مر عام 2014 على محافظة المنيا كأسوأ ما يكون في مجال الصحة؛ فقد شهد كوارث جسيمة في كل المجالات، من إضراب مستشفيات، واقتحام الأهالي لها، وانتشار أمراض وأوبئة تسببت في قتل وإصابة الكثيرين، ووجود منشآت صحية غير مرخصة، إضافة إلى أدوية مغشوشة، ومياه شرب مختلطة بالصرف الصحي.. كل ذلك وغيره يلخص كوارث المنظومة الصحية بالمنيا، وسط أصوات تعالت لتطالب بإقالة وكيل وزارة الصحة الحالي. أول يوم إضرابات بالمستشفيات وتعطل العمل مع بداية اليوم الأول من عام 2014 دعت نقابة الأطباء بالمنيا لإضراب جزئي؛ بهدف تحسين المنظومة الصحية وزيادة أجور الأطباء، واستمر إضراب الأطباء والمستشفيات 4 أسابيع، وبعد انتظام العمل تجدد الإضراب الذي انتهى في شهر مايو، وكانت نسبة 60% أعلى نسبة وصل إليها الإضراب في ظل امتناع بعض المستشفيات، وحدثت مشادات بين المرضى المطالبين بالكشف والعلاج والأطباء. ويوم 10 مارس دخلت معظم أقسام مستشفى بني مزار العام في إضراب عن العمل؛ بسبب استثناء العاملين والفنيين والممرضين والإداريين من تحصيل فروق الحد الأدنى للأجور عن شهري يناير وفبراير. ويوم 29 أكتوبر أضرب العاملون بإسعاف المنيا عن العمل، لتعدي أحد الأهالي على سائق سيارة إسعاف أثناء قيامه بركن سيارته، وقام المسعفون بإغلاق البوابة الرئيسية للإسعاف. فبراير إعلان تطوير المستشفيات أعلنت محافظة المنيا 2 فبراير عن تطوير 3 مستشفيات، هى: مستشفى الفكرية وحميات ملوى ورمد ملوى، وتجهيزها بشكل متميز، كما تم إدراج 3 مستشفيات للتطوير الشامل، وهى: مستشفى سمالوط وملوى وديرمواس، وأعلنت دعم القطاع الصحي بأجهزة طبية حديثة وإضافة 4 ماكينات غسيل كلوى جديدة؛ ليصبح الإجمالى 240 ماكينة. رابع وفاة بإنفلونزا الخنازير وحمى معدية تصيب المئات يوم 22 فبراير أعلن مصدر صحي بالمنيا وفاة الحالة الرابعة بإنفلونزا الخنازير، وهو نبيل جرجس 65 سنة. ومن الخنازير للطيور التي عاد خطر مرضها يداهم المحافظة، وكانت القرى التربة الخصبة للإصابة بالفيروس ونقله، حيث إن معظم المتوفين والمصابين يقطنون القرى؛ لاعتماد أهلها على تربية الطيور داخل منازلهم. ورغم إعلان المحافظة الطوارئ وفحص الطيور بالمنازل، إلا أن الأهالي نفوا ل "البديل" قدوم أية زيارات لفحص الطيور. وخلال شهري سبتمبر وأكتوبر انتشرت حمى معدية داخل قرية "دلجا" بدير مواس، لم يحدد التشخيص ماهيتها، وأصابت المئات بأعراض إعياء مختلفة، وطالت أطباء وأسرهم، ورصدت "البديل" وقتها تردد المئات يوميًّا على المستشفيات والعيادات الخاصة، وأكد الأطباء عجزهم عن التشخيص وانتشار الحمى، فيما نفت وكيل وزارة الصحة ذلك، وتبين أنها في دورة تدريبية خارج المحافظة. وفي 17 ديسمبر أعلن الدكتور علي قاسم مدير الطب الوقائي بمديرية الصحة إصابة 26 طالبًا بمرض «الجدري المائي» بمدرسة بديني بمركز سمالوط. مايو حريق مركز طبي شب حريق يوم 3 مايو بالمركز الطبي لقرية الأشمونين بملوى داخل غرف سكن التمريض، ونتجت عنه تلفيات، وأكدت ممرضة أن الإهمال وراء الحادث بخلاف ما أشيع عن حدوث ماس كهربي، وتحرر المحضر رقم 2668 إداري ملوي. يوليو وفاة مريضة وإحالة 7 أطباء للتحقيق يوم 5 يوليو أحالت النيابة الإدارية 7 أطباء بمستشفى المنيا العام للتحقيق، بعد تسببهم في وفاة مريضة أثناء إجراء عملية ولادة لها، وذلك بناءً على بلاغ من إدارة الشئون القانونية بمديرية الصحة بالمنيا، وانتهت النيابة الإدارية إلى ثبوت مسئولية الأطباء، وإحالتهم للمحاكمة التأديبية، وإبلاغ النيابة العامة لتحريك الدعوى الجنائية ضدهم. أكتوبر شراء أدوية متوفرة في 17 أكتوبر كشف مستند لمحضر اللجنة الخاصة باجتماع مجلس إدارة مستشفى المنيا الجامعي رقم "111″ اعتراف إدارة المستشفى بتوافر احتياجات طبية، في الوقت الذي يضطر المرضى لشرائها من الخارج. وقالت حركة "امسك فساد" بالمنيا إن هناك علاقات مشبوهة بين أشخاص من المستشفى والصيدليات المجاورة؛ للحصول على عمولات. ومنشآت طبية غير مرخصة يوم 19 أكتوبر ضبطت أجهزة الأمن 886 علبة مبيدات زراعية و29 طن أعلاف حيوانية وأدوية بيطرية مجهولة ومنتهية الصلاحية، و769 علبة مبيدات مقلدة في المحضر رقم 25470 جنح مركز المنيا، و9 أطنان أعلاف مجهولة المصدر في المحضر رقم 25469 جنح المركز. وأغلقت يوم 30 ديسمبر 11 منشأة طبية مخالفة بدير مواس، وطالب محافظ المنيا روادها باستخراج رخص التشغيل والسجل البيئي والتخلص الآمن من النفايات الخطرة. وكانت إدارة العلاج الحر بمديرية صحة المنيا في 5 أكتوبر قد أغلقت 14 منشأة طبية؛ لمخالفتها شروط الترخيص، إضافة إلى إغلاق 8 منشآت طبية غير حكومية بمدينة مطاي، وذلك لمخالفتها القرارات الوزارية المنظمة للمنشآت الصحية غير الحكومية، كما انتشرت أدوية ومنتجات مغشوشة بكثافة، وغمرت الأسواق خلال العام 2014 وأدوية ومبيدات زراعية وأعلاف حيوانية وأدوية بيطرية مغشوشة بكميات هائلة، وداخل مصانع وشركات ومنافذ توزيع كبيرة. ومنذ شهرين تم ضبط مصنع بدون ترخيص ينتج الأسمدة الزراعية المغشوشة والمنسوبة لكبرى الشركات المحلية، وبداخله 200 طن، وذلك بقرية "شوشة" بسمالوط. وكشف محضر شرطة برقم 2875 حرره أعضاء المركز العربي لحقوق الإنسان بالمنيا وجود أدوية مغشوشة داخل الصيدليات، وبحسب المحضر تم إجراء مقارنة بالعين المجردة للعينات، واتضح اختلاف رقم التشغيلة وألوان العلبة المغلقة، إلى جانب اختلاف لون اللاصق السفلي. نوفمبر تزوير ختم نقابة الأطباء يوم 7 نوفمبر زورت مندوبة إعلانات ختم نقابة الأطباء بالمنيا، وقدمت النقابة بلاغًا رقم 21421، وتم التحقيق حول الواقعة وتحطيم مستشفيات يوم 7 نوفمبر حطم أهالى مريض قسم الجراحة بمستشفى المنيا الجامعى وبعض الأجهزة الطبية، وأصابوا فردي أمن؛ لمنعهم من الدخول برفقة أحد المرضى، وقدرت التلفيات بقيمة 10 آلاف جنيه. وفي 13 يوليو تعدى أهالي مريضة بالمنيا على الطبيب المعالج والعاملين وأمناء الشرطة بمستشفى المنيا الجامعي، بعد مشاجرة أهالي المريضة والأطباء، متهمين الأطباء بالإهمال. ويوم 17 إبريل حطم أهالي متوفاة بالمنيا وحدة التخدير بذات المستشفى، وتعدوا على العاملين والممرضين بالضرب والسباب، وأحدثوا أعمال شغب وحالة من الكر والفر، فيما ألقت قوات الأمن القبض على 3 منهم، وتحرر المحضر 9427 جنح قسم المنيا. ويوم 15 إبريل اقتحم عدد من أهالي مصاب مستشفى ملوي العام، وحطموا زجاج غرف العمليات، وأصيب ممرض، وقال الدكتور عادل سعيد حسانين مدير المستشفى وقتها إن مأمور قسم ملوي حضر على رأس قوة أمنية، وعمل محضر إثبات حالة، كما حطم العشرات من أهالي متوفى عيادة خاصة لطبيبين، وحاولوا الفتك بهما، بعد وفاة ذويهم أثناء إجرائه عملية "استئصال اللوزتين"، وذلك يوم 6 يوليو، وألقت قوات الأمن القبض على الطبيبين، واتهم والد المتوفى الطبيبين بإعطائه حقنة مخدر بجرعة زائدة أدت لوفاته. ومياه ملوثة بالصرف الصحي يوم 22 نوفمبر كشفت مستندات ل "البديل" صدور تقرير لمديرية الصحة يفيد اختلاط مياه الصرف بالشرب، كما كشف تقرير آخر عدم مطابقة مئات من عينات مياه الشرب لمواصفات السلامة والصلاحية الصحية، بسبب ارتفاع نسبة العكارة، وحاجة أحواض المحطات المرشحة بمدن وقرى ومراكز المحافظة؛ لتوافر مادة الكلور اللازمة لتطهير وتنقية المياه. ويوم 17 أكتوبر تجددت المشكلة المتراكمة بقرية المحرص بملوي، عندما فوجئ 40 ألف نسمة يقطنون القرية بعكارة مياه الصنبور وانبعاث رائحة كريهة منها، لاختلاطها بمياه الصرف الصحي، بعد انسداد وجفاف بئر المياه المغذية للقرية، واضطرار الأهالي للاعتماد على مياه الطلمبات الحبشية، واللجوء إلى قرية مجاورة لتعبئة الجراكن بالمياه، وهو ما رصدته "البديل" وقتها. ويعد مصرف أو مستنقع المحيط – كما يصفه الأهالي – كارثة صحية بيئية، لكونه يستقبل طوال اليوم مخلفات الصرف الصحي والصرف الزراعي وكيماويات الإنتاج الصناعي، حيث تلجأ بعض الشركات والمصانع، وكذلك سيارات رفع القمامة التابعة للوحدة المحلية، لتصريف مخلفاتها في خضم المصرف، ما يعرض المواطنين بالقرى المطلة على المصرف للأمراض الخطيرة، وفي مقدمتها الفشل الكلوي، والتهاب الكبد الوبائي. عجز الأطباء أمام ابتلاع طفلة لدبوس في واقعة كشفت مدى تدني مستوى الخدمات الطبية داخل المستشفيات الحكومية، ابتلعت طفلة دبوس طرحة، وبعد مرورها على 3 مستشفيات حكومية، لم تتمكن من استخراج الدبوس، واضطرت والدتها للذهاب إلى محافظة أسيوط، وهو ما أكده عادل القاضي مدير إدارة بالمستشفى التخصصى التابع لمستشفيات المنيا الجامعية.