واقعة جديدة من المعاناة يعيشها المزارعون بمركز "كفر سعد"، بالتزامن مع بداية موسم زراعة القطن، المحصول الأكثر أهمية لدى الشريحة العظمى من المزارعين بدمياط، خاصة بمركز "كفر سعد"؛ بسبب إعلان الدولة متمثلة في وزارة الزراعة رفع الدعم عن زراعة القطن وعدم مسئوليتها عن زراعته أو تسويقه. 3800 فدان كانت تزرع بالقطن جيزة 75 والذي يتميز به مزارعو دمياط عن الكثير من مناطق زراعة القطن في الدولة، يعيش أصحابها الآن مأساة حقيقة؛ بسبب اضطرارهم لزراعة القطن مع تحملهم لتكلفته، بداية من شراء التقاوي من السوق السوداء، مرورًا بالسماد وما يحتاجه المزارع طوال العام، لتستمر مأساة المزارع في تسويق محصوله، كما حدث في العام الماضي، حيث تخلت الدولة عن المزارعين، وتركتهم لتجار السوق الذين أجبروا المزارعين على بيع القطن بأقل من التكلفة التى تكلفوها طوال العام. يقول عيسى عبد الفتاح عمار، مزارع من الوسطاني مركز كفر سعد: "في هذا الوقت من كل عام نجهز الأرض التي ستزرع قطنًا، ونحصل على التقاوي من الجمعية الزراعية، وأيضًا كان لكل فدان حصة من السماد اليوريا والسوبر والنترات بأسعار مدعومة، وندفع ثمنها فى نهاية العام بعد جني المحصول وبيعه؛ ولأن القطن محصول مهم عند الكثير من الفلاحين لاعتمادهم على سعره في قضاء العديد من حوائجهم، لكن بعد اللي حصل السنة اللي فاتت وزارة الزراعة سابت لنا القطن، لدرجة إن الناس اضطرت تحرقه في الأرض؛ لأنها مش قادرة تصرف على جَنْيه، وفي الآخر بعناه لتجار بأقل من تكلفة زراعته، والوحيد اللي كسب منه التاجر، ومع ذلك الوزارة بتقول ما لناش دعوة بزراعة القطن. اللي عاوز يزرع يتحمل تكاليفه، وما يطلبش مننا نشتريه أو نسوقه. طيب نعمل إيه؟ ولا نزرع إيه في موسم الصيف؟ الأرض في حوض "كفر سعد" كلها دائمًا تزرع في الصيف قطن ورز فقط، وهنزرع رز كل سنة، مش عارفين نعمل إيه؟ حالنا وقف وما حدش بياخد قرار لصالح الفلاح أبدًا". وأضاف عبد الغني، السيد ضبش، مزارع: "لو أنا كلفت زراعة القطن من جيبي أجيب منين فلوس للتقاوي والسماد اللي تمن الشيكارة 300 جنيه في السوق السوداء؟ إحنا ما لناش دخل يومي، رزقنا بييجي نهاية كل موسم، وكانت الجمعية بتدينا التقاوي والسماد وتساعدنا في المقاومة، ولما المحصول يطلع بندفع التكلفة للدولة. النهارده بيقول لك ما فيش تقاوي ولا سماد ولا لنا دعوة بحاجة. اللى عاوز يزرع يزرع بس على حسابه ويتصرف. طيب نتصرف منين؟ ونكلف على الأرض منين؟ وحتى لو فعلنا هنقدر نبيع المحصول ونكسب فيه، ويجيب تعبنا وتعب أولادنا طول الموسم؟". واستنكر عبد العزيز أحمد فتح الله انسحاب الدولة قائلاً "ما فيش بقى غير إننا نزرع ممنوعات، وحتى دى لو زرعناها هيحاربونا. الدولة بتقتلنا، ما فيش أي نظرة للفلاح، بدل ما يشوفوا إيه اللي يرفع شأن الفلاح ويطور الزراعة اللي تعتبر أهم حاجة في الدولة؛ لأن الفلاح هو اللى بيزرع أكل البلد كلها، للأسف العكس بيحصل، وإحنا حاسين إن فيه تدمير ممنهج للزراعة. لما القطن اللي كان بيتصدر وبيشغل مصانع الغزل والنسيج على مستوى الجمهورية ما عادش يتزرع، المصانع هتشتغل إزاي؟ ولا هيستوردوا لها قطن. طيب ما بدل ما يستورد ويصرف عملة صعبة، ادعم الفلاح وشغله؛ علشان يعرف يعيش، ووفر فلوس الاستيراد". العجيب هو رد مدير الجمعية الزراعية بناحية خزان 8 ب "كفور الغاب"، والذي قال "إن رفع الدعم عن زراعة القطن قرار الوزارة، ولا دخل لنا فيه، ونحن في الجمعيات ننفذ قرارات الوزارة، وسنقدم الدعم للمزارعين قدر المستطاع وبما يتاح لدينا من إمكانيات، لكن على أي حال من يختار زراعة القطن عليه تحمل نفقاته كلها".