لم تعد الشكوي من المستشفيات مقصورة علي المرضي فقط.. فالأطباء ايضا يتجرعون من نفس الكأس كأس الإهمال والفوضي والإنفلات الأمني حتي وصل الأمر الي إضراب الأطباء عن العمل و ذلك احتجاجا علي عدم توفير الحماية لهم أثناء أداء عملهم, وتعرضهم للاعتداء من جانب أقارب المرضي. وكان مستشفي المنيا العام شاهدا علي قمة الانفلات الأمني عندما قام أحد المواطنين بقتل مصاب, والتمثيل بجثته وإخراج إحشائه أثناء وجوده للعلاج داخل قسم الاستقبال بالمستشفي, أخذا بالثأر وكانت الجريمة علي مرأي ومسمع من الأطباء وطاقم التمريض والمرضي وأفراد نقطة شرطة المستشفي, حيث تمكن المتهم من الهرب بعد ارتكاب الجريمة البشعة. أما مستشفي ملوي فقد رفض استقبال مريضة مصابة بكسور في الضلوع بالقفص الصدري بحجة أنها حضرت للمستشفي بعد يومين من اصابتها وذهابها للعلاج بعيادة طبيب خاص. والي جانب هذه المشاكل الوليدة فهناك المشاكل المزمنة في العجز الشديد في الأدوية والأمصال خاصة أدوية أمراض القلب والسكر والضغط, والعجز في الأطباء, وتدني حالة المستشفيات خاصة غرف العمليات والعناية المركزة ونقص الأجهزة الطبية. وقد تلقي الأهرام عدة شكاوي من المرضي تفيد اجبار المستشفيات لهم علي شراء العلاج علي نفقتهم الخاصة من خارج المستشفيات. ولم تكن المستشفيات الجامعية أفضل حالا من المستشفيات والوحدات الصحية التابعة لمديرية الصحة, حيث شهد المستشفي الجامعي أكثر من محاولةاعتداء علي الأطباء, وفي مستشفي الأطفال تحول طاقم التمريض الي زبانية عذاب لأقارب الأطفال المرافقين لهم, حيث قامت ممرضة وعاملة نظافة بطرد والدة الطفل وجيه باسم( عام و4 شهور) بعد احتجازه لإصابته بجفاف ونزلة معوية وشكوي الأم من تراجع حالة الطفل الصحية. الأمر الأكثر غرابة أن محافظة المنيا يوجد بها26 مستشفي أطلق عليها مستشفيات التكامل وهي موزعة في القري الكبيرة لتخفيف الضغط علي المستشفيات المركزية وتكلف انشاء مستشفي6 ملايين جنيه منذ عام1992 وتم تزويد هذه المستشفيات بأحدث الأجهزة الطبية, ولكن لم يتم الاستفادة من هذه المستشفيات لعدم توفير الأطباء والكوادر اللازمة من تمريض وعمال وأصبحت هذه المستشفيات مأوي للأشباح. ويقترح سعد منصور رئيس لجنة الثقافة والاعلام بمجلس محلي محافظة المنيا والذي تقدم بسؤال عن أسباب عدم تشغيل مستشفيات التكامل تحويل هذه المستشفيات الي متخصصة مثل الولادة أو الكبد أو الرمد طبقا لاحتياجات المناطق التي توجد بها هذه المستشفيات, أو تحويلها الي مدارس للتمريض لسد العجز في الممرضين والممرضات وتوزيع الأجهزةالطبية المعطلة داخل مستشفيات التكافل علي المستشفيات المركزية والوحدات الصحية. مصدر مسئول بمديرية الصحة بالمنيا رفض ذكر اسمه قال ان هناك عجزا في الأطباء في تخصصات الطوارئ والتخدير والنفسية والعصبية والقلب والعناية المركزة وأن الميزانية المخصصة للأدوية والعلاج لاتكفي المرضي طوال العام.