جان جاكوب سلوروف، الكاتب المولود في شمال هولندا، والمتوفى عام 1936، تلقى تعليمه كطبيب وعاش حياة ترحال قصيرة ومكثفة، كما عمل طبيبًا على متن السفن التي تسافر إلى أوروبا أولاً، ثم مدن الشرق الأقصى والصين، الأمر الذي انعكس على ثقافته بشكل عام، وبات جليًا وبارزًا في كتاباته الروائية. دار آفاق للنشر والتوزيع، قدمت مؤخرًا، الترجمة العربية لرواية «المملكة المحرمة»، رواية جاكوب الشهيرة، التي تحكي قصة مغامرة متعددة الطبقات، تتحرّك فيما بين الشرق والغرب وعبر العصور، كما تجمع فيما يبدو بين حياتين غير متصلتين، الأولى لمشغّل اللاسلكي في القرن العشرين، والثانية لحياة لويس كاموس شاعر القرن السادس عشر المنفي، إذ يقوم كلٌ منهما برحلته الخاصة الخطرة إلى "ماكاو" الموقع التجاري البرتغالي. خلال الرواية، يستدرج الروائي الهولندي "جان جاكوب سولوروف" فيها القارئ إلى عالمٍ من التغريب والخيانة، حيث يختلط الماضي بالحاضر في احتمالية لا يفارقها الموت أبدًا. ترجم الرواية إلى العربية المترجم مصطفى محمود، الذي سبق أن قدّم لنا روايتي (الطيور) و(قصر الجليد) ل تارجي فيساس، ضمن مطبوعات إصدار دار آفاق أيضًا. من أجواء الرواية: "إذا استطاع المرء أن يستحضر الموت بسهولةٍ مثل الحب بالتفكير به، إذن سيذهب الكثيرون كل ليلةٍ إلى الفراش ولن ينهضوا أبدًا منه، لكن الجسد قويٌ جدًا: عند أخف حركة، الإمساك ببندقية، صب بضعة قطرات في كوب، فهو يتمرد ويؤكد خموله واتصاله بالأرض، وربما الأهم من ذلك كله حينما يمرض مرضًا خطيرًا، ولحسن الحظ، تستطيع الروح أن تفصل نفسها إن لم يكن فورًا إلى الأبد، وتستطيع أن تعبر نهر النسيان تترك المعاناة خلفها على الشاطئ القريب وبمجرد عودتها مع الجسد لا يمكنها أن تتعرف على ما قاسته معه في سجنه. حينما يكون شخصٌ قد عبر المحيط لتوّه على وجه الخصوص، لا يرى ولا يشم شيئًا إلا الماء والسماء وجذور الشجر، ويهيم حائرًا في عاصفةٍ لثلاثة أيام، ويقضي أسابيع من الجوع والتجوال، ربما يكون هناك فيما بين النباتات التي تنمو في كل مكان حوالي عشرة أنواع سامّة قاتلة، أنا لم ألتقطها".