في الوقت الذي تضرب فيه المقاومة اللبنانية والجيش السوري بيد من حديد على المسلحين في منطقة القلمون الحدودية بين سوريا ولبنان، لم يتوان الجيش السوري في مواجهة التنظيمات الإرهابية، حيث تتوالي انتصاراته العسكرية وعملياته النوعية. تتواصل عمليات الجيش السوري في مدينة تدمر، حيث سيطر الجيش السوري على برج الإذاعة والتلال المطلة على مدينة تدمر والتلال الأثرية والمدخل الغربي للمدينة بعد القضاء على العشرات من مسلحي "داعش"، فيما قضى سلاح الجو السوري على العديد من ارهابيي الجماعة بضربات مركزة استهدفت تجمعاتهم في محيط حقل الهيل وسد الأبيض وغربي المحطة الثالثة لنقل النفط في ريف تدمر، كما تمكن الجيش السوري من تحرير تلال استراتيجية من قبضة جماعة "داعش" الإرهابية في محيط مدينة "تدمر"، ليتمكن بذلك من إبعاد خطر "داعش" عن المدينة. أكد محافظ حمص "طلال البرازي"، أن الجيش السوري خاض معارك عنيفة مع الإرهابيين في مناطق العامرية والمدينة الأثرية والمزارع، حيث سقط أكثر من مائة وثلاثين قتيلا في صفوف داعش، وأكد "مدينة تدمر بخير، الجهة الشمالية الغربية التي إقترب منها "داعش" يتم تطهيرها الآن بشكل كامل، والجيش السوري أرسل تعزيزات إلى تدمر"، مشيرًا إلى أن "هذه التعزيزات تعمل على مطاردة فلول داعش سواء في المنطقة الشمالية أو المنطقة الغربية"، وأضاف أنه "خلال الأيام القليلة القادمة ستكون فلول داعش خارج المنطقة وسيستكمل الجيش السوري زحفه باتجاه محور تدمر السخنة". وأكد مصدر عسكري مشارك في عمليات تدمر، أن قوات الجيش السوري ما تزال تمنع تسلل الإرهابيين إلى مدينة تدمر وتلاحقهم وتقوم بتدمير عتادهم، كما أشار إلى أن الجيش السوري قام بإزالة كافة المفخخات التي زرعتها الجماعات المسلحة في طريق الجيش السوري. مدينة "تدمر" الأثرية ذات أهمية تاريخية كبيرة، تقع في وسط سوريا تتبع لمحافظة "حمص"، تبعد المدينة 215 كيلومتر عن مدينة دمشق إلى الشمال الشرقي منها، وتقع على بعد 150 إلى الجنوب الغربي من نهر الفرات، و160 كيلومتر شرق مدينة حمص، ومعروفة الآن ب"عروس الصحراء"، والغنية بأثارها التاريخية المصنفة ضمن التراث العالمي، لا تقتصر أهميتها على الحضارة التاريخية الشاهدة عليها هذه المدينة، بل تشكل أيضا أهمية عسكرية استراتيجية جعلتها هدفا مهمًا ل"داعش". استعادة القوات السورية سيطرتها على المدينة قطع الطريق أمام تحقيق داعش هدفا استراتيجيًا بالنسبة لها، تبدأ ملامحه العامة بتشكيل طوق على الحدود الشمالية إلى الداخل العراقي عبر الأنبار باتجاه الوسط السوري، كما أن استعادتها فور سيطرة "داعش" عليها انقذ المدينة التاريخية من مجزرة بحق التراث والفن اعتاد "داعش" عليها، وهو ما رفع منسوب القلق من تكرار سيناريو الموصل والنمرود فيها، حيث كانت قلاعها التي تروي عشرات القرون من التاريخ قاب قوسين أو أدنى من مصير مثيلاتها في العراق.