كعادتها، تثير دراما رمضان الجدل وردود الأفعال المتباينة، بيان نقابة المهن التمثيلية كان مثالًا على ذلك، إذ اتهم بعض الأعمال بالوقاحة وبتقديم عري والألفاظ الخارجة غير المبررة دراميًّا، بما يفسد الذوق العام ويخلط الإبداع المتحرر في أذهان الجماهير بالإثارة الرخيصة، ودعت النقابة أعضاءها للمقاطعة وعدم التورط في إفساد الذوق العام وتشويه الخطاب الاجتماعي للشخصية المصرية. أثار البيان غضب الكثير من الفنانين والنقاد والمثقفين، وطالبت جبهة الإبداع المصرى، النقابة بالاعتذار عن البيان، رافضين أن تتحول نقابة فنية عريقة إلى محكمة تفتيش. وأضافت الجبهة أن الرقابة على المصنفات الفنية الجهة الوحيدة المنوط بها حق الرقابة، وأن الرقيب وجه في نفس التوقيت تحية إلى صُناع دراما هذا العام، وأشار في أكثر من تصريح أن ما تخلل بعضها من كلمات قد يراها البعض تجاوزًا، جاءت موظف دراميًّا، وأباح عرضها؛ لأن لها تبريرًا فنيًا إلا إذا انتزعت من سياقها. واعتبرت الجبهة، أن بيان النقابة يؤدي إلى تأليب الرأي العام ضد الفن، ويتبعه تداعيات من المتربصين بالفن، الذين سارعوا بنشره وتقديمه للمحاكم على اعتبار أنه القرينة المضمونة لمنع تداول العديد من الأعمال الفنية. في المقابل، أصر النقيب أشرف زكي، على إدانة المسلسلات والبرامج التي اعتبرها "لا تراعي أخلاقيات الشهر"، وقال: إنه لا يطالب بمنع هذه الأعمال أو وقفها، واعتبر البيان خطوة للفنانين لمواجهة أنفسهم، ودعوة لعودة الأعمال الفنية "المحترمة" إلى تجمع الأسرة المصرية حول الشاشة. وكان ملتقى السرد العربي بالقاهرة، برئاسة الناقد الدكتور حسام عقل، أصدر بيانًا مشابهًا، يدين فيه حالة التدهور التي وصلت لها الدراما الرمضانية، واعتبرها "فاقدة للقيم والوعي الأدبي والاجتماعي، وأهدرت التاريخ المصري، وأضاعت حق أستاذ الجامعة، وتضمنت تدهورًا خطيرًا في لغة التخاطب، وضعف شديد في النصوص الدرامية، فضلًا عن استمرار استدعاء تيمات العنف الدموي المقتبسة من أفلام المقاولات، دون مراعاة أنها تدخل كل بيت". ورغم أن الرقابة أجازت بالفعل الحلقات الأولى من المسلسلات، إلَّا أن بعضها تعرضت لحذف بعض المشاهد لاحقًا، وهو ما آثار استياء صانعيها. فيما رأي بعض النقاد أن بعض تلك المشاهد كان يجب حذفها بالفعل، كمشاهد الاستحمام، وطريقة تعليم أخذ حقنة الماكس من "تحت السيطرة"، فيما جاء حذف 10 دقائق من "ظرف أسود"، غير مبرر، وتصور ضابط شرطة له علاقات غير مشروعة، قال مؤلف العمل: إن الحذف أخل بالبناء الدرامي. حصار حارة اليهود.. واجه «حارة اليهود» انتقادات من كل الجهات، فبيانات السفارة الإسرائيلية التي أشادت في البداية بتقديم الحياة الاجتماعية لليهود، انقلبت إلى إدانة، ورأت فيه إساءة لليهود وعداوة للكيان. وبينما أكدت «العدل جروب» منتج العمل، على الثوابت الوطنية كعدم الاعتراف بالكيان، طالب بعدم محاكمة العمل من حلقاته الأولى. كما واجه المسلسل مستوى آخر من الانتقادات الفنية والتاريخية، تمثل في رصد ماجدة هارون، رئيسة الطائفة اليهودية في مصر، لأخطاء في تفاصيل الثقافة اليهودية في المعبد والعبادات وشكل الحياة في ذلك العصر، ورفضت الإشارة إلى أن اليهود الشيوعيين المصريين لعبوا دورًا في الدعوة للصهيونية، كما واجه انتقادات الإخوان لتقديم حسن البنا بوصفه المحرض على حرق متاجر اليهود وإجبارهم على الخروج من مصر. ثورة على مقاس «الزعيم».. مشاكل التناول والرؤية التي يحملها العمل الدرامي كانت الأكثر استفزازًا في «أستاذ ورئيس قسم» ففي غياب أعمال جادة تتناول تداعيات ثورة يناير هذا العام، تصدى الكاتب يوسف معاطي والمخرج وائل إحسان، لإعادة إنتاج "ثورة يناير تفصيل" على مقاس عادل إمام بكل مواقفه المعروفة من علاقته التاريخية مع نظام مبارك ومن صمته وتجاهله لثورة يناير، فقدموا تفاصيل ثورة منزوعة الروح لاعلاقة لها بتلك التي وثقها العالم بالميديا وشارك بها الملايين. من جانبها طالبت نقابة علماء مصر في خطاب رسمي لإدارة قناةMBC بوقف عرض المسلسل، وأدانت ظهور الدكتور فوزي جمعة الأستاذ بزراعة القاهرة، عادل إمام، في الملاهي الليلية بصحبة رفاقه وأحد تلاميذه حاملي الدكتوراه، وتقديمه ك"منحل" يهرول وراء العاهرات والراقصات ويشرب الخمور، بل ويحرض تلاميذه على هذا الفعل. كما تقدم الكاتب زكي إبراهيم السيد، ببلاغ يتهم السيناريست يوسف معاطي بسرقة قصته، التي أودعها في دار الكتب والوثائق القومية قبل فترة. غموض «العهد» واتهامات بالسرقة نجاح مسلسل "العهد" في عناصر فنية مختلفة لم يغفر له إفراطه في الغموض الذي صدم الجمهور الذي انتظر الثنائي، الكاتب محمد أمين راضي والمخرج خالد مرعي، بعد أعمال مشتركة متميزة ونجاح "السبع وصايا" العام الماضي، فيما أفرط المسلسل الجديد في الغرائبية والغموض وسط اتهامات طالته بالسرقة من المسلسل الأجنبي الشهير "لعبة العروش" وسرقة فكرة التتر من "ماركو بوللو". التناغم.. «تحت السيطرة» اتاحت سيكودراما مسلسل "تحت السيطرة" مباراة تمثيلية بين نجومه، فأكدت نيللي كريم، تربعها على عرش التمثيل النسائي، ونافس أحمد وفيق نفسه في مستوى رائع من الأداء الشفاف، وحقق العمل في كافة عناصره الفنية إتقانًا يليق بفريق عمل يضم الكاتبة مريم نعوم والمخرج تامر محسن والموسيقي تامر كروان، وتناغما بين حساسية وتفوق الأداء وحركة الكاميرا المتوترة، والإضاءة، والموسيقى التصويرية. ركز العمل علي تناول نفسي لحالة المدمنين كمشكلة إنسانية وليس عبر إدانة أخلاقية، مما جعله ينطلق إلى تداعيات وتأملات في التفاصيل المركبة للضعف الإنساني ولأبعاد أعمق لمفهوم الإدمان، وفتح صفحة جديدة في التناول الدرامي لأزمة نتهرب منها، وهو ما أشار له بشكل ناعم في التتر بالنعامة التي تدفن رأسها في الرمل، وهي وفق خبراء وجود 5 ملايين مدمن، يتسببون في مشاكل اقتصادية واجتماعية وخسائر مالية فادحة، بتعطل أعمالهم، وما ينجم عن إدمانهم من جرائم قتل وسرقة واغتصاب وحوادث طرق.