شهدت الآونة الأخيرة ارتفاع معدل الإهمال في القطارات، فالحوادث التي وقعت خلال السنوات الماضية كان سببها الإهمال في منظومة السكك الحديد، حتى وصلت كوارث القطارات إلى أعلى معدل لها، وفي عام 2009 اقترضت مصر 1.5 مليار جنيه من البنك الدولي لتطوير السكة الحديد، ولكن لم ينجح النظام السابق في الحد من هذه الحوادث ووقف نزيف الدماء للمئات بل للآلاف من الفقراء على قضبان السكك الحديدية سنة بعد أخرى، حتى وصلنا إلى عام 2015 والذي لم يتغير فيه شيء من منظومة القطارات. وعلى الرغم من سوء المنظومة الخاصة بالقطارات، فإن الوزارة بدلاً من البحث عن التطوير، اتجهت إلى شيء آخر تمامًا، فقد اجتمع وزير النقل المهندس هاني ضاحي، صباح اليوم، لبحث الإجراءات الفنية والتجارية للمشروعات التى تم الاتفاق على قيام الجانب الصيني بتمويلها وتنفيذها ضمن نتائج زيارة السيسي لدولة الصين الشعبية. فقد التقي هاني ضاحي وزير النقل مع وفد الشركة الصينية افيك برئاسة liu junرئيس الشركة وبحضور السيدة zhang yanالعضو المنتدب للشركة، وحضر من الجانب المصري اللواء إسماعيل النجدي رئيس الهيئة القومية للأنفاق، ومحمود جمال الدين مستشار الوزير للاستثمار وتطوير الأعمال؛ وذلك لبحث الإجراءات الفنية والتجارية والتمويل الخاص بمشروع القطار المكهرب. وطالب وزير النقل الجانب الصيني بضرورة الانتهاء من الاتفاق مع هيئة الأنفاق على كافة التفاصيل الفنية والتجارية في أسرع وقت ممكن والاتفاق على خطة التنفيذ والجدول الزمني الخاص بالمشروع. كما طالب وزير النقل بسرعة الانتهاء من كافة الإجراءات المرتبطة بتوفير وتدبير التمويل اللازم للمشروع من خلال الحكومة الصينية وبنك الصادرات والواردات الصيني. وعن ذلك يقول المهندس محمد سامي بقطاع التطوير بوزارة النقل، إن الاتفاق حول القطار المكهرب الجديد ليس له علاقة بالقطارات الحالية، حيث إن منظومة القطارات المكهربة تتضمن الخط الأول، ويقطع المسافة من العاصمة الإدارية الجديدة وحتى العاشر من رمضان، والخط الثاني من العاصمة الإدارية وحتى المطار، والخط الثالث يربط بين العاشر من رمضان وبلبيس. وأوضح سامي أن القطار المكهرب وظيفتة الإيصال إلى العاصمة الإدارية وليس له علاقة بالقطارات الحالية او المتواجدة في الوقت الحالي، مشيرًا إلى أن ميزانية القطار المكهرب طرحت خلال المؤتمر الاقتصادي. وعلق الدكتور هيثم عاكف، أستاذ النقل بجامعة القاهرة، أن إنشاء القطار المكهرب الجديد لإيصال الأفراد إلى العاصمة الإدارية هو أمر يحسب للوزارة الحالية، مشيرًا إلى أنه من المفترض أن تكون هناك خطة لتطوير القطارات العادية في نفس الإطار الذي تسعى فيه الوزارة إلى عمل القطار المكهرب. وأكد عاكف أن القطارات العادية التي تعمل على قضبان السكك الحديد تعطل في الساعة 60 دقيقة، فما بالك بالقطار المكهرب الذي من المفترض أن يسير بالطاقة الكهربائية التي هي معطلة في مصر بالأساس؟ فالوزارات والهيئات الحكومية لا تستطيع الحكومة مدها بالكهرباء اللازمة لها، فهل ستكون قادرة على عمل قطار مكهرب بحرفية مثل الصين؟! وتابع أستاذ النقل بجامعة القاهرة أن المشروعات الجديدة التي تطرحها الوزارة دائمًا ما تستفز المواطن المصري؛ لأنها تكون عكس كل الاحتياجات والرغبات المتوقعة له في مصر. فيما أكدت الدكتورة سلوى المهدي، خبير النقل، أن تقييم القطار المكهرب لا يمكن في الوقت الحالي، خاصة أن وزارة النقل ما زالت تتبع الغموض في ذلك الأمر، فهي لم تعلن عن الفرق بين القطار المكهرب ومترو الأنفاق (المكهرب أيضًا)، ولم تعلن عن المسافة الكلية التي يستغرقها الخط. وتابعت المهدي أن مصر عليها إصلاح منظومة الكهرباء ومنظومة القطارات، خاصة خطوط الصعيد، فهي الأكثر إهمالاً؛ حيث تفتقد للصيانة والرقابة، بالإضافة إلى أن ركابها من الفقراء، وعلى الرغم من ذلك لم تلقَ اي عناية.