6 ساعات مكثها التمثال المسخ في ركن منسي بالمنيا، كانت كافية لتشعل ضجيجا وصل صداه كافة أرجاء الجمهورية، بل امتد ليصل دول العالم، وكأن جميلة الجميلات نفرتيتي أبت أن تحولها يد العبث إلى هذا المسخ والتشويه. ومع وضع أول صورة للتمثال المشوه بموقع التواصل "فيس بوك"، انهالت التعليقات الساخرة لتنال موبخة من الجهات المعنية والمسئولة عما وصفوه بتشويه التاريخ والرموز ليأتي قرر محافظ المنيا لواء صلاح الدين زيادة بإزالة التمثال وإحالة جميع المسئولين الفنيين بالوحدة المحلية لمركز ومدينة سمالوط للتحقيق. الاختلاف بين التمثال الأصلي والمسخ له دلائل عدة أهمها أن حركة تطور الزمن في المنيا توقفت تماما ولم ترتقي للقول بأنها تعود للوراء، فمنذ 3300 عاما نحت الفنان المصري تحتمس تمثالا وصف بدقة الملقبة جميلة الجميلات نفرتيتي، أما في عام 2015 ظهرت الملكة الفرعونية في تمثال التشويه والمسخ، كما أن فن النحت في المحافظة عكس ذلك فالاقتراب من التمثال المسختظهر الاختلافات في كل ركن من منطقة الرأس والوجه فالمسخ أظهر نفرتيت على أنها "عمشة" فالعينان مغلقتان يتداخل الحاجبان فوقها في بعضهما. الإهمال والعشوائية وغياب روح المسئولية وتذوق الفن والتمييز كانت أبرز دلائل الاختلاف بين المصري قديما وحديثا وهو ما اتضح ليس فقط في عملية وضع التمثال ولكن في ردود المسئولين حول الواقعة. (نفرتيتي العمشة- نفر طيطي- فرج تيتي) كانت أبرز التعليقات الساخرة على التمثال المسخ كما استخرج البعض بطاقة رقم قومي باسم "نفرتيتى السيد رمضان" والعنوان سمالوط المنيا. حماة السلام الذي اعتمدتها الوحدة المحلية بسمالوط بديلا عن التمثال لم ترضي الأهالي وهو ما ظهر من خلال تعليقاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي "مش قادرين ينتحتوا تمثال حطوا حمامة بداله". ردود الوحدة المحلية أثارت ضجيجا آخر عندما علقت فشلها على شماعة الزمن والمواطنين وجاءت تصريحات رئيس مدينة سمالوط لواء جمال قناوي لتؤكد بأن التمثال كان موجودا بأحد الميادين، منذ عدة سنوات، تم تحطيمه على يد الإخوان عقب ثورة 30 يونيو، وتم إزالة التمثال والتحفظ عليه منذ ذلك الحين، وبعدها اقترح أحد المواطنين ترميمه من جديد، على حد قوله، مضيفا أنه عقب الانتهاء من تجديد التمثال تسلمته الوحدة المحلية ووضعته بمدخل سمالوط، ولكنه لم يلق استحسان المواطنين. وأثارت تصريحات رئيس المدينة تساؤلات عدة أبرزها كيف يتم الاعتماد على مواطن في تجميل تمثال بحجم الملكة الفرعونية نفرتيتي دون الرجوع للفنيين، وهل لم ير أحدا من المسئولين التمثال قبل وضعه بمدخل المدينة، ولماذا يتم إعادة وضعه بعدما شوهه الإخوان، وأخيرا لم يلق التمثال استحسان الناس كما صرح رئيس المدينة فهل لاقى استحسان المسئولين بالوحدة المحلية ليتم اعتماد وضعه أمام المارة والسيارة. التمثال الأصلي لنفرتيتي بمتحف برلين الجديد بالعاصمة الألمانية تم نقله من مدينة تل العمارنة عام 1912 من خلال الألماني "أن بورشارت"، ولم تتمكن السلطات المصرية من استرداده.