حمزة: الأمة العربية فى نكبة وعار منذ هزيمتنا من عصابات سنة 1948 سليمان: لو لم تفشل القيادات العربية ما كان لإسرائيل كيان سيف الدولة: بعض العرب باركوا قتل أطفال «غزة» على يد إسرائيل «لم يمت حنظلة».. فنان الكاريكاتير الشهيد ناجى العلى، ظهر حنظلة فى كل أعمال الكاريكاتير بظهره، رافضاً أن يلقى بوجهه لرؤية حال العرب، والقدس الشريف لا يزال مغتصبا تدنسه الميليشيات الإسرائيلية. لا تزال أرض «فلسطين» شاهدة على أفراحهم وأحزانهم، زرعوا وكدوا وقطفوا الزيتون المبعثر على التلال المحيطة بالقدس، وحصدوا القمح فى الجليل وقطفوا البرتقال والموز والبطيخ فى يافا وحيفا وشباك صيدهم فى كل ساحل فلسطينى، وحملوا إلى أولادهم قوت يومهم، وحملت الصبايا جرار المياه للرجال لينحتوا بأيدهم حجارة البيوت التى ستبنى وتعمر، إنها قصة شعب عاش هناك قبل قرون خلت حتى جاءت جماعات المهجرين لتشكل كيانا مشوها استبدل شعبها بآخر. تجمع قلة من اليهود المضطهدين والمنبوذين من كل أنحاء العالم؛ لتأسيس دولة لهم واختاروا مسرى الأنبياء، ونقطة ارتكاز المحيط العربى الإسلامى «أرض فلسطين» والتى أسموها بحسب معتقداتهم «أرض الميعاد» من النيل إلى الفرات، ومن هنا أوجدوا كيانهم. ذكر تقرير جهاز الإحصاء الفلسطينى فى ذكرى النكبة عام 67، أن نسبة اللاجئين الفلسطينيين بلغت 43.1% من مجمل السكان المقيمين حتى نهاية العام 2014، وأنها تقديرات تمثل الحد الأدنى لعدد اللاجئين الفلسطينيين باعتبار وجود لاجئين غير مسجلين. كما قدر التقرير عدد السكان الفلسطينيين الذين لم يغادروا وطنهم عام 1948 بحوالي 154 ألف فلسطيني، في حين يقدر عددهم في ذكرى نكبة 67 حوالي 1.5 مليون نسمة نهاية عام 2014. يقول المهندس ممدوح حمزة، الناشط السياسى، إن الأمة العربية تعيش فى نكبة وعار منذ هزيمتهنا من مجموعة عصابات سنة 1948، ولكن المستجد فى شأن القضية الفلسطينية، تحالف الدول العربية مع العدو الصهيونى، متابعا: "حكمنا هدفهم ضربنا فى مقتل من أجل بقاء أمن إسرائيل". وأضاف "حمزة" أن أمريكا منذ عام 1948، تسعى لتعزيز التحالف مع إسرائيل وترسيخه فى مختلف الميادين السياسية والاقتصادية والثقافية والدبلوماسية، موضحًا أن أمريكا تسيطر على الاقتصاد العالمى والتكنولوجيا الحديثة، وتساعد إسرائيل بمختلف أنواع التكنولوجيا التى يصعب التصدى لها إلا بتوحد الدول العربية والتعافى الذاتى من الاقتصاد الأمريكى. من جانبه، قال سرحان سليمان، الخبير الاقتصادى: "في ذكرى النكبة، يجب أن نستفيد من دروس الشقاق، سواء بالأمس أو اليوم، ويجب استدعاء الوقائع التاريخية، بتفاصيلها؛ من أجل إرساء ثقافة التاريخ لتكمن العبر، وتستفاد الدروس" مضيفا: "الغزاة الصهاينة لم ينتصروا بقوتهم فقط، بل بضعفنا، وبؤس بنيتنا السياسية والنكبويين الفلسطينيين والعرب، الذين حرموا الشعب الفلسطيني من العون الذى لو حصل عليه بجزء ضئيل من مقدرات الأمة، عدة ووعتاد، لكان أكثر من كاف لمنع النكبة". وتابع: النكبويون الفلسطينيون استعملوا مفاعيل الشقاق وأشكال من الخيانات والتباطؤ، فمنحوا اليهود الهدنة الأولى من الأسبوع الأخير للشهر نفسه 15 مايو 1948 "حسب مذكرات اليهود"، ولو لم تفشل القيادات على أرض الواقع وتزداد الخصومات بدلا من التنسيق والتعاون، ما كان لإسرائيل أن تستمر. وأشار "سرحان" إلى فشل محاولة القائد العسكرى في لواء القدس "عبد القادر الحسينى" فى تشكيل قوة منسجمة؛ بسبب غياب المجتمع السياسى المنسجم، فلم يستطع أن يشكل سوى 5 آلاف مقاتل، في الوقت الذى استطاع اليهود تشكيل 35 ألف مقاتل، مؤكدا أن الجيوش العربية كانت متأثرة بالانشقاقات، فخذلت شعوبها وتركت فلسطين تعانى. وفى نفس السياق، قال محمد عصمت سيف الدولة، المتخصص في الشأن القومي العربي ورئيس حركة ثوار ضد الصهيونية، إن الأنظمة العربية تتجنب الإشارة إلي المذابح التي ارتكبها الكيان الصهيوني منذ احتلاله دولة فلسطين العربية وحتي الآن؛ في محاولة لإرضاء أمريكا الراعي الرسمي لبقاء واستمرار ذلك الكيان والمسيطر علي الأنظمة الحاكمة في الدول العربية. ويضيف "سيف الدولة" أن الكيان الصهيونى ارتكب مذبحة قرية «سعسع» في فبراير 1948 بتدمير ما يزيد على 20 منزلاً فوق رؤوس الأهالى، مما أسفر عن مقتل 60 شخصا معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى مذبحة «رجوفوت» فى نفس الشهر، والتى أسفرت عن استشهاد 27 وإصابة 36، متابعا أن المجازر كانت بداية تغلغل العدو الصهيوني فى الدولة الفلسطينية، وبداية مرحلة جس نبض الدول العربية في التعامل مع وجوده علي أرض الواقع. واستطرد: التعتيم الإعلامي بشأن القضية الفلسطينية مستمر منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد حتي الآن، والدليل ما حدث أثناء القصف الصهيوني لقطاع غزة العام الماضي حينما هلل البعض وبارك العدوان، بل وصل الأمر إلي تهنئة الكيان الصهيوني بقتله للأطفال والنساء والشيوخ، لافتاً إلي أن التواطؤ أصبح بصورة رسمية مع العدو عن طريق التنسيق الأمني والتعاون الاقتصادي، بالإضافة إلي شيطنة الفصائل الفلسطينية ومحاولة إظهار الكيان الصهيوني في إطار الصديق. وأكد أن ما تفعله الأنظمة العربية الحالية أبشع من المذابح التي ارتكبها الكيان الصهيونى علي مدي تاريخه، مضيفا: "عندما تنظر للأمر من زاوية أنه عدو ويحارب من أجل بقائه، فهو يتعامل لمصلحة الكيان وشعبه، بينما الأنظمة العربية تقتل شعوبها من أجل بقائها واستمرارها في الحكم، فمنذ ثورة 2011 وحتي الآن سقط أكثر من 5000 شهيد مصري علي أيدي النظام المصري من مجلس عسكري ونظام الإخوان والنظام الحالي برئاسة السيسي، ولم يحاسب أحد من المسئولين علي ذلك، لذا فبأي منطق نحاسب الكيان الصهيوني علي ارتكابه المذابح بحق الفلسطينيين في حين أن أنظمتنا تقتلنا وتقوم مع شعوبها بأبشع مما يفعله العدو". ويشدد الباحث في الشأن العربي، أن الأنظمة تدعي في قيامها بقتل شعبها بأنها تحمي الأمن القومي للبلاد، ما جعل "نتنياهو" رئيس وزراء العدو، يصرح في أكثر من مناسبة بأن هناك مصالح استراتيجية تجمع دولته بالعديد من الأنظمة العربية وأهمهم بالطبع مصر والسعودية، في مواجهة أهم الأخطار التي تحدق بوجود الكيان وهو الإسلام الراديكالي، موضحاً أن النظام الحاكم في الدولتين ينحاز لحماية أمن إسرائيل علي حساب شعوبهم من أجل نيل رضاء أمريكا المهيمنة علي المنطقة. ويؤكد رئيس حركة ثوار ضد الصهيونية أنه بالرغم من بقاء الكيان الصهيوني بالمنطقة واستمراره علي حساب جثث ودماء الشهداء الفلسطينيين، إلا أنه يحترم شعبه ويحميه من جميع الأخطار، فلم نجد في يوم ما حادثة عربة ترحيلات سجن أبو زعبل بإسرائيل أو فض اعتصام كرابعة والنهضة، وإسقاط ذلك الكم الهائل من القتلى والجرحى لمجرد الاختلاف السياسي والفكري، لافتاً إلي أن الحركات المناصرة للقضية الفلسطينية تعاني الأمرين حالياً من ردود أفعال الشباب الذين يؤكدون أن الأنظمة العربية أيديها ملطخة بالدماء أكثر من الكيان الصهيوني، لكن لا يجب أن يشغلنا ذلك عن الصراع الأزلي والعدو الحقيقي للعرب. ويقول محمود عزت، عضو المكتب السياسي لحركة الاشتراكيين الثوريين، إنه بعد مرور أكثر من نصف قرن علي نكبة 48، أثبتت الأحداث المتتالية من مذابح للكيان الصهيوني، بالإضافة إلي اتفاقيات مشاريع السلام الوهمية، عمالة الأنظمة العربية وسعيها لحماية مصالح الكيان الصهيوني، وبالتالي تنفيذ الرغبات الأمريكية وخدمة مشروعها للهيمنة علي المنطقة بأكملها. وأردف: مذبحتي كفر حسينية وبنياميناه، التى وقعتا في مارس من عام النكبة وأسفرتا عن سقوط أكثر من 90 شهيداً وإصابة 100، كانتا بمثابة الحافز لتحريك مشاعر العروبة داخل الشعوب العربية للضغط علي أنظمتها الحاكمة كي تقف فى وجه العدوان الصهيوني علي الأراضي الفلسطينية، وهو ما حدث فى حرب 48 التي كان من المفترض أن نقضي بها علي وجود ذلك الكيان، لكن لأسباب الجميع يعلمها خسرنا الحرب، وأصبح العدو جاثما فوق صدورنا من حينها. وتابع: سعت الأنظمة العربية إلي إخماد حركات المقاومة الشعبية الفلسطينية الحقيقية التي كانت تقف فى وجه العدوان الصهيوني عن طريق تكوين حركات أخري من رجال الأعمال الفلسطينيين المتربحين من التواجد الصهيوني علي الأراضى الفلسطينية كمنظمة التحرير الفلسطينية بمباركة أمريكية، لافتاً الي أن دور الأنظمة العربية في تلك النقطة يتلخص في شيطنة كل ما هو فلسطيني عدا تلك الفصائل الخاضعة لأمريكا والأنظمة العربية، موضحا أن الإعلام وأجهزة الدولة يقفوا في وجه المقاومة الفلسطينية لتعزيز موقف النظام الحاكم من تقربه للكيان الصهيوني؛ من أجل الحصول علي منح ومعونات الراعية الأولي أمريكا. والجدير بالذكر، أن اليهود تجمعوا فى فلسطين على غرار التجربة الأمريكية مع الهنود الحمر، والتجربة البريطانية فى إفريقيا والهند، هكذا أوجدت إسرائيل نفسها عبر منهج تدريجى تصاعدى فى التهام الأراضى الفلسطينية فيما يسمى ب"سياسة النفس الطويل"، فهى قائمة على فكرة جمع المستعمرات الصغيرة لخلق كيان عظيم، ولكنه غير متجانس ومشوه، ومهما طال العمر ومرت السنين سينهار، لأن كل دول العالم تتألف من مدن وقرى، إلا الكيان الصهيونى كالزرع الشيطانى فى أرض خصبة لم ولن يدوم، وتل أبيب ستنهار على يد المستوطنين المهجرين غير المتجانسين، فيما تظل المقاومة الفلسطيني شعلة الحماس والنضال والنبض العربي الحقيقي.