قال إسماعيل ولد الشيخ، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، إنه التقى جماعة أنصار الله (الحوثي) في اليمن، ولديه ضمانات بأنهم سيحضرون اجتماعات جنيف لحل الأزمة اليمنية (لم يحدد موعده بعد). ويعد هذا أول إعلان رسمي من جانب الأممالمتحدة بشأن وجود معلومات تفيد بحضور الحوثيين لمؤتمر جنيف المقبل.الحوثين ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية، عن المبعوث الأممي عقب لقائه بوزير الخارجية المصري سامح شكري، اليوم الثلاثاء، في القاهرة، قوله إنه "قام بزيارة صنعاء حيث التقى بممثلين عن الحوثيين وحتى الآن لدى ضمانات على مشاركتهم فى الحوار". وأوضح المبعوث الأممي أنه يتمسك بنقطتين أساسيتين، الأولى لابد من العمل على تجديد الهدنة الإنسانية إذ أن الوضع الإنسانى لا يزال صعبا وذلك رغم أن الهدنة الإنسانية توقفت، والنقطة الآخرى العمل على عقد اجتماع جنيف الذى تدعو له جميع الأطراف اليمنية لكى يكون شاملا لكل الأطراف اليمنية. وبدا المبعوث متفائلاً حيث وصف اجتماع الرياض الأخير بأنه "هام للغاية وأن مخرجاته ستساعدنا وستكون لنا بمثابة الجسر لاجتماع جنيف". وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة الأسبوع الماضي أنه يعمل من أجل عقد مؤتمر للحوار (في دولة ثالثة غير السعودية أو اليمن) بين الأطراف اليمنية. ونفى بشدة ولد الشيخ، الذي وصل إلى القاهرة أمس الإثنين، وجود تهميش للأمم المتحدة في اجتماع الرياض، قائلاً: شاركنا فى الجلسة الافتتاحية للاجتماع، وباقى الجلسات كانت عبارة عن حديث بين اليمنيين بعضهم وبعض، مشيرا إلى أنه التقى خلال زيارته للرياض مع الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى ونائب الرئيس رئيس الوزراء خالد بن محفوظ بحاح. وحول لقائه اليوم بوزير الخارجية المصري، نقلت الوكالة عن ولد شيخ أحمد قوله إنه بالنسبة للأمم المتحدة فإن مصر تقوم بدور هام فى المنطقة والعالم العربى وبالتالى كان لابد من إجراء مشاورات مع المسئولين المصريين وذلك على ضوء مباحثاته اليوم الثلاثاء مع شكرى من أجل الاستفادة من خبرة الوزير والسفراء المعنيين . وأضاف أنه تم خلال اللقاء مع شكرى تناول مبادرة الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون لعقد حوار فى جنيف بين أطراف الأزمة اليمنية نهاية الشهر الجارى. وفي بيان للخارجية المصرية عقب اللقاء، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية بدر عبد العاطي إن المبعوث الأممي "عرض على الوزير شكري شرحا مفصلا للأوضاع الأمنية والسياسية والإنسانية في اليوم، في ضوء زيارته الاخيرة لليمن ومشاركته في مؤتمر الرياض الذي افتتحه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي". وبحسب البيان، قال المبعوث الأممي إنه كان يأمل في تمديد الهدنة الانسانية لخمسة ايام اخري غير ان حدوث انتهاكات للهدنة من جانب الطرف الاخر المناؤي للشرعية قد عرقل حدوث ذلك، فيما عقب الوزير المصري بأن "تحركات التحالف الداعم للشرعية تفتصر على التهديدات المباشرة القائمة من جانب للطرف الآخر وأنه اذا كان هناك حرص علي أرواح الشعب اليمني فيتعين على الطرف المناؤي للشرعية ان يتوقف عن أعماله الاستفزازية والعدائية". وانتهت، في الساعة الحادية عشرة بالتوقيت المحلي لليمن من مساء الأحد الماضي، الهدنة المشروطة بين قوات التحالف والحوثيين التي بدأت قبلها ب5 أيام. واختتمت اليوم في العاصمة السعودية الرياض، أعمال مؤتمر "إنقاذ اليمن وبناء الدولة الاتحادية" الذي بدأ يوم الأحد الماضي بحضور الفرقاء اليمنيين باستثناء جماعة "أنصار الله" المعروفة باسم "الحوثي". ويعد مؤتمر الرياض الذي يحتضن الفرقاء اليمنيين، باستثناء "الحوثي"، هو الأول من نوعه عقب اندلاع الحرب في اليمن إثر سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء ومفاصل الدولة بدءا من سبتمبر/أيلول الماضي، وتعوّل عليه أطراف يمنية ودولية، خاصة السعودية التي ربما تريد أن تكون مخرجاته الورقة الأساسية لمؤتمر جنيف، حسب خبراء وسياسيين يمنيين. ويسود جدل في الشارع اليمني حول اللون الواحد المشارك في المؤتمر والمؤيد في الغالب للرئيس عبدربه منصور هادي، باسثناء الحضور الجنوبي الفاعل، والذي غاب عن مؤتمر الحوار الوطني (مارس 2013 - يناير / كانون الثاني 2014). ويشهد اليمن فوضى أمنية وسياسية، بعد سيطرة جماعة "أنصار الله" (معروفة ب"الحوثي") على المحافظات الشمالية منه وفرض سلطة الأمر الواقع، مجبرة السلطات المعترف بها دوليا على الفرار لعدن، جنوبي البلاد، وممارسة السلطة لفترة وجيزة من هناك، قبل أن يزحف مقاتلو الجماعة، المحسوبون على المذهب الشيعي، باتجاه مدينة عدن وينجحون في السيطرة على أجزاء فيها من ضمنها القصر الرئاسي. ويوم 21 أبريل/ نيسان الماضي، أعلن التحالف، الذي تقوده السعودية، انتهاء عملية "عاصفة الحزم" العسكرية التي بدأها يوم 26 مارس/ آذار الماضي، وبدء عملية "إعادة الأمل" في اليوم التالي، التي قال إن من أهدافها شقًا سياسيًا يتعلق باستئناف العملية السياسية في اليمن، بجانب التصدي للتحركات والعمليات العسكرية للحوثيين وعدم تمكينها من استخدام الأسلحة من خلال غارات جوية.