لاحت فى الأفق خلال الفترة الأخيرة أزمة بين وزارة الأوقاف والنقابة العامة للأئمة والدعاة، تبادل خلالها الطرفان الاتهامات، اجتمع على إثرها قيادات النقابة العامة برئاسة الشيخ محمد عثمان البسطويسى، ورئيس الاتحاد الإقليمى لنقابات الدلتا، محمد أحمد سالم، بمقر منظمة العمل الدولية بالقاهرة وبحضور مسئول الأنشطة العمالية بالمنظمة. ناقش الاجتماع جميع التدخلات التي مارسها وزير الأوقاف وقيادات الوزارة ضد النقابة العامة والإجراءات التعسفية التي اتخذتها الوزارة وانتهت بإصدار خطاب من وزارة الأوقاف إلى مديرياتها بعدم التعامل مع نقيب الأئمة وإيقاف خصم اشتراكات النقابة واتهام النقابة بأنها غير قانونية كونها لا تتبع الاتحاد العام للنقابات. وتناول اللقاء جميع محاولات الاستقطاب التي تقوم بها قيادات وزارة الأوقاف حيال بعض النقابات الفرعية؛ لإحداث حالة من الفتنة بين الأئمة وشق الصف النقابي، بالإضافة إلى استعراض الأسباب الحقيقية التي دفعت النقابة للذهاب إلى وزارة المالية بعد مرور 14 شهرا من عدم قيام وزارة الأوقاف بموافاتها بالبيانات المطلوبة للمالية للنظر في تحسين أجور الأئمة والدعاة . وكذلك موقف النقابة وما تعرضت له من ضغوط عند تنفيذها لورش العمل الخاصة بتدريب الأئمة والدعاة على آليات تجديد الخطاب الديني بمساعدة أساتذة كلية الشريعة والقانون وتوقف تلك الورش بعدما تلقى أحد الأساتذة اتصال تليفوني أثناء ورشة العمل الرابعة بطنطا من أحد قيادات وزارة الأوقاف. من جانبهما، طالب "البسطويسى وسالم" مسئولي منظمة العمل الدولية بتوضيح جميع معايير الحريات النقابية التي توجب على الحكومات والأجهزة التنفيذية عدم التدخل فى الشأن النقابي. وقال رئيس الاتحاد الإقليمى لنقابات الدلتا، إن فشل قيادات وزارة الأوقاف في تلبية دعوة رئيس الجمهورية لتجديد الخطاب الديني وعدم وجود رؤية ومنهج لذلك، ليس له علاقة بالأئمة والدعاة ولا بخطابهم الديني الموجه للمواطن المصري في القرى والنجوع، مضيفا: "تحريض قيادات وزارة الأوقاف ضد النقابة العامة للائمة والدعاة منذ أن بدأت ورشة العمل الأولى وحتى الرابعة، بمعاونة أستاذة الشريعة والقانون والالتقاء بالأئمة والدعاة من خلال تلك الورش والتعرف على رؤيتهم ومطالبهم، أمر يحمد للنقابة وليس سببا للادعاءات الكاذبة التي يروجها القيادات". وأوضح "سالم" أن كل الادعاءات التي ساقتها بيانات الوزارة حول النقابة، تعكس الحالة التي وصل إليها المعنيين بأمر الأوقاف وانزعاجهم من أداء النقابة في أوساط الائمة والدعاة مناشدا رئيس مجلس الوزراء بوقف تدخلات وزارة الأوقاف في شأن النقابة قبل تدهور الأمور، كما طالب مؤسسة الرئاسة بتبنى مبادرة النقابة العامة للائمة والدعاة بشأن مواصلة ورش العمل التي تقوم بها وسط جموع الائمة والدعا. كما طالب وزيرة القوى العاملة بالتدخل لدى وزير الأوقاف وتوضيح أن النقابات التي لا تتبع الاتحاد العام وتتبع اتحادات أخرى، لا يستطيع أحد أن ينازعها في شرعيتها ولا وجودها على أرض الواقع.