مع تواصل غارات التحالف الذي تقوده السعودية في عدوانها ضد اليمن، وبعد فشل مؤتمر جنيف في التوصل إلى حل سياسي يُنهي العدوان على اليمن، برز إلى الواجهه من جديد الحديث عن هدنة إنسانية بعد أن كانت اقترحتها الأممالمتحدة في الأول من رمضان وأفشلتها السعودية. هدنة إنسانية مرتقبة وصل المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن "إسماعيل ولد الشيخ أحمد" إلى صنعاء، في زيارة هي الثالثة له إلى البلاد منذ بدء العدوان، وذلك في مساع يبذلها لإقرار هدنة إنسانية تمتد إلى ما بعد عيد الفطر، وقالت مصادر أممية إن زيارة "ولد الشيخ أحمد"، تهدف إلى التباحث حول إقرار هدنة جديدة في ظل أوضاع إنسانية غاية في الصعوبة، حيث يقوم المبعوث الأممي بإجراء جولة بين الرياضوصنعاء لتقريب وجهات النظر بغية إقرار الهدنة، والتقى "ولد الشيخ أحمد" في مسقط بممثلين عن حركة "أنصار الله"، وناقش معهم أساسيات الهدنة وآلية توزيع المساعدات الإنسانية. قبل أيام تداولت وسائل الإعلام أنباء عن أن الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" أجرى عدة اتصالات انتهت بوعد سعودي بهدنة من طرف واحد لمدة خمسة أيام في اليمن، حيث وافق وزير الخارجية السعودي "عادل الجبير" خلال اتصال مع "كي مون" على هدنة إنسانية تعلن من طرف واحد وقد تبدأ خلال أيام، مشيرًا إلى أن وفدًا من حكومة "خالد بحاح" يلتقي مسؤولين في الأممالمتحدة في نيويورك، لبحث تطبيق القرار 2216. وقال قيادي رفيع في أنصار الله حينها، "إن الهدنة المفترضة تجري بالتنسيق مع الحركة ولكن توقيتها لم يحدد بعد"، مضيفاً "إن أنصار الله طالبوا بتثبيت هدنة إنسانية على أن تلتزم تنفيذها السعودية وتشرف عليها الأممالمتحدة". الأحزاب اليمنية ترحب أكد رئيس اللجنة الثورية العليا في اليمن "محمد علي الحوثي"، تأييده الكامل للهدنة في اليمن بما فيها وقف القتال مع القاعدة بشرط الالتزام المتبادل، ودعا "الحوثي" إلى وقف كامل للعدوان السعودي المستمر منذ نحو أربعة أشهر، موضحًا أن الموقف على الحدود البرية هو دفاعي، وقال إن جماعة "أنصار الله" يعولون على إيجاد حكومة وحدة وطنية تشارك فيها جميع الأحزاب السياسية والقوى الوطنية. المكونات السياسية اليمنية اجتمعت بالتزامن مع الحديث عن الهدنة، حيث أكدت أن أي حوارات يجب أن تقتصر على الأطراف اليمنية فقط، كما تقدم "وفد صنعاء" الذي ضمّ القوى السياسية المقيمة في اليمن بنصّ اتفاق يتضمن نقاطًا أسياسية للمبعوث الأممي، أولها "إعلان وقف إطلاق نار دائم بين الأطراف المتحاربة لبحث حل شامل، بما فيه بحث انسحاب كل تلك الأطراف من المدن الرئيسية، وآلياته بما لا يمنع من التصدي لعناصر القاعدة ومنعهم من السيطرة والانتشار، وذلك خلال فترة زمنية محددة، بما يفضي إلى إحياء العملية السياسية وفق المرجعيات المتفق عليها"، وثانيها "الإنهاء الفوري للحصار المفروض على الشعب اليمني بكافة أشكاله بما يكفل دخول كل الاحتياجات من دون قيود، وبما يسمح بإدخال الغذاء والدواء والمشتقات النفطية وغيرها". من ناحية أخرى، كشفت الأحزاب السياسية عن أن هناك حوارات جادة في الوقت الراهن للمضي حول صيغة يتم التوافق عليها من جميع القوى السياسية لملء الفراع في السلطة، وأكدت الأحزاب أن مطالبها أمام مجلس الأمن لن تتغير عما كانت قد طالبت به في مشاورات جنيف، من حيث وقف العدوان وإرساء هدنة انسانية لمعالجة الوضع الإنساني المتدهور، كما أشارت في بيان مشترك إلى موافقتها للدخول في أي مشاورات أو حوارات مقبلة، شريطة أن تكون بين المكونات السياسية دون غيرها، وأن تكون شاملة وألا تبتز في مواضيع محددة بعينها. السعودية تشترط اشترطت قيادة العدوان السعودي "عدم استغلال الجيش وأنصار الله الهدنة لتحقيق المزيد من السيطرة في المناطق الجنوبية" للقبول بالهدنة، وكشفت صحيفة سعودية عن شرط أبلغه الرئيس اليمني المستقيل "عبد ربه منصور هادي" ل"كي مون" ومبعوثه إلى اليمن، أنه لا مانع من دخول المعونات الانسانية، وأن أية هدنة يجب أن تكون ضمن المقترح الذي تقدمت به الحكومة وأن تكون ضمن اتفاق شامل لإطلاق النار في عموم جبهات القتال. تظاهرات منددة بالتخازل الأممي تزامناً مع وصول الوسيط الدولي "ولد الشيخ أحمد" نظمت تظاهرات حاشدة في العاصمة اليمنية صنعاء للاحتجاج على ما وصف بالموقف المخزي للأمم المتحدة من الوضع الإنساني في البلاد، ووجه المتظاهرون نداء للأمين العام للأمم المتحدة ومسئولي المنظمة الدولية للتحرر من الضغوط التي تفرضها عليهم دول العدوان. وجه المتظاهرون أثناء احتجاجتهم رسالة للأمم المتحدة والمجتمع الدولي، مفادها ألا يقفا موقف المتفرج، وأكدوا صمود اليمنيين رغم المعاناة التي يعيشونها، وتحت شعار "مئة يوم من الصمود"، تم الاعلان عن اتحاد الاعلاميين اليمنيين بمشاركة واسعة من الوسائل الاعلامية، حيث أكد المشاركون أن التصدي للعدوان مسئولية وطنية ومهنية. التظاهرة جاءت استجابة لدعوة اللجنة الثورية العليا في اليمن، حيث كان قد دعا رئيس اللجنة الثورية العليا في اليمن "محمد علي الحوثي"، "أحرار العالم ومنظمي تظاهرات يوم القدس إلى تجديد الوقوف إلى جانب الشعب اليمني في محنته مقابل العدوان السعودي". دعوات متكررة مصيرها الفشل الهدنة الإنسانية المرتقبة جاءت نتيجة ضغوط أممية وإقليمية حيث سبق أن دعا الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" مع بداية شهر رمضان إلى "هدنة إنسانية فورية" لمدة أسبوعين، وقال "بان كي مون" حينها أن "رمضان يبدأ بعد يومين، ويجب أن يكون فترة وئام وسلام ومصالحة"، إلا إنه لم ينجح في إقناع السعودية بها أو تطبيقها على أرض الواقع، فكرر "كي مون" دعوته من جديد مع بدء شهر يوليو الجاري، إلا أنها لم تلق ترحيب أيضًا بل لاقت مصير سابقتها في الفشل، هذا الضغط الأممي والزيارات المتكررة للمبعوث الدولي "ولد الشيخ أحمد" دفعت السعودية إلى الموافقه على الهدنة في نهاية المطاف بعد فشلها في تحقيق أهدافها.