يرفع دائمًا شعار "إن خلص الفول أنا مش مسئول"، ويزين عربيته بقماش الخيامية الرمضاني، ليضع عليها "قدرة الفول"، ويبيع الصحن الأساسي لوجبة السحور للمصريين، إنه بائع الفول. يرجع تدميس الفول إلى مصر القديمة، فقد اعتاد المصريون عمل الفول في قدر كبيرة، بدأ بالفخار ثم النحاس وأخيراً الألومنيوم. تروى حكاية قديمة أن رجلا يونانيا يدعى "ديموس"، كان يعيش فى مصر قديما، فى وقت لم يكن هناك حمامات بالمنازل، بل كانت عمومية، وكل حمام يوجد خلفه مستودع للقمامة يتم حرقها؛ حتى تعمل حرارة النار على تسخين مياه الحمام. و"ديموس" كان يمتلك أحد الحمامات، وفي يوم ما خالت له فكرة "أن يدس قدرة الفول بالقمامة المشتعلة؛ حتى تنضج جيداً، وفعلاً كانت النتيجة مذهلة، وأصبحت تجربة "ديموس" في صنع الفول الأشهر على الإطلاق. وبدأ بيع الفول للمصريين بشكل يومي في رمضان، وأقنعهم بأن تلك وجبة جديدة تساعد على التخلص من الجوع بشكل كامل، ومنذ ذلك الحين حتى الآن، اعتمد المصريون على الفول كوجبه أساسية في السحور الرمضاني والحياة العادية. وحين توفى "ديموس" بدأ ابنه "زكريا" في بيع الفول وإقناع المصريين به، فكان يجول في الشوارع بعربية الفول، ويقنع الناس أنه غني بالبروتينات والدهنيات والفيتامينات والمعادن، كما أنه يستخدم كعلاج في اليونان للوقاية من الإمساك والبواسير. وبدأت الفكرة تنتشر، وصمم المصريون عربة على غرار عربة زكريا بن ديموس ويجلون بها في الشوارع، ومرت السنوات حتى جاءت الدولة العباسية مصر، فجعل الحاكم بأمر الله، من الفول وجبة أساسية في الإفطار اليومي والسحور في رمضان، فكان يدعو كل المتواجدين بالقصر الملكي، ويقول لهم "لقمة هنية.. تكفي مية". وكان يعطي بائع الفول الذي يجول مصر بعربيته، مقدار من الذهب بشكل سنوي تعويضًا عن تعبه في تدميس الفول والسير في الشوارع، ومنذ ذلك الحين ومهنة بائع الفول وأكله الفول المدمس لم تختف حتى وقتنا الحالي.