة، يفيد تعطيل "آلاء العطار، وكريم نجيب، وحازم عبد الخالق" ومجموعة من الطلاب سير العملية الدراسية داخل الجامعة، وتحريض زملائهم على عدم حضور امتحانات آخر العام، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 1186 إداري قسم أول القاهرة الجديدة، وإحالته للنيابة التي تولت التحقيقات، وتم إخلاء سبيلهم عقب حبسهم 4 أيام على ذمة التحقيقات. قال كريم نجيب، نائب رئيس اتحاد الطلبة "مفصول نهائيا"، إن الجامعة والأمن الوطنى استخدما أسلوب الضغط على بعض الأهالى لإقناع أبنائهم بتقديم اعتذارات للجامعة عن التظاهر، الأمر الذى جنبهم الفصل. وأضاف "نجيب" أن الجامعة عرضت على الطلاب المفصولين الاعتذار، لكنهم رفضوا الأمر نهائيًّا؛ لأن الاعتذار يعنى اعترافهم ضمنيًّا بالتهم التى وجهت إليهم من إدارة الجامعة فى القضية التى تمت الإشارة إليها، متمسكا بحق "يارا" زميلتهم التى سالت دماؤها على أرض الجامعة نتيجة للإهمال، وأنهم سيبدأون فى الإجراءات القانونية لتمكينهم من العودة للجامعة مرة أخرى. من جانبه، أوضح مهاب سعيد، محامى الطلاب، أن الخطوات القانونية لإعادة الطلاب المفصولين تتلخص فى التظلم من القرار داخل الجامعة لعقد مجلس تأديب استئنافى كما مقرر باللوائح والقوانين، ثم يتم الطعن أمام القضاء الإدارى على قرارات فصل الطلاب. وتابع "سعيد" أن بعض الطلاب بالفعل تقدموا باعتذار من البداية، ولم يتم تحويلهم لمجلس التأديب، لكن آخرين من الاتحاد رفضوا الاعتذار، وتم فصلهم، متسائلاً: هل يعتذر أعضاء الاتحاد عن وقوفهم فى صف الطلاب ومحاولة التواصل مع الجامعة – دورهم الأساسى الذي انتخبوا من أجله؟! مؤكدًا أنهم لم يخطئوا عندما حاولوا أن يتوصلوا إلى نقاط ترضى الطلاب مع الجامعة. واستطرد "سعيد" أن القضية المرفوعة من إدارة الجامعة ضد الطلاب بسبب كسر علامة مرسيدس لرئيس الجامعة، فى الأساس غير منطقية، مضيفا: "إذا كان هناك اعتذار، فمن الأولى أن يكون من إدارة الجامعة عما بدر منها فى حق الطلاب". واختتم: "طريقة اعتذار بعض الطلاب للجامعة تمت بطريقة مهينة جدًّا، ففى بادئ الأمر طالبوهم باعتذار مكتوب بالصياغة التى يريدونها، ثم طالبوهم بالإمضاء على اعتذار رسمى مكتوب من إدارة الجامعة، بالإضافة إلى أنه تم التقاط بعض الصور للطلاب أثناء التوقيع على الاعتذار".