أعدت كل من "منظمة الصحة العالمية – منظمة الأغذية والزراعة "فاو" – منظمة صحة الحيوان العالمية "CDC" هيئة الأوبئة الأمريكية - معامل نمرو التابعة للبحرية الأمريكية" تقريرًا مفصلاً عن الحالة الوبائية لفيروس إنفلونزا الطيور فى مصر وأسباب توطنه، بما يمثل خطرًا كبيرًا على العالم. وانتقد التقرير عدم التحرك السريع لحل مشاكل مزارع الدواجن غير المرخصة حتى تصبح تحت دائرة الضوء، بخلاف أن العضوية بالاتحاد العام لمنتجى الدواجن اقتصرت على كبار المربين والمزارع المرخصة، والتى لا يتجاوز عددها 23 ألف مزرعة، بينما ترك نحو 70 ألف مزرعة غير مرخصة بلا أدنى توجيه أو رعاية. وكشف التقرير عن كارثة عدم تفعيل الخطط التى أشرفت عليها الجهات الدولية لمساعدة مصر فى مواجهة تفشى المرض وصولاً إلى مرحلة السيطرة الكاملة عليه فى غضون 8 سنوات فقط، والتي كان يفترض أن تنتهى عام 2014، إلى جانب فشل أجهزة الهيئة العامة للخدمات البيطرية التابعة لوزارة الزراعة فى إجراء المسح الميدانى الدقيق والحقيقى للأمراض على مستوى الجمهورية وغياب سياسات التعويض الفورية بالقطاع الريفى والمنزلى، خاصة مع ثبوت إصابة 80 % من قطعان التربية المنزلية بإنفلونزا الطيور، وهو ما كان يحتم التخلص الفورى منها حتى تتطابق الإجراءات المصرية مع اشتراطات منظمة صحة الحيوان العالمية "OIE". وتمثل أخطر ما رصده فريق الخبراء فى فشل الأجهزة الحكومية فى توعية المواطن المصرى بخطورة المرض لحمايته، وهو ما تسبب فى ارتفاع نسبة الوفيات فى مصر إلى 37% من المصابين، وذلك لغياب التنسيق بصورة كاملة بين الأجهزة الحكومية بأجهزة وزارات الزراعة والتنمية المحلية والصحة، بل بين أجهزة كل وزارة على حدة. ومن جانبه قال الدكتور عبد العزيز السيد رئيس شعبة الثروة الداجنة بالغرف التجارية إن هناك تقصيرًا من جانب الاتحاد العام لمنتجى الدواجن تجاه منظومة الثروة الداجنة، ولم تقدم أي تطور من شأنه تطوير الصناعة، واقتصر دورها على تقديم خدماتها للارتقاء بعمل شركتين خاصتين فقط، بجانب عدم مثولها للدعوات التي وجهتها لها الغرف التجارية للمشاركة في وضع الخطط التي من شأنها وضع حلول فعلية للمربين والمتمثلة في توفير الأعلاف بالنوع والسعر المناسب وتقديم التحصينات الدورية اللازمة للحفاظ على الطيور الداجنة من الأمراض الموسمية التي أصبحت مستوطنة؛ لعدم تكاتف كل الجهات المعنية لمواجهة تلك الأمراض والحيلولة دون إصابة مزارع بأكملها بإنفلونزا الطيور، والتي اعتبرت مرضًا مستوطنًا من عام 2006. وقال السيد إن هناك مهام منوطة بالغرف التجارية؛ لأنها الكيان الاقتصادي الممثل لصناعة الدواجن، كإحلال وتجديد المزراع في الوادي الضيق ونقلها إلى الظهير الصحراوي للمحافظات، لافتًا إلى أنه يجب على الدولة صرف التعويضات الفورية للمتضررين من إنفلونزا الطيور وبالقيمة السوقية الفعلية للطيور النافقة، كما يحدث في باقي بلدان العالم، مشيرًا إلى أن هناك كارثة ألمت بالمتضررين من إنفلونزا الطيور عام 2006، والذين قاموا بصرف تعويضات لا تتعدى 50 % من قيمة خسائرهم، إلا أنهم فوجئوا برفع قضايا عليهم من بنك التنمية والائتمان الزراعي لاسترداد قيمة تلك التعويضات، الأمر الذي أدى إلى فقد الثقة بين المربي والحكومة. وأوضح رئيس شعبة الثروة الداجنة بالغرف التجارية أنه كان هناك بالفعل مشاكل كثيرة تواجه صناعة الدواجن عام 2006، إلا أن الهيئة العامة للخدمات البيطرية تحركت على مستوى محافظات الجمهورية لمواجهة خطر إنفلونزا الطيور، إلا أن سلوكيات الأفراد وقلة الإمكانيات المادية المتاحة وقفت عائقًا أمام تنفيذ المهام البيطرية على أكمل وجه، وحدث خلل في أدائها بلغ 40%، بجانب عدم توافر أطباء بيطريين على مستوى المحافظات؛ لأن العائد لهم غير مُجدٍ، بالإضافة إلى عدم الالتزام بالأمان الحيوي أو وجود بعد وقائي بين المزارع وبعضها، وكل هذه العوائق من شأنها أن تهدد استثمارات تقدر ب 40 مليار جنيه في صناعة الدواجن، وتؤؤل بها إلى الانهيار. وقالت الدكتورة سهير عبد القادر رئيس الإدارة المركزية للطب الوقائي بالهيئة العامة للخدمات البيطرية إن الهيئة متمثلة في فرق التقصى النشط "الكاهو" تتتبع المرض بشكل يومى بجميع المحافظات، مناشدة المواطنين والمربين الإبلاغ عن أى اشتباه بالإصابة، وتمكنت تلك الفرق من اكتشاف 253 بؤرة مصابة بالمرض فى مناطق التربية المنزلية، بينما سجلت 34 بؤرة بمزارع تربية الدواجن، وبؤرة واحدة فى الأسواق، مشيرة إلى أن الموقف الوبائى لحالات فيروس إنفلونزا الطيور "H9N2″ سجل 154 بؤرة إيجابية فى 16 محافظة، منها 120 بؤرة فى مزارع تربية الدواجن، و33 بؤرة فى التربية المنزلية، مؤكدة أن انتشار المرض يأتي نتيجة عدم استجابة المربين للتعليمات الإرشادية الخاصة بأسس التربية السليمة للحفاظ على الطيور وعلى صحة الإنسان، حيث زادت حالات الإصابة بالمرض خلال العام الجاري بنسبة تفوق الأعوام الماضية، وبلغت 36 مصابًا؛ نتيجة عدم اتباع التبليغ الفوري عقب ظهور أية حالة مرضية بين الطيور.