تتعرض جماعة الإخوان لزلزال كبير يضرب أركانها، في ظل الانسحابات المتتالية من تحالفها "دعم الشرعية"، بدأت من حزب الوطن، يليها "الوسط"، واختتمت ب "الجبهة السلفية"، الذين سارعوا بالقفز من مركب الإخوان الغارقة في محيط المستقبل السياسي في مصر، إلا أن الجماعة الإسلامية وذراعها السياسي حزب "البناء والتنمية" ما زالا يدينان بالولاء الكامل رافضين التخلي عنها. يرى أحمد بان، الباحث المتخصص فى شئون الحركات الإسلامية، أن السبب وراء تمسك "البناء والتنمية" بتحالف الإخوان حتى تلك اللحظة هواستشعاره بأن الدولة المصرية بالنظام الحالي لن تقبل به لاعبًا في الفضاء السياسي الجديد، حتى وإن انسحب من "دعم الشرعية" وناصب الإخوان العداء. وقال "بان" إن الجماعة الإسلامية لا تملك سوى الرهان على "الإخوان" للنهاية؛ لأن النظام لن يغفر لها العودة عن المراجعة والتحالف مع الإخوان فى الحكم أو فى المعارضة. ولفت إلى أن تمسك الجماعة الإسلامية بتنظيم الإخوان تجاوز فكرة تلقي التمويلات والدعم المادي. وعلى الجانب الآخر قال ياسر فراويلة، القيادي السابق بالجماعة الإسلامية وعضو جبهة الإصلاح، إن الجماعة الإسلامية وحزب البناء والتنمية، فى حالة مخاض عسير ما بين التزامهما من باب الولاء والبراء ل "الإخوان"، ومن باب أن هناك قيادات مؤثرة لها تاريخ متورطة فى أحداث مع الجماعة، ومنهم من هو فى نفس خندقهم، بين نارين: الكبار من قادة الجماعة ك "الزمر" الكبير أو فؤاد الواليبى وكرم زهدى وناجح ابراهم وغيرهم ممن لا يريدون للجماعة الإسلامية أن تتورط أكثر من ذلك، نظرًا لانحرافها عن مهمتها الأساسية. وتابع "إلا أن بعض أفراد الجماعة الإسلامية مثل عاصم عبد الماجد وطارق الزمر وإسلام الغمري ومحمد الصغير، الموجودين بالخارج، يرفضون الانسحاب وخلع عباءة الإخوان، وإن كان موقف شباب الجماعة منهم مجاملاً". وأشار"فراويلة" إلى أن استمرار الجماعة الإسلامية بنهجها الحالي يعرضها للانهيار جملة واحدة، علاوة على أنها لا تستطيع الدفع بمرشحين لها في أي انتخابات لموقفها من الدولة. وأوضح أن الجماعة الإسلامية تراهن – على المدى الطويل – على استمرار المقاومة وانتظارها للنصر الموعود حسبما تظن، قائلاً "لكن وحتى وإن حدث ذلك، فلن يحصلوا على شىء أبعد مما حصلوا عليه والإخوان فى السلطة، وعلى العقلاء أن يفهموا أن الإخوان أنفسهم يحتضرون". وأكد "فراويلة" أن التمويل له دور كبير في استمرار دعم الجماعة الإسلامية للإخوان، حيث إن أغلب قيادتهم ليسوا رجال مال وأعمال كمكتب الإرشاد، فتلك القيادات تعيش في الدول الهاربين إليها على نفقة الإخوان. وأضاف "كما أن "البناء والتنمية" يحتاج لنفقات لاستمراره كحزب سياسي، والقائمون عليه وجدوا من "الإخوان" سبيلاً للقيام بذلك، وفي المقابل يكون الحزب بمثابة ذراع لتحالف دعم الشرعية على الأرض". وعن إمكانية تدخل القيادي البارز بالجماعة الإسلامية عبود الزمر، قال "فراولة" إن عقلاء الجماعة يرفضون الإخوان، لكنه موقف حرج، ولا يستطيعون فى هذا الوقت إعلان رأيهم صراحة، لكن هناك بادرة أن تتعالى الصيحات يومًا ما، مفادها رفض الانجرار وراء الإخوان فى معركتهم الشخصية.