يعيش أصحاب مزارع الدواجن بمحافظة الغربية حالة من الفزع الممزوجة بالحزن؛ لأنهم معرضون للسجن؛ بسبب الخسائر الفادحة والديون الباهظة عليهم، رغم أنهم كانوا ينتجون وحدهم 53% من الدواجن علي مستوي الجمهورية خلال الأعوام الماضية. التقت «البديل» بعدد من منتجي الثروة الداجنة بقريتي «برما» التابعة لمركز طنطا، و«بلتاج» التابعة لمركز قطور، أشهر القري في الإنتاج الداجن علي مستوي الغربية بل الجمهورية كلها؛ لتقف علي الأسباب الحقيقية وراء تدهور الثروة الداجئة وكيفية الخروج من أزمتها الراهنة التي قد تعصف بأحلام الفقراء في تناول وجبة فراخ بعد أن عجزوا عن شراء اللحوم الحمراء؛ لارتفاع أسعارها، خاصة بعد تهديد مسئولي وزارة الزراعة فى الغربية بغلق عدد كبير من المزارع غير المرخصة. يقول علاء شعيب، صاحب أحد المزارع: «مزرعتى خمس عنابر، كانت تستوعب 52 ألف كتكوت، ثم أصبحت الآن خاوية إلا من بعض البط البغال»، لافتا إلى أنه كان يعمل بالمزرعة 10 من شباب القرية، بالإضافة إلي أكثر من 30 بائعا سريحا، فضلا عن سيارات نصف النقل التى تأتى من محافظات الصعيد لتحمل الدواجن إلي أهالينا هناك بأسعار في متناول كل الفقراء، متابعا: «الآن توقف كل شيء، وحاليا أعرض المزرعة للبيع؛ لأسدد ديوني قبل أن أدخل السجن». من جانبه، أوضح الدكتور محمد معيلى، طبيب بيطري وصاحب مزرعة دواجن، أن 90 % من المزارع بمحافظة الغربية متوقفة عن العمل؛ بسبب الخسائر الفادحة خلال العامين الماضيين، مؤكدا أن نسبة النافق بين الدواجن داخل أي مزرعة يصل إلي 70 % بسبب التحصينات «المضروبة» مما يصيب الدواجن بأمراض لا يعرفون سببا لها». وفى نفس السياق، قال عبد الرحيم توفيق، أحد منتجي الدواجن بقرية «برما» إن قريته يبلغ عدد سكانها نحو 150 ألف نسمة، كان يعمل بهذه الصناعة منهم أكثر من 45 ألف شخص، منهم 42 ألف بائع سريح، مشيرا إلي أن القرية يوجد بها نحو 5 آلاف مزرعة دواجن غير مرخص منها سوي 3 فقط، وكانت تنتج نحو 53% من الثروة الداجنة علي مستوي الجمهورية، وكان يفد إليها التجار والمربون من كافة محافظات الصعيد والوجه البحري، لكن الأحوال تدهورت وزادت الديون على المربين. وأضاف: «برغم الخسائر التى يتعرض لها المربون فى القرية، فإنهم يفضلون الاستمرار فى مهنة آبائهم وأجدادهم، حيث يتباهى أهالى القرية بما يملكونه من أمهات الدواجن والبط التى تعود لسلالات أصلية قادرة على الإنتاج الجيد»، مؤكدا أن عددا من المربين بالقرية سبق لهم مناشدة وزارة الصحة أكثر من مرة، مع بداية انتشار وباء إنفلونزا الطيور؛ من أجل تطوير صناعة الدواجن بالقرية وإعطائهم إرشادات تساهم فى الحفاظ على الثروة الداجنة للقرية، لكن لم يستجب لأهالى القرية أحد. وأكد رضا جمال مهنا، أحد مربي الدواجن بقرية «بلتاج»، أن المهنة تحارب لعدم وجود رقابة عليها، لافتا إلى أنه في حالة وجود الرقابة، يستطيعون تصدير الثروة الداجنة للخارج، ومطالبا رئيس الحكومة بضرورة مساءلة وزير الزراعة حول احتكار عدد من رجال الأعمال صناعة الدواجن مما يؤدي إلي دمار صغار المربين. وأرجع أسامة الجزار، صاحب مزرعة دواجن، مشاكل المزارع، لارتفاع أسعار الأعلاف والأدوية البيطرية، وكذلك انتشار بعض الأمراض مثل انفلونزا الطيور، بالإضافة إلى عدم توفير الأمان الحيوى فى معظم المزارع؛ بسبب عدم وجود أفران لحرق الدجاج النافق من قبل وزارة الزراعة أو من خلال بنك التنمية والائتمان الزراعي. ويطالب محمود عمار، صاحب مزرعة دواجن، مراكز البحوث التابعة لوزارة الزراعة بضرورة الكشف عن أسباب الحرب البيولوجية التي تهدف القضاء علي الثرورة الداجنة، التي تبلغ جملة الاستثمار فيها أكثر من 71 مليار جنيه ويعمل فيها نحو مليوني مواطن، مناشدا الحكومة بالرقابة على أسعار الأعلاف والأدوية.