وثقت كاميرا التسجيلي موالد كبار الأولياء من آل البيت النبوى، مولدى السيدة زينب والسيدة نفيسة، وكبار الأولياء من مؤسسى الطرق الصوفية كمولد السيد البدوى بطنطا ومولد إبراهيم الدسوقى بدسوق. في المقابل واصلت السينما الروائية توظيفها بطريقة تجارية، دون اقتراب من عمق الظاهرة إلا فيما ندر، ومؤخرا تتجه عدة اعمال لتناول المولد اوتقديمه خلفية للاحداث لعرض وتعرية مشاكل المجتمع. حاليا يستعد المخرج سامح عبد العزيز لتصوير فيلم "الليلة الكبيرة" تأليف أحمد عبد الله، وانتاج السبكي، ليستكمل به ثلاثيتهم بعد "كباريه"، و"الفرح"، ومثلهما يدور في ليلة واحدة باحد الموالد الشعبية، وأجوائها، من خلال مجموعة قصص تحدث مع أبطال الفيلم في يوم واحد، على أن يتم التطرق لحلقات الذكر والبائعين الذين يتواجدون بالمولد وفق تصريحات مخرجه. وتستعد المخرجة شيرين عادل لتقديم فناني الموالد من زاوية اخري مع هيفاء وهبي راقصة وامينة لاعبة كهربا في مسلسل "مولد وصاحبة غايب"، لكن مع حال السينما والدراما حاليا لا نتوقع الكثير خاصة بعد اخر التجارب في هذا الاتجاه في فيلم "عبده موته" اخراج اسماعيل فاروق، حيث رقصت دينا علي اغنية شعبية تقول "يا طاهرة يا ام الحسن والحسين" مما اثار جدلاً واسعاً، ورفع احد المراكز الشيعية المصرية دعوي ضد الفيلم مطالباً بوقفه بدعوى أنّه يسيء إلى أهل بيت النبي محمد، صلى الله عليه وسلم.، قبل ان تحل المشكلة بتدخل وزير الثقافة بحذف هذا الجزء من الفيلم. ظل المولد خلفية للاحداث او مجرد مكان، علي امتداد تاريخ السينما المصرية ، عالجته برؤي لا تتنوع، كان افضلها التي تعرضت لشخصيات وخصوصية اهل المولد من فنانين، غالبا راقصات ولاعبي سيرك دون تطرق للمنشدين الذين يمثلون الاساس في اي مولد شعبي، ولم تتطرق الافلام الروائية لاستلهام الثقافة الشعبية التي صنعت ظاهرة الموالد الشعبية والتبرك بالصالحين سواء مسلمين اومسيحيين علي السواء مما تشهد به الموالد والاضرحة. وحتي في فيلم حمل اسم"المولد" 1989للمخرج سمير سيف، لم يكن اكثر من خلفية لحدث اختطاف الطفل، بطل الفيلم. في "شئ من الخوف" للمخرج حسين كمال، تظل عروسة المولد رمز إرتباط عتريس الصغير بفؤادة، التي تقاوم حبها له، بعد قهره وظلمه لاهل قريتها واجبارها علي الزواج به. وفي الفيلم نرى المولد الشعبي حدثا كبيرا اثر في تغيير الشخصيات ففيه يقابل عتريس محبوبته وتبقي ذكري لقاء المولد وتفاصيله مثل العروس الحلاوة والحصان ولحظات السعادة الطفولية المخطوفة من عمر الزمان والجد الجبار، اهم ذكريات علاقة حبهما. وفي "تمر حنه" للمخرج حسين فوزي احد الافلام التي تعاملت مع فناني الموالد باحترام لطبيعتهم، فيركز علي شخصيات من الغجر تعيش حياتها في الموالد، وهو ما يتكرر في فيلم "السيرك "اخراج عاطف سالم، الذي ركز ايضا علي شخصيات لاعبي السيرك داخل الموالد. في "الاراجوز" للمخرج هاني لاشين، بطولة عمر الشريف، نجد احترام وتبجيل للثقافة الشعبية، ويصور فنان الاراجوز الذي يعيش في الموالد شاهدا علي مجتمعه كاشفا الفساد، ليصبح صوت الحق في مواجهة أصحاب المصلحة ومنهم ابنه نفسه واللاعب والاراجوز هنا نموذج للبطل الشعبي. *بركات الاولياء تعرضت العديد من الافلام للتبرك بالصالحين والدعاء في اضرحة آل البيت وكبار المتصوفة علي طول تاريخها فيما تفاوتت الرؤي التي قدمتها الافلام للتعامل مع هذه الثقافة وفق افكار صناع الافلام وربما كان من انضجها علي الاطلاق ما قدمه فيلم "قنديل ام هاشم" للمخرج كمال عطيه، عن رواية يحي حقي الشهيرة، من الصراع بين الموروث والثقافة الشعبية والعلم والثقافة العصرية والذي خلص الي ضرورة التصالح بينهما وتفهم بطل الفيلم الطبيب الحامل للثقافة الغربية لثقافة شعبه واقترابه منه وفي "بين القصرين" للمخرج حسن الامام يتمثل احد احداثه الهامة في رغبة الام امينه في زيارة مسجد الحسين واصابتها في قدمها وحين تعترف بما حدث لسي السيد يطردها لبيت اهلها فيما يلجأ الطفل كمال الى ضريح الحسين يسترجيه ان يعيد والده امه الى البيت, ويشهده بان ذنبها انها ارادت زيارته تبركا وتقديسا، وهوما يسمعه الوالد ويستجيب له في احد اكثر مشاهده عذوبة في علاقة الاب بابنه. وفي "الزوجة الثانية" للمخرج صلاح ابوسيف بطلته فاطمه تسعي للتبرك في مقام السيد البدوي وتشكوما تتعرض له من ظلم كجزء من تفاصيل التعبير عن الثقافة الشعبية التي يقدمها الفيلم، وهوما يتكرر في فيلم "الأرض"في تبرك بطلته ونذرها لولي القرية عند الاستجابة لدعائها. وهو ما يتكرر في "الكيت كات" و"سارق الفرح" لداوود عبد السيد، بالتبرك ودعاء الحاجة عند مقام شيخ الحارة المبروك في سياق فانتازي وساخر ففي "الكيت كات" تدعوالمرأة التي يغيب عنها زوجها لاجتذاب من تحب ليصير عشيقها، وفي "سارق الفرح" يعتقد بطله باستجابة دعواته بسقوط مخلفات الطيور علي رأسه دلالة علي الرزق.