حالة من السخرية والاستياء اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي، وانتشرت بين الأثريين، بسبب تمثال لرأس الملكة نفرتيتي وضع في مدخل مدينة سمالوط بالمنيا، وهو عبارة عن تمثال مشوه أو من الممكن أن نقول عليه بحسب التعليقات عليه إنه تمثال "معوق". الملكة نفرتيتي والتي يعنى اسمها "الجميلة أتت" هي زوجة الملك أمنحوتب الرابع، الذي أصبح لاحقاً إخناتون (فرعون الأسرة الثامنة عشرة الشهير)، وحماة توت عنخ آمون، وكانت تعد من أقوى النساء في مصر القديمة، عاشت فترة قصيرة بعد وفاة زوجها، وساعدت توت عنخ آمون على تولى المُلك، وكانت لهذه الملكة الجميلة منزلة رفيعة أثناء حكم زوجها. تنتمى للأسرة الثامنة عشرة، وعاشت في القرن الرابع عشر قبل الميلاد، ومثلما حدث مع زوجها، فقد تم محو اسمها من السجلات التاريخية، كما تم تشويه صورها بعد وفاتها. اشتهرت نفرتيتى بالتمثال النصفى لوجهها المصور والمنحوت على قطعة من الحجر الجيرى في واحدة من أروع القطع الفنية من العصر القديم، وهو أشهر تمثال للملكة نفرتيتى. يقول أمير جمال، منسق "سرقات لا تنقطع"، إن تمثال نفرتيتي هو أحد أشهر الأعمال الأثرية المصرية القديمة، وهو تمثال نصفي مدهون من الحجر الجيري، عمره أكثر من 3300 عام، نحته الفنان المصري تحتمس، وتم تهريبه خارج البلد عند اكتشافه، ووضع التمثال في عدة مواقع في ألمانيا منذ عثر عليه، وأصبح رمزًا ثقافيًّا لبرلين وكذلك لمصر القديمة. وأضاف جمال أنه تم اكتشاف مخزن الفنان تحتمس عام 1912 في تل العمارنة بواسطة الألمانى "أن بورشارت"، وعثر على أكثر من 30 رأسًا معظمها غير مكتمل، ورأس نفرتيتى هو التمثال الوحيد المكتمل. وفور اكتشاف الألمانى تلك الآثار، قام بسرقتها بخدعة، فقد كان يدرك الأهمية الفنية والتاريخية لتمثال نفرتيتي والتماثيل الأخرى، وبمجرد اكتشافه للتمثال، قام بإخراجه من مصر عام 1913 في مخالفة لعملية اقتسام الآثار المتشابهة في ذلك الحين، حيث أعطى لمصر فقط خمس قطع، بينما أخذ الباقى، فقد كتب الألمانى مذكرة الحفائر الخاصة بالقسمة بين مصر وألمانيا في ذلك الوقت، واصفًا تمثال نفرتيتى على أنه تمثال لأميرة ملكية من الجبس، على الرغم من علمه أن التمثال للملكة نفرتيتي، مما يؤكد أنه كتب هذا الوصف لضمان حصول بلاده ألمانيا على هذا التمثال. وقال عمر الحضري، أمين عام النقابة المستقلة للعاملين بالآثار، إن هناك حالة من الغضب تجتاح العالم وليست مواقع التواصل الاجتماعي فقط بعد انتشار صورة تمثال معوق يدعى أنه للملكة نفرتيتي الجميلة، واصفاً ذلك بتشويه التاريخ. وأوضح أحمد شهاب، رئيس اتحاد آثار مصر لحماية الأثر والبشر، أن الفرق بين تمثال نفرتيتي الموجود بالمانيا والتمثال الموجود بسمالوط المنيا هو نفس الفرق بين مصر أيام الفراعنه ومصر الآن. ومن جانبها علقت سالي سليمان، المرشدة السياحية وصاحبة مدونة "البصارة"، قائلة "يعجز العقل عن الاستيعاب واللسان عن التعليق.. لله الأمر من قبل ومن بعد".