يعد النمل الأبيض من الحشرات الضارة اقتصاديًّا؛ حيث إن مصدر غذائه الرئيسي هو مادة السليلوز والمتوافرة في الطبيعة بصور مختلفة كالمنازل والمنشآت والشون والصوامع والمصانع وفي كثير من الاستعمالات اليومية للإنسان من ملابس – ورق – سجاد وغيرها. ويعتبر النمل الأبيض من أخطر الحشرات الضارة بالبيئة والزراعات، وخطورته تكمن في سرعة انتشاره وشدة تدميره؛ فقد يدمر قرية بأكملها إذا لم يتم التدخل السريع لمكافحته، وتتسبب أيضًا في خسائر كبيرة فى الحبوب التى يتغذى عليها كذلك الأجولة الحاوية لها، وفى الوجه القبلى يهاجم التمر والذرة والمحاصيل التى تنشر على الأرض بغرض التجفيف تحت أشعة الشمس أو بحرارة الهواء. ويوجد في مصر11 نوعًا من النمل الأبيض يصيب مختلف المحافظات، وطول حياة عمر ملكة مستعمرة النمل الذي يصل إلى 7 سنوات يجعلها تضع نحو 90 مليون بيضة، وتقدر الخسارة التي يتسبب فيها النمل الأبيض بملايين الجنيهات سنويًّا. ومن جانبه قال الدكتور مرتضى عيسى مدير معهد وقاية النبات التابع لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي إن النمل الأبيض يعد من الحشرات سريعة الانتشار؛ ولذلك يجب على المواطنين ضرورة الإبلاغ بشكل سريع في حالة ظهور النمل الأبيض أو إضراره بمنازلهم أو المنطقة المحيطة بهم؛ لاتخاذ الإجراءات اللازمة لمكافحته قبل انتشاره وتدميره للمنطقة أو القرية بأكملها. وأوضح عيسى أن طرق التخلص من النمل الأبيض تنحصر في طريقتين: الأولى تصلح للنمل الأرضي بما يسمى بطريق الرش السطحي في الأماكن الريفية، وذلك حول المبنى في خنادق، ويصب المبيد في حفر بقطر 30 سم وبعمق 30 سم، ويوضع في كل حفرة 4 لترات من محلول المبيد في الماء وعلى مسافات 60 سم بين كل حفرة وأخرى. أما الطريقة الثانية فهي استخدام أخشاب مقاومة طبيعيًّا في صناعة الأثاث المنزلي أو في بناء المنازل، وأن يراعى في تخزين الأخشاب أن يتم الاحتفاظ بها في حافظات معالجة ب "الكريوزوت" المخفف بالكيروسين بنسبة 1:3 أو محلول البنتاكلورو فينول بتركيز 5%، ويخفف هذا المحلول في سبعة جالونات كيروسين. وهناك طريقة ثالثة للمكافحة بالتبخير بالغازات باستخدام بروميد الميثيل في حجرات التبخير ودهان سطح الخشب بمحلول مبيد الدروسبان بمعدل 3 سم مكعب/ لتر كيروسين. وقال الدكتور يوسف محمد أستاذ الاقتصاد الزراعي بمعهد التعاون الزراعي إن الخسائر الاقتصادية المترتبة على اجتياح هذه الحشرة تصل إلى ملايين الجنيهات سنويًّا، فنجد مثلاً أن نسبة الفاقد الكلي بسبب النمل الأبيض في أمريكا تصل إلى 1.7 بليون دولار سنويًّا؛ لانتشار المباني الخشبية. أما في مصر فنجد أن الخسارة أقل كثيرًا؛ لعدم انتشار هذه النوعية من المباني في مصر، إلا أنه طبقًا لاقتصادياتنا المتدنية، فإن الخسائر الناجمة عنها تعد ضخمة بالنسبة للمواطنين، فحين أصاب النمل الأبيض محافظة أسوان عام 2002 قدرت الخسائر بستة ملايين جنيه، وفي محافظة الفيوم في عام 1995 فقدرت الخسائر بخمسة ملايين جنيه. وأكد الدكتور يوسف على أن التنبؤ بالإصابة فى مجال مكافحة الآفات والحشرات مهم جدًّا، حيث يقلل من الإصابة واستفحال الضرر أو يمنعه كلية قبل وقوعه؛ مما يوفر الكثير من الجهد والوقت والتكاليف فى أعمال المكافحة، علاوة على حماية البيئة من التلوث بقدر الإمكان، لافتًا إلى أن خطورة حشرة النمل الأبيض التحت أرضى تتركز فى عدم رؤية الحشرة نفسها مباشرة، بل مجرد آثار هجومها والدمار الذى تحدثه.