نواب الوطني يغرقون المحافظة بالسلع الغذائية والبطاطين بدأت المعركة الانتخابية مبكرًا قبل فتح باب الترشح؛ لتتصارع الأحزاب والتحالفات مع المستقلين المجهولين المقبلين على الحياة السياسية للمرة الأولى، رافعين شعار الغلابة ويتغنون جميعًا بثورتي 25 يناير و30 يونيو، واستغلال الأحداث الجارية والمناسبات الخاصة للظهور، بينما تنتظر شريحة الفقراء والمهمشين الانتخابات لغرض آخر، وهو جمع اللافتات و"تسقيف" منازلهم بها؛ لتقيهم الطقس السيئ وتفصيل الملابس من القماش، واستلام البطانية والمواد الغذائية لتأكدهم أنه اهتمام موسمي ينتهي فور إعلان فوز المرشح. قسمت السويس إلى دائرتين فقط، 4 مقاعد فردية بكل منهما، وضمت الدائرة الأولى أحياء "السويس وفيصل وعتاقة"، بينما ضمت الثانية "حي الأربعين والجناين" بإجمالي كتلة انتخابية 400 ألف ناخب. يتنافس 64 مرشحًا على 4 مقاعد، ويواصلون الإجراءات وعلى رأسها الكشف الطبي. واستقرت 6 أحزاب سياسية بالسويس رسميًّا على أسماء مرشحيها، لخوض انتخابات مجلس النواب 2015، ووقع اختيار حزب الوفد على 3 أسماء: علي أمين، القيادي بالحزب، الذي نجح في انتخابات المجلس المحلي، لخوض الانتخابات بالدائرة الثانية، وهو منافس قوي في انتخابات مجلس الشورى الأخيرة ضمن قائمة الوفد، واللواء عزب أبو سريوة، بالدائرة الأولى، وسبق أن خاض الانتخابات عام 2010، وتم الاستقرار على الدكتور محمد السيد؛ ليخوض الانتخابات بنفس الدائرة الأولى. واستقر حزب التجمع على عبد الحميد كمال، عضو المكتب السياسي والبرلماني السابق، الذي سبق وخاض انتخابات مجلس النواب 2011، ودخل جولة الإعادة ب45 ألف صوت ضد مرشحي الإخوان والتيار الإسلامي، وسيخوض الانتخابات بالدائرة الأولى. وأعلن حزب المصريين الأحرار عن مرشحه المحامي عماد خاطر، بالدائرة الأولى فردي، حيث سبق لخاطر خوض انتخابات مجلس الشعب الأخيرة، وكان على رأس قائمة الكتلة المصرية وحصدت 23 ألف صوت. وجاء حزب النور ليعلن عن مرشحيه: عباس محمد، أمين حزب النور، ويعمل موظفًا بمديرية الشؤون الصحية، طه حامد، قيادي بالحزب ويعمل محاسبًا بمجال الاستثمار، عباس محمد، أمين الحزب بالدائرة الثانية، طه حامد، بالدائرة الأولى. واستقر حزب مستقبل وطن بالسويس على اختيار محمد النجار أحد النشطاء السياسيين بالمحافظة، ومؤسس حركة شباب السويس للتغيير لترشيحه وتدعيمه بانتخابات مجلس النواب المقبلة. وأعلن حزب المؤتمر عن الدفع برجل الأعمال ممدوح خاطر لخوض الانتخابات بالدائرة الأولى بعد استقالة طاهر عبد الراضي من الحزب، وعدم اختياره لخوض الانتخابات بالدائرة الثانية. يأتى على قائمة المستقلين عدد كبير من المرشحين، 90% منهم من المجهولين الذين لم يمارسوا أي نشاط سياسي أو اجتماعي من قبل، ويأتي معظمهم ك"واجهات لمرشحي أنظمة سابقة"، لا يستطيعون مواجهة الشارع السويسي في أي انتخابات مقبلة. وعلى قائمة المستقلين "طلعت خليل عمر" محسوب على التيار الثوري وتسانده معظم القوى السياسية المستقلة، وينتمي إلى إحدى الجمعيات القبلية التي تدعمه بقوة، وخاض الانتخابات البرلمانية قبل ثورة يناير وبعدها، يليه غريب ربيع مقلد والمحسوب أيضًا على التيار السياسي والثوري، وخاض الانتخابات البرلمانية من قبل ولم يحالفه الحظ، ويأتي رجل الأعمال مجدي عثمان في مقدمة المرشحين لما له من قبول شعبي لدى فئة كبيرة من الوسطيين، والمحسوبين على التيارات الإسلامية، وبدأ "مصطفى أبو غبان" رجل الأعمال، حملته بنشر صور تجمعه مع قادة الجيش الثالث السابقين الفريق صدقي صبحي والفريق أسامة عسكر؛ ليستغلها في حملته الانتخابية، يليهم فؤاد بشير شقيق رفعت بشير، زعيم المستقلين الأسبق بمجلس الشعب، ويعتمد في الانتخابات على عائلته وكتلة المصوتين، وخبرتهم السابقة. ويليهم في القائمة محمد أبو السعود ونجاح رضوان وميمي حميد وأشرف صيام ومحمد عبد الفتاح ومحمد أبو ستة ومجدي سليم ومحمد أبو المجد وخالد الشحات ومحمود النوبي، وتنتهي القائمة المعروف أصحابها ب"خميس يوسف" ضابط شرطة سابق بمباحث السويس، وشقيق النائب الأسبق يوسف محمد يوسف، ويعتمد على الكتلة التصويتية لعائلته وخبرة شقيقه وعلاقاته كونه ضابط شرطة سابق. ورغم التخوين وتبادل الاتهامات بين مرشحي الأحزاب، إلَّا أن الأمر زاد بشكل كبير ين المرشحين المستقلين، وجاء استغلال فقر المواطنين وحاجتهم ليلعب الدور الأساسي في هذه الانتخابات بعد أصبحت معدة المواطن هي المحركة لعقله في الانتخابات و"بطانيته" هي التي تحدد مرشحه لمجلس النواب المقبل، والتي لم تنتهِ بسقوط نظام الإخوان، الذي كان يشتهر بتوزيع السلع الغذائية من زيت وسكر، واتخذتها بعض الأحزاب والمستقلين لتأكدهم من نتيجتها لاحتياج المواطنين، إضافة إلى الرشاوى الانتخابية التي تقوم بها بعض أحزاب فلول الوطني المنحل والإخوان؛ استعدادًا للانتخابات البرلمانية المقبلة. يقول مصطفى محمد، أحد أبناء كفر أحمد عبده بالسويس: إنه تسلم "كرتونة" إهداء من القوات المسلحة بها مواد غذائية مع باقي أهالي المنطقة، مؤكدًا أنهم كانوا في أمس الحاجة إليها، وكان يوزعها مدنيون يتقدمهم أحد المرشحين الذي حاول توصيل رسالة لهم أنه مرشح "الجيش"، موضحًا أن التسابق للحصول على "كرتونة" المواد الغذائية هو كل ما يشغل بالهم. ويقول سمير حنا، أحد أبناء قرية الشلوفة بالقطاع الريفي: أنهم ينتظرون موسم الانتخابات بفارغ الصبر؛ ليوزع المرشحون الهدايا، مؤكدًا أنه خلال أيام الماضية جاءهم عدد كبير من المرشحين يوزعون البطاطين واللحوم والزيت والسكر والدقيق، مشيرًا إلى أنهم تناسوا أسماءهم؛ لكثرتهم وحداثة خوضهم للانتخابات أو للحياة السياسية عامة. ويقول محمد عباس، أحد أبناء قرية "أبو سيال": الانتخابات تمثل لهم موسم الرزق؛ حيث يحصلون على اللافتات البلاستيك؛ لحماية أسقف منازلهم وشرفاتها من موجات الطقس السيئ، ويحجز الأهالي لافتات القماش فور، لاستخدامها في الستائر والمفروشات، وفي اليوم الانتخابي يؤكد عباس أنه ينتظر تأجيره خلال هذا اليوم من أحد سماسرة الانتخابات، ليقوم بأي أعمال تطلب منه مقابل الحصول على مبلغ مالي كبير وعدد من الوجبات الغذائية. وتقول "أم محمد" إحدى أبناء قرية جنيفة: إنها رفضت الحصول على مبلغ مالي وبطانية وكيلو لحمة من أحد المرشحين رغم احتياجها؛ لإصراره على التصوير، ووبخته على استغلال فقر المواطنين في الدعاية الانتخابية ثم طردته مما تسبب في حرج كبير لها مع أبنائها وعائلتها. ويشير أحمد صبحي، يمتلك شركة دعاية وإعلان، إلى أن انتخابات مجلس الشعب تعتبر موسمًا قويًّا، لكن مع وجود دخلاء على المهنة انخفضت الأسعار بنسبة 50%، مضيفًا أن المرشح يقوم بالدعاية الانتخابية على حسب شهرته وحجم الدائرة، وهناك من يطبع عددًا ضئيلًا جدًّا من اللافتات؛ لاعتماده على شهرته، وهناك من يطبع الكثير من "البوسترات" واللافتات؛ لعدم معرفة أهالي السويس به من قبل.